رئيس التحرير
عصام كامل

25 عاما على وفاة الفريق محمد صادق وزير الحربية الأسبق.. ابن الباشا الذي «دوخ» إسرائيل في فلسطين.. وقاد كتائب الصاعقة في حرب الاستنزاف.. رفض المشاركة في انقلاب 71.. وأسهم في الإعداد لحرب أكتو

فيتو

اليوم.. 25 مارس، يوافق الذكرى السنوية لوفاة الفريق أول محمد صادق وزير الحربية السابق الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 1991. 

هو الذي تكونت تحت إشرافه أعظم مجموعة صاعقة ألهبت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي طوال فترة احتلاله لسيناء، وجعلته لا يهنأ يومًا واحدًا بوجوده فيها، "المجموعة 39 قتال" بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، وهو أحد أبطال حرب الاستنزاف الذي قاد من خلال موقعه كتائب الصاعقة والاستطلاع لتدريب بدو سيناء ليكونوا ردارات متحركة تمد الجيش المصري بكل صغيرة وكبيرة عن تحركات الجيش الإسرائيلي وتسليحه.

ميلاده ونشأته
ولد محمد أحمد صادق في الأول من أكتوبر عام 1917 بقرية القطاوية، مركز أبو حماد محافظة الشرقية، وهو الابن الأكبر لأحمد باشا صادق قائد قوة بوليس السرايات الملكية (1923 - 1948)، تخرج في الكلية الحربية عام 1939، وكان رفيقًا للفريق عبد المنعم رياض، ثم التحق بالكتيبة الثانية مدافع ماكينة مشاة، بمرسى مطروح، ثم انتقل إلى الحرس الملكى اعتبارًا من 5 يوليو 1941. 

الحروب التي شارك فيها
شارك في معارك الحرب العالمية الأولى، وتنقل بين منطقتي الصحراء الغربية وقناة السويس، كما شارك في حرب فلسطين ببسالة عام 1948 وخاض معركة دير البلح، وكان لصادق نشاطه الوطني واختار بوعيه وإرادته وحسه الوطني أن يقف، وهو ابن الباشا، في المربع المعادي للملكية.

اقترب من الفدائي العظيم أحمد عبد العزيز "أبو الفدائيين"، ثم انضم إلى تنظيم "رجال الفداء"، الذي أسسه الضابط الوطني محمد وجيه خليل وكان زميله وقتها الدكتور ثروت عكاشة.

استشهاد شقيقه محمود
استشهد شقيقه الصاغ محمود أحمد صادق، وهو يتصدى ببسالة للغارة الإسرائيلية على غزة مساء 28 فبراير 1955. 

الغارة التي كانت نقطة تحول خطيرة في تاريخ مصر، وأدت إلى كسر احتكار السلاح وصفقة الأسلحة التشيكية التي أدت بدورها إلى حرب العدوان الثلاثي عام 1956 لكسر الجيش المصري وعبد الناصر، تم اختياره ملحقًا عسكريًا بألمانيا الشرقية عام 63 بعد اعتراف مصر بها دولة مستقلة.
 
وعقب جولة 5 يونيو عام 1967 وانسحاب الجيش المصري من سيناء استغلت إسرائيل الفرصة وأخذ جيشها يجمع أسلحتنا المتروكة في سيناء تمهيدًا لنقلها داخل إسرائيل، لكن اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية وقتها أصر أن يحبط تلك العملية، رغم قرار وقف إطلاق النيران، أمر رجاله بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعي بنسف الذخيرة.

كما أمر المقدم السعيد أحمد نصر بنسف السكة الحديد لمنع استخدامها، ونجحت الضربة المزدوجة، وكان ذلك بعد نكسة يونيو بشهر واحد فقط.

وبعدها أمر بتكوين أكبر مجموعة كوماندوز لمحاربة الإسرائيليين، وهي مجموعة العمليات الخاصة "المجموعة 39 قتال" من قوات الصاعقة البحرية والمشاة، ودربت بدو سيناء على الاستطلاع وجمع المعلومات وزرع الألغام وشن الهجمات بمجموعات الفدائيين التي كان يرعاها بنفسه وقتها مثل "منظمة سيناء العربية"، كما أرسل ضباطًا متخفين في زي البدو للاستطلاع في عمق سيناء "كتيبة الاستطلاع خلف الخطوط العدو". 

كما قدم التدريب والتسليح لمنظمات المقاومة الفلسطينية في الجبهة الشرقية، وعندما تولى صادق رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في سبتمبر 69، شجع القوات البحرية على ضرب العمق الإسرائيلي، فنفذت ضفادعنا البشرية 3 هجمات ناجحة على ميناء إيلات الإسرائيلي، كما قصفت مدمراتنا رمانة وبالوظة.

وتوج صادق إنجازاته بدفع حائط الصواريخ إلى جبهة القناة، فتحطمت السيادة الجوية الإسرائيلية، ووافق العدو على وقف إطلاق النار في أغسطس 1970.

موقف الفريق صادق من أحداث مايو 71
كان لصادق موقفه الحاسم في أحداث مايو 1971 في الانقلاب الذي قاده الفريق محمد فوزي وشعرواي جمعة وقتها، وكان يقول إن مصر في ظروف لا تحتاج فيها للتوتر، بل للتجمع حتى تمر الأزمة، ثم أصبح وزيرًا للحربية، وتواصلت تحت قيادته الاستعدادات لحرب أكتوبر 1973، مثل استيراد الطلمبات الألمانية لفتح الثغرات في الساتر الترابي، وإعداد خطة العبور التي نفذت بعد ذلك في حرب أكتوبر، وعزله الرئيس السابق أنور السادات في أكتوبر 1972 بسبب اختلاف الرؤى بينهما لتحرير سيناء.

المناصب التي تولاها
تولى قيادة ثلاث كتائب مشاة ثم قائد لواء مشاة ميكانيكي، عين كبير معلمي الكلية الحربية، بداية الستينيات، ثم مديرًا للمخابرات العسكرية؛ بعد اكتشاف المشير عبد الحكيم عامر اختراق الإخوان المسلمين المحدود للجيش ضمن مؤامرة 1965. 

ودرس بأكاديمية "فرونزة" العسكرية الشهيرة بالاتحاد السوفيتي بعد إتمام دراسته بكلية القادة والأركان، أسند إليه منصب الملحق الحربي، ورئيس مكتب المخابرات بألمانيا الغربية في الفترة من عام 1962- 1964.

بعد عودته من ألمانيا تم تعيينه كبيرًا للمعلمين بالكلية الحربية.

ولم تمض فترة حتى صدر قرار بتعيينه مديرًا للمخابرات الحربية في 11 يونيو عام 1966، في 9 سبتمبر عام 1969 تم تعيين محمد أحمد صادق رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، بعد عزل المشير أحمد إسماعيل على بسبب حادثة الزعفرانة، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق.

عين وزيرًا للحربية، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للإنتاج الحربي في 15 مايو 1971 خلفًا للفريق أول محمد فوزي، حتى أقاله السادات في أكتوبر 1972، وحل محله المشير أحمد إسماعيل علي.
الجريدة الرسمية