رئيس التحرير
عصام كامل

بالمستندات.. «الحرة للمهن التعليمية» تدين انتهاك حقوق المعلمين.. تستنكر حبس معلمتين شهرا بسبب شكوى كيدية.. الوزارة تحمل المعلمين فشل سياستها.. واقتبسنا من تجربة اليابان وضع مكانس بالفصول

فيتو

أصدرت الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، برئاسة أحمد الأشقر رئيس برلمان المعلمين ومنسق الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، بيانا منذ قليل يتضمن عدة اتهامات وبلاغات كيدية تم توجيهها لمعلمين في الفترة الأخيرة، حيث اتضح من البيان لغة الغضب والغليان التي عبرت بها الجبهة الحرة دفاعا عن حقوق المعلمين، وتعبيرا عن الحالة المزرية التي وصلت لها مكانة المعلم في مصر وجاء ذلك مرفقا بالمستندات.


الحبس شهرا لمعلمتين
ذكر البيان واقعة حبس معلمتين شهرا مع النفاذ بسبب بلاغ من أحد أولياء الأمور يتهمها فيه بضرب ابنه، فالحكاية حسب رواية ولى أمر تلميذ في الصف الرابع الابتدائى أنه في يوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥ قامت معلمتان بالاعتداء بالضرب على نجله ما أحدث به كدمات ولم يحدد التقرير الطبى مكانها تحديدًا ولا مدة علاجها، كما أن التقرير لا يوجد عليه سوى توقيع واحد لطبيب يدعى سامح ولا يوجد توقيع لمدير المستشفى أو ختم لها، وفى اليوم التالى ذهب التلميذ المصاب بكدمات نتيجة اعتداء معلمتين عليه بالضرب إلى المدرسة فقامت ثلاث إخصائيات بالمدرسة بالاعتداء عليه بالضرب مرة أخرى، واستنكر البيان رواية ولى الأمر حيث ذُكر فيه "وكأن كل معلمى وأخصائيى المدرسة عصابة لا هم لها سوى ضرب هذا التلميذ".

وقام ولى الأمر بعمل تقرير طبى جديد بتاريخ ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥ بنفس طريقة التقرير الطبى السابق وألحقه بالمحضر الذي حولته الشرطة للنيابة التي قامت بالتحقيق وحفظ البلاغ لعدم كفاية الأدلة.

إلا أن ولى الأمر تقدم بتظلم للنيابة وتم تحويل المحضر إلى جنحة ضرب وصدر فيها الحكم بتاريخ ٢٩ فبراير ٢٠١٦ بالحبس شهر مع النفاذ على المعلمتين، بالإضافة إلى ثلاث أخصائيات أخريات إحداهما اجتماعية والأخرى نفسية مهددات بنفس الحكم.

تحقيقات الإدارة والوزارة
وأوضح البيان أن الرواية الأخرى للمعلمات أثبتتها المستندات وأقرت بها تحقيقات الشئون القانونية في الإدارة وتحقيقات الوزارة في الواقعة، والتي أثبتت أن التلميذ المذكور تم نقله من أكثر من مدرسة بسبب سلوكه العنيف تجاه زملائه ومعلميه وأنه تم استدعاء ولي أمره أكثر من مرة وأخذ تعهدات عليهما وآخرها تعهد قبل هذه الواقعة التي ادعاها ولى الأمر بأقل من أسبوعين.

ولهذا لجأ ولى الأمر والأم التي كانت تعمل محامية لاتهام المعلمتين وبعدهما الثلاث إخصائيات كما قام خال التلميذ المذكور بتهديد مديرة المدرسة لكى لا يتعرض أحد من العاملين بالمدرسة للتلميذ بأى رد فعل تجاه سلوكه العنيف وألفاظه البذيئة.

غياب دور النقابة
وبعد أن أثبتت التحقيقات أن كل هذه الاتهامات لا صحة لها؛ أخذت المحكمة بتقرير طبى مطعون في صحته وأصدرت حكمها بالحبس شهر مع النفاذ، وعجزت الوزارة أن تحمى معلميها من مثل هذه المواقف.

"وكأن دور الوزارة وشئونها القانونية فقط هو التحقيق مع المعلمين وإعطاء الجزاءات لهم"، هذا هو ما قاله البيان تعقيبا على عدم وجود أي رد فعل بعد صدور الحكم، وكذلك أيضا غياب دور نقابة المهن التعليمية الذي نص عليه قانون النقابة بضرورة حضور محامى من النقابة مع المعلم في أي قضية تتصل بعمله في التعليم.

وجاء بنص البيان "هو أمر غير مستغرب على لجنة تسيير الأعمال في النقابة لأنها لجنة غير منتخبة تم تعيينها بالمخالفة للدستور والقانون وتحولت من لجنة لتسيير الأعمال إلى لجنة لنهب الأموال"، حيث تحاول الآن الاستيلاء على أرصدة صندوق الزمالة الذي يخصم لصالحة ٧٪ من مرتب كل معلم بالخدمة بعدما أفلست أرصدة صندوق المعاشات الخاص بالمعلمين وورثتهم الذين لا يستطيعون الآن صرف معاش النقابة الضئيل.

المعلم متهم
وأشار البيان إلى أن غياب المعلمين الذين انشغلوا بالبحث عن لقمة العيش لتعويض المرتبات الهزيلة التي يحصلون عليها ويلجئون في ذلك للدروس الخصوصية أو أي عمل إضافي حتى ولو كان سواق توك توك، وفى ظل حالة عداء من كثير من التلاميذ وأولياء الأمور تجاه المعلمين نتيجة فشل سياسات التعليم التي تحملها الوزارة للمعلمين فيصبحوا في المواجهة عند حدوث أي مشكلة دون أدنى حماية، كما أن وسائل الإعلام وبعض مؤسسات الدولة تتعامل مع المعلم على أنه متهم مجرم حتى تثبت إدانته فهو الطرف الأضعف الذي من السهل تحميله كل أخطاء وكوارث العملية التعليمية.

وقائع مختلفة
وأوضح البيان أنه بالإضافة إلى واقعة المعلمتين، هناك واقعة اتهام أحد المعلمين بالعمرانية بمحافظة الجيزة باغتصاب تلميذة في الصف الأول الابتدائى رغم كل الأدلة التي تثبت براءته، وواقعة قيام بعض الطلاب بتكتيف أحد المعلمين بمحافظة الوادى الجديد وضربه بالخرطوم حتى بكى بين أيديهم واكتفى المسئولون هناك بتقبيل رأس المعلم تعويضًا عن إهانته والاعتداء عليه.

وكذلك وقائع نقل المعلمين لأعمال إدارية في أكثر من محافظة دون أدنى تحقيق معهم بحجة وجود تحريات أمنية وآخرهم "أشرف.خ" المعلم المثالى والمدافع عن حقوق زملائه بمحافظة الأقصر والذي أضرب عن الطعام منذ أيام لرفضه قرار نقله لعمل إدارى عقابًا له على مواقفه المدافعة عن حقوق زملائه.

فإذا أخذنا كل ما سبق في الاعتبار نجد أنه من الطبيعى أن يمر علينا مرور الكرام خبر وفاة معلم بمحافظة قنا نتيجة انتحاره بإشعال النار في نفسه لمروره بضائقة نفسية.

تجربة اليابان
واستنكر البيان في ختامه أنه في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة اهتمامه بالتعليم وبالمعلمين بل ويذهب خصيصًا لليابان وعلى رأس جدول زيارته التعاون مع اليابان في مجال التعليم وتطبيق التجربة اليابانية في التعليم في مصر، يختصر مسئولو الوزارة للأسف هذه التجربة في وضع مكنستين في كل فصل وتقسيم تلاميذ الفصل لمجموعات تقوم كل مجموعة منها بكنس ومسح الفصل في أحد الأيام، تاركين متعمدين أهم ملامح التجربة اليابانية في التعليم وهى احترام وتقدير المعلم الذي يصل إلى حد التقديس.
الجريدة الرسمية