رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى السيدة زوجة حاكم دبي


لم أسمع عن برنامج الملكة أحلام والمملكة الحلومية والخاتم الحلومى إلا حين تناقلت صفحات التواصل الإجتماعى مكالمتك يا سيدتى، صوتا هادئا حاسما وحروفا تفيض تواضعا وطيبة لكنها تطلق رصاصًا يخرس أطماعًا مريضة، وألخص هذه الطلقات القوية في نقاط.


أي فضيلة يمكن أن تعود على المجتمع ببرنامج ينفق الملايين في تفاهات ويبث فكر العبودية والإذلال والإهانة حين تقول فتاة إنها مستعدة أن تخون لأجل أحلام.

هل وصل الأمر إلى أن يكون هناك حلوميون مستعدون لبيع كل الفضائل لأجل أحلام وما هي إنجازاتها حتى تكون ملكة وملكة على من تلك السيدة التي لا تمثل بلادي، وأضيف ولا تمثلنى أنا أيضًا كامرأة عربية.

من شاركوا في هذه التمثيليات مساكين جاءوا لهثًا خلف المال ليتصنعوا السعادة واللفهة لمقابلة فنانة تعانى من النرجسية ومن ساعدوها في هذا البرنامج أيضًا غير أسوياء ويستخفون بعقول الناس.

إن لبلادنا جنودًا يحاربون ونفجع فيهم كل يوم وتعرض أخبارهم على نفس القنوات التي تعرض هذا البرنامج.. وعلى الرغم من أن كل النقاط حملت وعيا عربيا صادقا دقيقا محددا معبرا عن الملايين الغاضبة فإن الفقرة الأخيرة هي الأقوى والأكثر تأثيرا فنحن كشعوبا عربية أكثر ما يميزنا العاطفة وهذه البرامج تزرع البلادة في نفوس الناس وتقلل من تفاعلهم مع قضاياهم المصيرية فلو وضعنا أيدينا على الخريطة سنجد دولا عربية تسيل منها دماء العرب ودولا أوروبية تسيل منها دماء متهم فيها عرب، ذلك التناقض المرير الذي لن ينقذنا منه إلا حفاظنا على هويتنا العربية الأصيلة التي أصبحت مهددة بحفنة من المشوهين في الإعلام نراقبهم بغضب مكتوم وندور حول أنفسنا ونتنفس هواءهم الملعون رغما عنا، وكلما اتسعت دائرة المنتفعين والمستغلين والمصفقين حولهم كلما تمادوا في استخفافهم بنا.

كلماتك يا سيدتى نسيم رطب.. جرح عروبتي الغائر بعد أن مزقتني وجوه اللاجئين وطرحتنى تفجيرات باريس أرضًا وما أن تمالكت نفسي قليلا حتى أطاحت بي تفجيرات بروكسل، أنا التي تغربت عن أوطانى العربية منذ سنوات طويلة وأصبح اليوم حزني في الغربة حزنين، حزن على صورتنا خارجها وحزن عليها حين يكون بها من لا يجد قطعة خبز أو من هرب من حرب ومن يعيش أوهام المملكة.

ليتك أيتها السيدة الفاضلة تكملين جميلك وتقودين حملة لتصحيح حال الإعلام العربي، حملة تعيد إلينا أخلاقنا وقيمنا العربية ببرامج وأعمال هادفة تربوية تؤصل في النشء الصغير المساواة والعدل، فبعد كلماتك أيقنت أن المرأة العربية بخير، ومادامت المرأة العربية بخير، فالأمة العربية لا تزال بخير..
الجريدة الرسمية