كما انفردت «فيتو».. ساويرس يكشف تفاصيل خطة «المركزي» لحرمان «أوراسكوم» من صفقة «سي آي كابيتال».. طارق عامر استغل السلطات المخولة له لنوازع شخصية.. رئيس البنك اس
كشف رجل الأعمال نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا، عن تفاصيل خطة طارق عامر رئيس البنك المركزي لمنع شركة «أوراسكوم للاتصالات» من الاستحواذ على شركة «سي آي كابيتال» المملوكة للبنك التجاري الدولي - مصر، واصفا إياه بأنه أساء استخدام السلطة المخولة له لنوازع شخصية.
وتساءل «ساويرس» في مقاله الأسبوعي بجريدة «أخبار اليوم»، أمس السبت: "ماذا إذا أساء محافظ البنك المركزي استخدام السلطة المخولة له لنوازع شخصية"، وبدأ ساويرس، بالاعتذار للقارئ واستأذن في أن يتناول موضوعا به جانب شخصي في مقالته اليوم، وذلكً لقناعته في نفس الوقت بأن هذا الموضوع يمس الاقتصاد والاستثمار بصفة عامة وسوء استخدام السلطة التي قد لا تخضع للمراجعة أو الرقابة!.
ورصد المهندس نجيب ساويرس، وقائع عملية شراء شركة سي أي كابيتال من البنك التجاري الدولي، مشيرًا إلى أن الموضوع يتلخص في أن شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا OTMT التي أرأس مجلس إدارتها وأنا أيضا أكبر مساهم بها قد قدمت عرضا لشراء شركة سي أي كابيتال من البنك التجاري الدولي، وقد فوجئت بقيام البنك الأهلي وهو بنك قطاع عام مملوك للدولة بالكامل بتقديم عرض منافس للشراء بإيعاز من رئيس البنك الأهلي السابق، وهو محافظ البنك المركزي الحالي معطيا بذلك رسالة سلبية ومؤذية لمناخ الاستثمار مؤداها احذروا أيها المستثمرون إذا أردتم الاستثمار في مصر فستدخل الدولة وتنافسكم بالأموال العامة !
وتساءل: "ما هو الداعي إذا إلى تشجيع الاستثمار ودعوة المستثمرين؟ وما الداعي إلى دعوة رأس المال الوطني والأجنبي للاستثمار؟ وهل يتفق هذا الإجراء مع سياسة الاقتصاد الحر التي أكد عليها الرئيس مرارا في مؤتمر شرم الشيخ وغيره؟".
وأكد على أن بعد الشكوى إلى رئيس الحكومة انسحب البنك الأهلي من العرض، لكن أبدا لم ينته مسلسل الترصد، فقد فوجئنا بانسحاب بنك حكومي من تمويل الشراء بناء على تعليمات من البنك المركزي، وذهبنا إلى البنوك الخاصة والتي وافقت على التمويل إلى أن جاءتها نفس التعليمات مرة أخرى لكن متأخرة بالانسحاب أيضا.
وقال: إن هذا التصرف ليس بغريب على المحافظ الذي أصدر قرارا أخيرا لعقاب والتخلص من رؤساء البنوك الخاصة، وحدد المدة بتسع سنوات بالتفصيل الواضح لاستهداف أشخاص محددة -رغم أنه من المفترض أن البنوك الخاصة تحدد جمعياتها العامة ومساهموها من يديرها وليس المحافظ- وعلي رأسهم هشام عز العرب، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي البائع في هذه الصفقة عقابا له على هذه الصفقة، وأيضا لتعيينه لهشام رامز في وظيفته السابقة كنائب لرئيس مجلس الإدارة وعضوًا منتدبًا للبنك التجاري الدولي، والذي لم يوافق المركزي على عودته حني تاريخه دون حني مراعاة لرجل خدم بلده بإخلاص في نفس المنصب.
وتابع: ماذا إذا أساء محافظ البنك المركزي استخدام السلطة المخولة له لنوازع شخصية.. من الذي يحاسبه؟، ويهمني في هذا المقام أن أؤكد أن الخلاف بيني وبين محافظ البنك المركزي ليس خلافا شخصيا بل خلافا على سياسات، فمن المعروف أني كنت من أنصار ترك السوق لتحديد سعر الصرف بدلا من التمسك بسعر وهمي أدي إلى اختفاء الدولار وتوقف الاقتصاد والاستثمار وهو ما تم الرجوع إليه في النهاية.
وقال في مقاله: "بطبيعتي كمحارب، وبتركيبتي ومخي الصعيدي قررت أن أنفذ الصفقة نقدا بالكامل دون اقتراض، وذهبنا لمقابلة رئيس هيئة سوق المال، واستكملنا أوراقنا لاستلام الموافقة، وهنا كانت المفاجأة الجديدة.. بأن الأمن القومي أخطره بعدم إصدارها إلى حين المراجعة بمعرفتهم!".
وأشار المهندس نجيب ساويرس، إلى أن شركة مصرية مدرجة بالبورصة المصرية تشتري من شركة مصرية أخرى مدرجة أيضا بالبورصة المصرية ولا تخضع إلا إلى هيئة سوق المال، والمساهم الرئيسي في نهاية السلسلة مصري أيضا والشركة المشتراة لا تملك أي رخص حصرية، والشركتان مجتمعتين أصغر من المجموعة المالية إي إف جي هرمس، بمفردها ؟ فما دخل الأمن في ذلك؟.
وأوضح أن هذه الصفقة معلن عنها منذ شهرين، وكان يمكن للجهاز الأمني القيام بالفحص غير المبرر خلال هذه الفترة بدلا من العطلة، وترك 3 شركات مدرجة في البورصة في مهب رياح الشائعات.
وتابع ساويرس قائلًا: "أعلم أن مقالتي هذه ستفتح على النار ووقف الحال، لكني لم أعهد السكوت على الخطأ خاصة في حق الوطن، والأمل في الدستور والبرلمان، والضمائر الحرة، أما عني أنا واستثماراتي فإن أرض الله واسعة".
ووجه ساويرس الشكر في النهاية إلى وزيرة الاستثمار -التي لم أقابلها في حياتي ولم تكن تعمل معي بل في شركة شقيقة- على تصريحها الأول «هدفنا استعادة ثقة المستثمرين وتشجيع القطاع الخاص» وأقول لها «جود لاك» أي حظا سعيدا.
وكانت «فيتو» قد انفردت في عددها الورقي رقم 201 الصادر يوم الثلاثاء 16 فبراير الماضي بتفاصيل خطة العشرة الكبار في السوق، موضحة أن حالة من الارتباك سادت بين شركات السمسرة العاملة في مصر - وعددها 137 شركة - بالتزامن مع اقتراب رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس من إتمام صفقة الاستحواذ على شركة «سى أي كابيتال» القابضة - المملوكة للبنك التجارى الدولى - ليتربع بذلك على عرش «السمسرة» في مصر، حيث يستحوذ تحالف «بلتون- سى أي كابيتال» على نحو 26% من إجمالى التداولات بالبورصة.
مناورة فاشلة
وفى سياق متصل جاء العرض المالى الملزم
الذي قدمته «أوراسكوم للاتصالات»، الخميس الماضي، بعد مناورة فاشلة للبنك الأهلي المصرى
- أكبر البنوك الحكومية في مصر من حين القيمة السوقية - لإفساد الصفقة، والدخول في
منافسة مع «ساويرس» على الاستحواذ على «سى أي كابيتال».
مناروة البنك الأهلي ضد «ساويرس» بدأت بتقدم
شركة «الأهلي كابيتال» - المملوكة للبنك الأهلي - بتقديم عرض شراء غير ملزم للاستحواذ
على «سى أي كابيتال»، في السابع من فبراير الجارى، بعد نحو 53 يومًا من عرض «ساويرس»،
وقرب انتهاء «أوراسكوم للاتصالات» من عملية الفحص النافى للجهالة لـ«سى أي كابيال».
مصادر رفيعة المستوى أكدت أن خطة «البنك
الأهلي» لم تنطل على مسئولى البنك التجارى الدولى، خاصة وأن عرض «الأهلي كابيتال» لم
يتضمن عرضًا ماليًا غير ملزم للشراء، وهو ما أشترط «التجارى الدولي» تقديمة إعمالًا
لبمبدأ المساواة والشفافية بين الأطراف المتنافسة على الصفقة.
«العقدة في المنشار»
على الفور استجاب له «البنك الأهلي» في
اليوم ذاته وقدمت «الأهلي كابيتال» عرضًا ماليا غير ملزم في حدود مليار جنيه، إلا أن
أن البنك الأهلي وضع ما يمكن وصفه بـ«العقدة في المنشار» للبنك التجارى الدولى، إذ
طلب مهلة 45 يوم لإجراء الفحص النافي للجهالة الذي يشمل النواحي المالية والقانونية
والالتزامات التعاقدية والضريبية ونظم التشغيل وغيرها من المعايير المطلوبة للوصول
إلى تقييم عادل، إلا أن البنك التجاري الدولي أصر على قصر المدة على 14 يوما فقط.
وما هي إلا أيام قليلة ليعاود بعدها «البنك
الأهلي» المراوغة مرة أخرى لقطع الطريق أمام «ساويرس» لإتمام الصفقة، حيث أبدت «الأهلي
كابيتال» استعدادها لضغط المدة إلى 30 يوما والتي تعد أقل مدة مهنية ممكنة لإجراء مثل
هذا الفحص إلا أن هذا العرض لم يجد ترحيبا من جانب البنك التجارى الدولى، لتقرر بعدها
«الأهلي كابيتال» عدم الاستمرار في إجراءات عرض الاستحواذ متحججة بعدم قدرتها على إجراء
الفحص النافي للجهالة بالمهنية المطلوبة والمتعارف عليها في عمليات الاستحواذ خاصة
في ضوء طبيعة نشاط الشركة وقيمة العرض التنافسي المقدم من «ساويرس».
انعدام الجدية
المصادر ذاتها أكدت أيضا أن البنك الأهلي
لم يكن جادًا في رغبته للاستحواذ على «سى أي كابيتال» خاصة وأنه انتظر لنحو 53 يومًا
من تقديم «أوراسكوم للاتصالات» عرض الشراء، كما جاء بعد نحو أسبوعين من قرار البورصة
المصرية بشطب قيد شركة الأهلي للتداول في الأوراق المالية بسجلات العضوية مع ما يترتب
على ذلك من آثار، وهو ما يثير الشكوك والتساؤلات حول مدى جدية البنك الأهلي في الاستمرار
في نشاط السمسرة في الأوراق المالية.
الكيان الاستثمارى القوى.. تجربة إقليمية
من جانبه أكد محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار أن إنسحاب الأهلي كابيتال سيساهم في تعزيز فرص استحواذ «ساويرس» على «سى أي كابيتال»، خاصة أنه خلال الفترة الحالية هناك وضوح شديد لتكوين كيان استثمارى قوى بين تحالف «بلتون - سى أي كابيتال» يعتمد على شركات ذات حصص سوقية مرتفعة، بما يضمن تكوين بنك الاستثمار هو الأكبر في المنطقى يستطيع من خلاله ليس فقط التوسع محليًا، والاستفادة من اتجاه الحكومة تجاة البورصة، والتوسع على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط، على غرار تجربة الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل»، عندما توسع «ساويرس» عبر شركة «أوراسكوم للاتصالات» في كل من أسواق شمال أفريقيا والمنطقة العربية، ثم باكستان وبنجلادش وكوريا الشمالية، وهى تجربة مرشحة للتكرار مرة أخرى من خلال تحالف «بلتون- سى أي كابيتال».
على مستوى قائمة العشرة الكبار بالبورصة، اتخذت بعض الشركات عدة خطوات يمكن وصفها بالاستباقية ضد تحالف «بلتون - سى أي كابيتال» بدأت بقيام المجموعة المالية هيرميس القابضة بشراء عدد من الألقاب من مؤسسات إعلامية إقليمية، كان آخرها مشاركتها في احتفالية الجوائز السنوية لعام 2015 تحت رعاية المؤسسة الإعلامية MENA Fund Manager، وحصولها على جائزة «أفضل مدير للأصول في مصر» للسنة الرابعة على التوالي، وكذلك جائزة «أفضل مدير للأصول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وهى جوائز «مدفوعة الاجر» وفقًا لمصادر مطلعة، حيث يتم الحصول على تلك الألقاب مقابل الرعاية الإعلامية للمؤسسات المانحة لتلك الجوائز.
وتصدرت شركة «المجموعة المالية» للسمسرة في الأوراق المالية، تعاملات شركات الوساطة العاملة في مصر بنهاية شهر يناير الماضى من حيث قيمة التداول، بقيمة تداول بلغت 5.74 مليارات جنيه تمثل 19.9% من إجمالى التعاملات بالسوق، فيما حصلت شركة «هيرميس» للوساطة في الأوراق المالية على المركز الثاني، بقيمة تداول بلغت 1.83 مليار جنيه تمثل 8.2% من إجمالى التعاملات بالسوق، لتستحوذ بذلك شركة المجموعة المالية هيرميس القابضة على نحو 20.7 % من إجمالى تداولات البورصة، فيما استحوذت «هيرميس» على 17.7% من إجمالى تداولات البورصة خلال عام 2015.
السمسرة على صفيح ساخن
واحتلت شركة «التجارى الدولى» للسمسرة - التابعة لـ«سى أي كابيتال» المركز الثالث، فيما احتلت شركة «فاورس» لتداول الأوراق المالية، المركز الرابع، بقيمة تداول بلغت 1.32 مليار جنيه تمثل 5.9% من إجمالى التعاملات بالسوق، فيما لم يدل مالكها الدكتور محمد تيمور رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، بأية تصريحات إعلامية بشأن الصفقة.
وجاءت شركة «أتس سى» لتداول الأوراق المالية في المركز الخامس، بقيمة تداول بلغت 1.17 مليار جنيه تمثل 5.2% من إجمالى التعاملات بالسوق ويسعى حسين شكرى الذي يستحوذ على أكبر حصة بالشركة على الحفاظ على وضع الشركة ضمن قائمة الكبار، خاصة وأن التواجد في قائمة العشرة الكبار يضمن لـ «أتش سى» حصتها في تعاملات المستثمرين الأجانب بالسوق.
أما المراكز الأربعة الأخيرة بقائمة العشرة الكبار بالبورصة فضمت كلا من «بلتون» لتداول الأوراق المالية، المملوكة لـ«ساويرس»، تلتها شركة «بايونيرز» لتداول الأوراق المالية، بقيمة تداول بلغت 888.13 مليون جنيه تمثل 4% من إجمالى التعاملات بالسوق، والتي يسعى مالكها ياسر زكى لاقتناص المزيد من حصص الملكية بالشركات المقيدة بالبورصة.
فيما يسعى أحمد مروان، مالك شركة سيجما لتداول الأوراق المالية لتعزيز حصتها السوقية بين شركات السمسرة، ورعاية عدد من المؤتمرات الاقتصادية الكبرى في مصر، خاصة أن «سيجما» احتلت المركز الثامن بنهاية شهر يناير.
محاولة أخرى للبقاء ضمن العشرة الكبار تبناها عادل عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة «ثمار» لتداول الأوراق المالية، والتي جاءت في المركز التاسع، تتضمن جذب المزيد من الصناديق والمؤسسات الأجنبية، خاصة وأن «ثمار» احتلت المركز التاسع بقائمة «السمسرة» بنهاية يناير الماضى، فيما احتلت المركز الـ18 خلال عام 2015.
أما شركة «عربية أون لاين» لتداول الأوراق المالية والتي احتلت المركز العاشر بقائمة «السمسرة»، بحصة سوقية بلغت نحو 2.5 من تعاملات البورصة دبنهاية يناير، فيسعى بنك عودة في تعزيز الحصة السوقية للشركة في إطار خطة الهيكلة بالشركة والتي تتضمن التحول إلى شركة إقليمية.
الكيان الاستثمارى القوى.. تجربة إقليمية
من جانبه أكد محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار أن انسحاب الأهلي كابيتال سيساهم في تعزيز فرص استحواذ «ساويرس» على «سى أي كابيتال»، خاصة أنه خلال الفترة الحالية هناك وضوحا شديدا لتكوين كيان استثمارى قوى بين تحالف «بلتون - سى أي كابيتال» يعتمد على شركات ذات حصص سوقية مرتفعة، بما يضمن تكوين بنك الاستثمار هو الأكبر في المنطقة.