رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. حكاية مجزرة الكونغو على يد ملك بلجيكا

فيتو

أيام مروعة شهدها العالم منذ الثلاثاء الماضي، وهجمات إرهابية متتالية أزهقت الأروح وأسفرت عن إصابة المئات، وندد العالم بتفجيرات "بروكسل" الانتحارية والتي وصفت بـ"المجزرة" وتناسى دور بلجيكا التي صنعت مجزرة مروعة في أفريقيا منذ ما يقرب من قرن على يد أحد ملوكها "يوبولد الثاني" سفاح بلجيكا.


وترصد "فيتو" في تقريرها حكاية مجزرة الكونغو على يد الملك البلجيكي، يوبولد الثاني، فيما يلي:

حكم يوبولد الثاني، ثاني ملوك بلجيكا بين عامي (1865 و1909)، وقاد ليوبولد الثاني الجهود الأوروبية الأولى لتطوير منطقة حوض نهر الكونغو، مما هيأ الظروف لتشكيل دولة الكونغو الحرة عام 1885، وضمت لبلجيكا عام 1908 باسم الكونغو البلجيكي.

وفي عام 1906 أعلن الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا مستعمرة الكونغو في غرب أفريقيا ملكية خاصة له، وشهدت سنوات حكمه اهتمامًا بتحقيق الأطماع الاستعمارية لبلاده حتى لا تخرج بلجيكا من الصراع الاستعماري بين القوى الأوروبية في أفريقيا خالية الوفاض فأرسل البعثات الاستكشافية إلى غرب أفريقيا وبخاصة إقليم نهر الكونغو، وتمكنت البعثات من تثبيت قواعد مستعمرة بلجيكية في منطقة الكونغو.

استعباد أهل الكونغو
وكان إعلان الكونغو مستعمرة له أولى خطوة لاستعباد أهلها، واعتبر ليوبولد الثاني جزء من تاريخ الاستعمار، والعبودية، والمذابح الجماعية في أفريقيا.

وجد ليوبولد بعد استعماره للكونغو مصدر ثراء نادر، وكان العالم في هذه الفترة مهتمًا باختراع العجلات القابلة للنفخ وعجلات السيارات، لذا زاد الطلب بشكل كبير على المطاط، ووجد أرض الكونغو خيارًا مثاليًّا؛ لأن فيها الكثير من الغابات المطيرة وأشجار المطاط.

أفعال وحشية
اتبع ليوبولد الثاني طريقة وحشية لكسب ثروته، وكان جنوده يقتحمون قرى القبائل الأفريقية في الأرض التي أسماها «دولة الكونغو الحرة»، ويأخذون النساء رهائن حتى يجبروا الرجال على الانتقال إلى الغابات ليجمعوا عُصارة المطاط، وكانت عقوبة التهاون في العمل قاسية.
واستخدم مرتزقة أسماهم «القوة العامة» ليراقبوا «العبيد» خلال العمل، وإذا لم يحصلوا على الحصة المُحددة كانوا يضربون «العبيد» بالسياط، أحيانًا حتى الموت، أو يقطعون أيديهم تمامًا، ومن لم يمت بالتعذيب كان يلقى حتفه بسبب إنهاك العمل لساعات طويلة، أحيانًا دون طعام أو ماء.
وأخذ ليوبولد الرجال الأصحاء إلى العمل بالسُخرة، وبعد ذلك، لم يعُد إنتاج الطعام كافيًا للنساء والأطفال والعجائز والرجال الضعفاء في القرى، كانوا يتضورون جوعًا، ويموتون، واجتاحت المجاعات أرض الكونغو؛ وتفشت أوبئة أودت بحياة الملايين مثل السل، والجُدري، وأمراض الرئة، مما أسفر عن مقتل آلاف منهم.
الجريدة الرسمية