الآن خرسوا «بتوع» أمريكا
عندما كتب محمد المخزنجي قبل فترة عن "نظام الانقلاب"، لم يتخلف واحد منهم عن نشر المقال سواء من فهموا المقال ومن لم يفهموه، إلا أنهم خرسوا الآن والمخزنجي يقول عن السيسي بعد اجتماعه بالمثقفين "كان الأكثر موضوعية وعقلانية وحكمة من أغلب المتحدثين"!
وعندما تتعثر مفاوضات النهضة مثل أي مفاوضات في العالم تجدهم يصرخون.. يلطمون.. يبدون كالمهابيل يمزقون ملابسهم ويشدون في رءوسهم عن الخطر الداهم وعن دور مصر الضائع وعن غيبوبة الخارجية المصرية ولكن عندما توقع الدول المعنية بسد النهضة اتفاقًا بالاتفاق على تقرير المكتب الاستشاري -الأجنبي- يصيبهم الخرس ويفقدون النطق، بل وعندما تترأس مصر مجلس وزراء دفاع نصف أفريقيا تقريبًا والمعروف بتجمع "دول الساحل والصحراء" ويوقعون على الرؤية المصرية ويختارون القاهرة مقرًا لهم، ينشغل هؤلاء المجاذيب بأمور أخرى وكأنهم لا يرون شيئًا!
وعندما يتم اختيار وزير جديد لقطاع الأعمال مهمته إعادة تأهيل القطاع بشركاته من جديد وتقييم الأصول وطرح بعضها في البورصة بنسب مختلفة، يقولون إن الدولة ستعيد الخصخصة، ولكن عندما يؤكد رئيس الوزراء مرتين في أسبوع واحد بأنه "لا بيع للقطاع العام" وكأنه يرد مبكرًا عن الشائعة السابقة، بل وعندما يفتتح وزيرا التجارة والتموين قبل فترة مصنع نيازا للمبات الكهرباء بالإسكندرية بعد إعادته للحياة وبعده مصنع تصنيع وتعبئة الأسماك في أسوان وبينهما تطوير شركة قها للأغذية بضخ 100 مليون جنيه لتربح سنويًا الآن 70 مليونًا من الجنيهات يخرسون أيضًا ويختفون تمامًا وكأنهم غير موجودين على شبكات التواصل الاجتماعي ولا أي شبكات على الإطلاق!
وعندما تشتبك مصر الأسبوع قبل الماضي مع الولايات المتحدة الأمريكية وتتحداها في مجلس الأمن حول قرار من القرارات وينتهي التصويت لصالح وجهة نظر أمريكا وبدلاً من تحية مندوبنا هناك لموقفه ولقوته يتم الهجوم عليه والمزايدة حتى على الموقف الأمريكي نفسه والذي لم تقل المندوبة الأمريكية ما قاله بعض المصريين ممن يعيشون معنا على أرض هذا الوطن، ولكن عندما يوبخ مندوبنا الدائم في جنيف السفير عمرو رمضان المندوبة الأمريكية يختفي هؤلاء ويخرسون وكأنهم غادروا بلادنا!
المدهش -بقى- أنه ومنذ الخميس لم نسمع ولم نشاهد ولم نقرأ في كل وسائل إعلام الشر، أن مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وللعام الثاني على التوالي يوافق على الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب بأغلبية أعضاء الجمعية العامة وبعد جهود دبلوماسية شاقة تمت ضد الرغبة الأمريكة أيضًا، وقام بها بالكامل السفير عمرو رمضان نفسه "إللي صاغ رؤيتنا صياغة رشيقة رائعة مستنيرة بل لا نرى الخبر-بسببهم وبسبب تشويشهم على كل شيء- حتى على الصفحات الوطنية لأنصار الدولة المصرية!
الآن خرسوا بتوع أمريكا!! متى يخرسون للأبد؟؟