رئيس التحرير
عصام كامل

«آثار المطرية».. الإهمال يحاصر مدينة الشمس «تقرير مصور»

فيتو

«انتبه أنت في حرم أون القديمة.. مدينة رب الشمس»، نعم هنا على المطرية يعانق التاريخ أرض تلك المنطقة القاهرية، تاركًا خلفه لوحات أثرية غير عادية، وإن كان الإهمال يحاصرها من كل اتجاه، ويضرب شموخها في مقتل.


رب الشمس تتألم من الأهمال



«البلسم» اسم احتفظ به شارع «شجرة مريم»، التي استظلت بها السيدة العذراء وطفلها المسيح، عند قدوم العائلة المقدسة إلى مصر، حيث كان ينبت في هذا الشارع أشجار البلسم، وعلى بعد موقعها بنصف كيلومتر مسلة سنسورت الأول، وتحتها وبمحيطها مدينة إله الشمس أو «أون القديمة».


هنا استظل المسيح والعذراء من نار الشمس



في قلب المطرية، تتواجد منطقة شعبية شهيرة تُسمى «عرب الحصن»، وتحتضن أرضها أول جامعة عرفها التاريخ، ومعبد من أعرق معابد الفراعنة القدماء، وهي «أون» مدينة رب الشمس، وبها كان أول تقويم للشمس يعرفه العالم، ولا يزال معمولا به حتى اللحظة، بل وتضم أرجاؤها مسلة تاريخية تتحدى الزمن، ولم تنل عوامل الطبيعة من شموخها بميدان المسلة الشهير شيئًا.


شموخ الاجداد وعزم الأشداء



«أون» مدينة فرعونية تعود إلى الأسر الأولى في قائمة ملوك مصر القدماء، ولكن للأسف لم يشفع وجودها في المطرية بالقاهرة لدى المسئولين، الذين تركوها غارقة في إهمال فج، جعل محيطها مدافن ومأوى للرحالة ودروب الموالد والمراجيح، وامتدت أيدي الإهمال إلى بناء عشش ومنازل عشوائية بها.


مرنبتاح .. يآن الآلام تدمير تاريخه



عام 2008 كان شاهدًا على كارثة قطع عمود فرعوني شهير يحمل اسم الملك «مرنبتاح»، وهو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر، وابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس.


حديد يبدد معالم تاريخ عريض



وتردد على لسان بعض خبراء الآثار أن الكتابات الموجودة على هذا العمود، كانت تحكي تاريخًا مهمًا وفارقًا للمنطقة بأسرها، باعتبارها دليلا قاطعًا على تعدي الكيان الصهيوني على المناطق العربية، وتؤكد الكتابات أن اليهود تم إجلاؤهم من مصر القديمة ومحيطها، وليس لهم أحقية في ذرة تراب واحدة، ما يزيد من قيمة العمود الأثري ثراء.
 
عاطف مخاليف، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة المطرية، قال إنه يعتزم تقديم استجواب عاجل لوزارة الآثار، طارحًا سؤال: «أين ذهب عمود الملك مرنبتاح؟.. وهل يُعقل تدمير القاعدة واجتذاذ العمود من قاعدته الأثرية لنقله إلى حيث لا نعلم؟!».


بوابة الموتى للعابرين الى الخلود



"مخاليف" أكد أن عمود مرنبتاح يحمل تاريخ مهمًا للغاية لمصر والمنطقة بأسرها، ويعكس هزيمة بني إسرائيل، وخروجهم من المنطقة بأسرها وعدم أحقيتهم في شبر واحد، مؤكدًا أن أرض الدائرة تحتها أقدم معبد على وجه الأرض، وهو «معبد أون».

وأشار «مخاليف» إلى أن المعبد به سرداب يوصل إلى مسلة سنسورت، موضحًا أن عددًا كبيرًا من القطع منها تمثال صغير لأبو الهول وعدد من القطع الأثرية ظهرت، وتم وضعها في مخزن للآثار، معربا عن تعجبه من إخراج الآثار لتظل حبيسة المخازن دون استخدامها في جذب السياحة.


تاريخ حبيس الجدران ومخازن الأثار



وتحدث «مخاليف» عن وجود دراسات تؤكد الحاجة الماسة لحفر نحو 5 أمتار لإظهار المعبد كاملا، حيث يبدو متران فقط منه حاليًا، وهناك بوابات فرعونية بارزة بالمنطقة، مؤكدًا أن استكشاف المنطقة ينقل المطرية إلى صفوف المواقع السياحية الدينية والتاريخية، خصوصًا في حال الربط بين معبد أون ومسلة سنوسرت، وشجرة مريم.


الخوص يغزو مقابر الاجداد



وقال إنه التقى وزير الآثار السابق، والذي أكد وجود سرداب يربط بين مسلة سنوسرت الأول ومعبد أون، مؤكدًا تقدمه بطلب لوزير التنمية المحلية أيضًا لوضع ميزانية للعمل على إظهار المعبد، وبالفعل لاقت الفكرة ترحيبًا من الوزير، مؤكدًا أنه بمجرد رصد ميزانية لاكتمال اكتشاف المعبد وعمل تهويات بالممر الموجود به يستطيع جذب سياحة جديدة.

واقترح النائب ربط النفق بين المسلة والمعبد، حتى يتمكن السائح العبور من خلاله تحت الأرض، أما ربط شجرة مريم بالمسلة فيكون سطحيًا من خلال شارع المطراوي مع توفير تأمين كافٍ ومنظومة أمنية عالية.

وأكد أن مزار شجرة مريم يشهد إهمالا فجًا رغم أهميتها البالغة، وإمكانية جذب سياحة دينية كثيفة، مضيفًا: «توفير حراك سياحي بالمطرية يزيد من نسبة العمالة، وسنطلب تخصيص 10 أفدنة بجوار معبد أون لتكون قرية للمنتجات السياحية بأيدٍ عاملة من أبناء المطرية».

الجريدة الرسمية