رئيس التحرير
عصام كامل

«لجنة المصالحات» تسعى لجمهورية خالية من«الثأر».. إنهاء خصومة بين «الجويلات والعويضة» بسوهاج.. شومان وزكى يجوبان المحافظات لوأد الفتن في مهدها.. وكيل الأزهر: يدعو لمبادرة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

منذ ثلاثة أعوام أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قرارا بتشكيل لجنة المصالحات برئاسته، وإشراف الدكتور عباس شومان وكيل المشيخة، وأمانة الشيخ محمد زكى، الأمين العام للجنة العليا للدعوة وحرصت اللجنة، على أن تجوب جميع أنحاء الجمهورية، وتشكيل فروع لها في المحافظات برئاسة المحافظين ومدراء الأمن، لإنهاء الخصومات الثأرية، خاصة بمنطقة الصعيد.


الدابودية والهلايل
ونجحت اللجنة، في الهدف الذي أنشئت من أجله، وتمكنت من إنهاء الكثير من الخصومات الثأرية، ووأد الفتن التي كادت أن تؤدى بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه، كان أشهرها الصلح بين عائلتى الدابودية والهلايل بأسوان، والذي أودى بحياة الكثير من الطرفين، وأصاب المحافظة وقتها بالرعب، وكادت أن تحدث حربا أهلية هناك، إلا أن حنكة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تمكنت من إعادة مرة أخرى إلى بلاد النوبة.

وأنهت اللجنة بالأمس، خصومة ثأرية الكبرى بين عائلتي "الجويلات والعويضة"، بقرية بندار بمدينة جرجا بسوهاج، وذلك في إطار المبادرة التي أطقتها لجنة المصالحات بالأزهر بالتعاون مع محافظة سوهاج بإعلان المحافظة خالية من الثأر 2016.

وبدأ وكيل الأزهر بالدعوة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم لحماية أرضنا الطيبة، ووجه رسالة للمفسدين في الأرض قائلًا: عليكم أن تعلموا أن ما تقومون به من عمليات إجرامية لن يكتب له النجاح فهو يذهب بأرواح الأبرياء ولن يغير ثقافة وطن عاش على المحبة والوحدة والتآلف بين المسيحيين والمسلمين تحت راية واحدة هي راية الوطن وأرواحهم فداء للوطن، مؤكدًا أن هذا العبث لن يحقق لهم هدفًا ولن يخدم مصلحة الوطن وسيضار منه أبناؤهم وأحفادهم ومن يأتون من بعدهم.

نسيج واحد
ونقل وكيل الأزهر رسالة الإمام الأكبر لأطراف الصلح وسعادته بالصلح الذي يتم بين أبناء الوطن والتأكيد أن كل أبناء مصر نسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن للجميع، قائلا: إنه لا يتم صلحنا إلا بوجود أبناء الكنيسة المصرية بيننا موجهًا الشكر والترحاب لممثل الكنيسة بالصلح.

وأشاد وكيل الأزهر بالجهود التي يبذلها رجال الخير في إتمام المصالحات، موجهًا الشكر لأطراف الصلح، الذين كانوا أعداء الأمس فأصبحوا بنعمة الله اليوم إخوانا متحابين.

وشدد شومان على أن من يتخذ الثأر مسيرة له فهو خاسر ، ومن استطاع أن يقهر نفسه وشيطانه فهو الإنسان القوى، مؤكدًا أن اقتناء السلاح أمر يدمر المجتمع، مطلقًا مبادرة مجتمعية بتسليم الأسلحة للأمن، لأن ضررها أكثر من نفعها، فالقوي الذي يصفح، أما الإيذاء والقتل فلا يعبر عن القوة فالقوي من يمد يده للعفو لا من ينتقم لنفسه.

من جانبه، وجه الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، الشكر للأزهر الشريف ولجنة المصالحات بالأزهر على الجهود التي تتم من أجل إنهاء الخصومات الثأرية بين أبناء الصعيد، مشددًا على ضرورة غلق باب الأحقاد والدماء، فمصر تحتاج منا التعاون من أجل البناء.

وقال الشيخ محمد زكي: إن تحقيق الأمن والاستقرار بين العائلات المصرية هدف نسعى إليه من خلال لجنة المصالحات بالأزهر لوقف النزاعات التي لا تجلب إلا الدمار والخراب.

دعاة الفتنة
وحذر زكي، من دعاة الفتنة الذين يعملون على تدمير الأسر والعائلات قائلا لهم: من ساعد على قتل مؤمن فهو آيس من رحمة الله، مشيدًا بالجهود التي يبذلها رجال الأمن ومساعدة الأزهر لحل هذه الخصومات.

خطة طموحة
وقال اللواء أحمد أبوالفتوح: إن لدينا خطة طموحة للقضاء على عادة الثأر ونزيف الدماء من محافظة سوهاج عام 2016 مؤكدا أن الأمن رسالتنا من أجل تحقيق السلام والاستقرار بين جميع العائلات وإنهاء جميع الخصومات الثأرية بالمحافظة، محذرًا دعاة الفتن قائلا: لن أترك أحدًا ممن يعوق جهود المصالحات، مشيدًا بالمرأة السوهاجية التي استجابت لنداءات الصلح وساعدت الرجال على إتمامه.

وفي ختام المصالحة وافق ممثلو العائلتين على وقف الثأر والصلح مرددين القسم على ذلك بالتصالح والتصافي ونزع ما في الصدور من غل وحقد وكراهية وإبدالها محبة ووفاقًا والتوبة إلى الله والعزم على على الرجوع لهذا الأمر مرة ثانية مترحمين على من رحلوا من العائلتين وعوضهم الله خيرًا والله خير الشاهدين، كما هتف الأهالي"الله أكبر مُنع الدم".

المخالفة والسحالوة
ونجحت، اللجنة أيضا في إنهاء خصومة ثأرية، بين عائلتي المخالفة والسحالوة بقنا، برعاية الدكتور أحمد الطيب، وإشراف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر ومحافظ قنا ومدير الأمن والأمين العام للجنة العليا للدعوة الشيخ محمد ذكي، والقيادات التنفيذية والشعبية وجمع غفير من المواطنين إنهاء الخصومة الثأرية بين قبيلتي المخالفة والسحالوة التي يعمل على إنهائها منذ أكثر من سنة.

ومن جانبه، قال الشيخ محمد زكى مقرر لجنة المصالحات: إن اللجنة تجوب حتى الآن معظم محافظات الجمهورية، وتساهم في وأد الكثير من الفتن وقضايا الثأر، من خلال لجانها المنتشرة، ويترأسها المحافظون ومديرو الأمن القيادات الدينية، والشخصيات العامة التي لها تأثير بين الناس.
الدية مع الكفن
وأضاف زكى في تصريح لفيتو، أن اللجنة ندرس سبب المشكلة، وتبحثها والأطراف المشاركة فيها، ونجمعهم في مكان واحد بحضور القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة التي وقعت فيها المشكلة، وتتم عملية الصلح.

وأشار إلى أن هناك، من يرضى بالدية مع الكفن، وآخر يرضى بها فقط، وثالث يرضى بالكفن فقط، وشخص آخر يعفو ويصفح ابتغاء وجه الله الكريم، ولا يقبل أي شىء.

خالية من الثأر
وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن اللجنة تسعى لإعلان محافظات الجمهورية خالية من عادة الثأر تماما، مشيرا إلى أن اللجنة تواصل حتى الآن عملها بنجاح.

وأضاف شومان في تصريح لفيتو، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اتخذ قرارا بتشكيل اللجنة، بعد وقوع الكثير من المشكلات بين العائلات أبرزها في محافظات الصعيد، لافتا إلى أنهم يجدون ترحيبا كبيرا من الأهالي بمجرد ذهابهم إلى أي محافظة.
الجريدة الرسمية