محاكمة وزير التربية والتعليم !
الدنيا قامت ولم تقعد بسبب رفع اسم محمد البرادعي من كتاب التاريخ في المرحلة الابتدائية، وكذلك عصام حجي الذي ادعى حذف اسمه من كتاب العلوم للمرحلة الثانوية، أما القنوات الفضائية فقد أرهقت القمر الصناعي معها في مناقشة الموضوعين، والقنوات الفضائية والقمر الصناعي أرهقا زميلنا بشير حسن المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم لتبرير واقعة البرادعي وتكذيب واقعة حجي..
ساعات هواء طويلة على هذه الأمور التافهة، ليس هذا فقط ولكن أيضًا مساحات كثيرة في الصحف خصصت لهذا الشأن، زميلنا بشير أخذ يدافع ويفند الحجج وكأن الوزارة متهمة..
أنا أتصور أنه كان يجب عليه أن يتحول من الدفاع إلى الهجوم ويطالب هو بشطب اسم البرادعي ليس فقط من كتب التاريخ بل من سجلات الأحوال المدنية والجنسية فهو لا يستحق إطلاقًا أن يحمل جنسية الدولة التي خانها وتخلى عنها في أصعب لحظات تاريخها يوم فض اعتصام رابعة المسلح ووضعها في مأزق لا تحسد عليه أمام العالم كله، حينما تقدم باستقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية ليلة فض الاعتصام وهروبه للخارج، ماذا قدم البرادعي لمصر حتى تضعه وزارة التربية والتعليم في مناهجها وتدرسه إلى طلابها؟ حصل على جائزة نوبل؟ يا فرحتي، وماذا استفادت مصر من نوبل نفسه؟
البرادعي حصل من مصر أكثر مما يستحق، فماذا قدم البرادعي لها حتى يحصل على قلادة النيل التي تمنحه مميزات أدبية ومادية من دماء الفقراء؟
قلادة النيل تضعه في مرتبة أكبر من رئيس الوزراء فلماذا لا يصدر قرار جمهوري بسحبها منه؟ ومنحها إلى من يقدم خدمات جليلة لمصر حتى لو كان رجلا فلاحا يشقى في إنتاج غذائنا فهو أولى بالتكريم وفي وضع اسمه في كتب التاريخ وأهم من مليون برادعي، أما الأخ عصام حجي فكان يجب على المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم المطالبة بحذف اسمه من كتاب العلوم لأنه تعلم في جامعة القاهرة ثم هاجر إلى فرنسا ومنها إلى أمريكا ويحمل جنسيتين أو ثلاثة..
ماذا قدم لمصر حتى نضع اسمه ضمن قائمة علماء مصر، الأخ حجي جاء إلى مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير وقتها كنت أقدم برنامجا في إحدى القنوات الفضائية وطلب مني حجي أن يصور حلقة في ميدان التحرير، حيث كان المتظاهرون يطالبون بإقالة أحمد شفيق رئيس وزراء مصر آنذاك وصعد إلى المنصة خطيبًا وقدمه أحمد المسلماني سامحه الله إلى عصام شرف ثم أتى به مستشارًا علميًا لرئيس الجمهورية القاضي المحترم عدلي منصور ولا أعرف كيف لرئيس مؤقت أن يختار مستشارا علميا مقيم بأمريكا (فالكل مؤقت) وعمره 35 سنة فهو أمر مريب من المسلماني.. وكأن مصر عدم علماؤها.
وبعد تولي الرئيس السيسي وإقالة المسلماني وحجي هاجم الأخير الجيش المصري في واقعة جهاز فحص الكبد ثم استضاف الشاب الذي سافر إلى أمريكا لتمثيل مصر في إحدى المسابقات العلمية والذي رفض العودة واتضح هذا الشاب اخوانيا وهاجم مصر مشكلتنا أننا ننسى أو نتناسى، هناك الكثير من المدعيين الذين يطلقون على أنفسهم علماء تعلموا على نفقة هذا البلد من أموال فقرائه ولم يفيدوه بجنيه واحد ثم هاجروا فجمعوا الأموال ويحاولون الآن الحصول على ما لا يستحقون بل بعضهم يجعل من مصر سبوبة (سمسرة وعمولات) وللأسف الدولة تفتح لهم ذراعيها وتفضلهم على من رفضوا الهجرة وحملوا الوطن على أكتافهم وعاشوا لحظات مرارته وحلاوته وانتصاراته وانكساراته وتلوثت أقدامهم بترابه هؤلاء أشرف وأطهر من الذين يحاولون التسلق على أكتافنا..
أنا كمواطن مصري سوف أطالب بمحاكمة د. الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، إذا قرر وضع محمد البرادعي في كتب التاريخ أو لم يحذف عصام حجي من كتاب العلوم فلم يقدما لمصر ما يستحقان عليه هذه المنزلة.. وضعهما الطبيعي في مكان يعف لساني عن ذكره.