الحقيقة في بيان الداخلية عن القبض على قتلة ريجيني!
بيان صدر صباح أمس عن مقتل عصابة تنتحل صفة ضباط شرطة وتسرق الناس بالإكراه في شوارع القاهرة ثم بيان في المساء عن العثور على متعلقات ريجيني الشاب الإيطالي القتيل صاحب الأزمة الشهيرة بين مصر وإيطاليا في منزل أحد أفراد العصابة!
البيان الأول عن واقعة تمت في التجمع الخامس والبيان الثاني عن واقعة تمت في القليوبية، حيث أسرة القتيل أحد أفراد العصابة بعد تفتيش منزلهم.. البيان الأول لفت أنظار الناس واعتبرته الصحف الأجنبية وثيق الصلة بحادث ريجيني وبعد حادث المساء تم إبلاغ إيطاليا بالفعل، فهناك في منزل القتيل عثروا على متعلقات الإيطالي الراحل وبها بطاقاته الشخصية والجامعية وكارت الفيزا الخاص به وحقيبته وهنا بدأت دوائر معادية لمصر على الفور في التشكيك في الواقعة والزعم أنها ملفقة لـــ"تقفيل" قضية ريجيني !
وفي قراءة سريعة للبيان يلفت نظرنا وجود بلاغات سابقة بسرقات بالإكراه في قضايا عديدة نتوقف عند الجرائم التي تعرض لها الأجانب فقط -رغم وجود بلاغات عديدة أخرى من مصريين- ومن بلاغات الأجانب سرقة مبلغ 3000 دولار و600 جنيه مصرى من "راشيد. ج" يحمل جنسية دولة نيجيريا وسرقة مبلغ 5 آلاف يورو و2000 جنيه مصرى ومشغولات ذهبية ) من "كارلوس. م " يحمل جنسية دولة البرتغال وسرقة مبلغ ( 10 آلاف دولار ) من "دايفيد. ك" يحمل جنسية دولة إيطاليا ومبلغ 20 ألف جنيه و480 دولارًا..
وهنا فتلفيق القضية وفقًا للاتهامات التي يرددها بعض النشطاء يتطلب أولا الاتفاق مع هؤلاء الأجانب على الكذب وادعاء سرقتهم وهذه مخاطرة تصل إلى المستحيل خصوصًا أن بينهم رجلًا إيطاليًا آخر وحوادثهم وبلاغاتهم سابقة عن أحداث الأمس، وبالنظر إلى البيان الثاني نجد اقتحامًا لشقق المجرمين في بيوتهم بالقليوبية والشرقية وفي حالة تلفيق الاتهام فينبغي أيضًا الاتفاق مع زوجات القتلى وأهاليهم بل الضيوف الموجودين لديهم لحظة الاقتحام والذين حضروا لحظات العثور على المضبوطات !
وهو ما يصعب أيضًا وإلى درجة الاستحالة؛ لأن من بينهم على الأقل أهالي المجرمين المقتولين ولا يعقل قبولهم بقتل أبنائهم والاتفاق معهم على ذلك مع تدبير اقتحام منازلهم والعثور على المتعلقات وهي أمور لا يمكن الاتفاق عليها بأي حال وفي مثل هذه الدائرة الواسعة الكبيرة التي تعج بنشطاء وإخوان وصحف أجنبية ومحققين أجانب وألسنة قد تكون زالفة لا يمكن الاعتماد عليها خصوصًا وهي جريحة في ذويها!
للأسباب السابقة نصدق بيان الداخلية ونبقى في انتظار أسباب قتل هؤلاء "ريجيني" دون الاكتفاء بسرقته وهل حدثت مقاومة منه أم لا وربما كان القتل لطرف ثالث دفع الثمن واتصال بعض العصابات السياسية بالعصابات الجنائية معروف وله سوابق عديدة ثم هل قتلت العصابة غير ريجيني أم لا وهذا يتطلب إعادة التحقيق في أجانب آخرين اختفوا أو مصريين مبلغ باختفائهم.. وما يدهشنا -جدًا- تعامل البعض مع أجهزة بلدهم كأنهم أعداء يحملون إصرارًا غريبًا ومريبًا على توريطها بأي شكل في أي مشكلة مع دول صديقة دون أي وازع من وطنية ولا من ضمير إلى حد اتهامها ـ للأسف ـ بما لم يتهمها به أهل أو بلدان الضحايا الأجانب... ولا حـــول ولا قـــوة إلا بالله !