15 صورة ترصد احتفالات المصريين بمولد أحمد الرفاعى
يحتفل المصريون في مثل هذا اليوم من كل عام بالليلة الختامية لمولد الشيخ أحمد الرفاعى، واعتاد المحتفلون الخروج بمسيرة ضخمة من مسجد السيدة زينب، وصولًا إلى مسجد وضريح الرفاعى.
وتتخلل المسيرة عدة طقوس يأتى بها أبناء الطرق الصوفية، حيث يرددون سويًا الأناشيد والأشعار الصوفية، ويرفعون الرايات السوداء شعار الطريقة الرفاعية، وبعد وصول المسيرة تبدأ الاحتفالات الرسمية من إقامة حلقات إنشاد ومدائح صوفية وتوزيع للأطعمة والنفحات.
براعته العلمية
والشيخ أحمد الرفاعى، هو أحمد أبو العباس بن على، وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبي طالب، رضى الله عنهم، ولد الرفاعي عام 512 هجرية في العراق بقرية حسن التابعة لمدينة البطائح في البصرة، ونشأ منذ طفولته نشأة علمية، فقد درس القرآن الكريم وأتقن حفظه وبرع في ترتيله، على يد الشيخ عبد السميع الحربوني وله من العمر – آنذاك – 7 أعوام، وانتقل بعدها مع خاله الشيخ الزاهد منصور البطائحي، ووالدته وأخوته إلى بلدة نهر دفلى، بمدينة واسط العراقية، وهناك تولى أمره الفقيه الشيخ أبي الفضل على الواسطى - وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالي الشأن - وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجد الرفاعي في تحصيل العلوم الشرعية حتى برع في شقيها النقلي والعقلي، وبات سابقًا لكل أقرانه.
إجازة عامة
وفى العشرين من عمره، منحه الشيخ أبو الفضل على - محدث وفقيه مدينة واسط العراقية آنذاك - إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة ولقبه بـ«أبي العلمين»، أي الذي حصل العلوم الظاهرة والباطنة، وفي الثامنة والعشرين من عمره، عهد إليه خاله الشيخ الزاهد منصور البطائحي، بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إلى الأخير.
وعرف عن الشيخ الرفاعي، أنه كان أشعرى العقيدة، شافعى المذهب، وتقوم طريقته الرفاعية على العمل بمقتضى الكتاب والسنة، وأخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، ويشترط على المريدين التمسك بالكتاب والسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء.
اللعب بالثعابين
وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي حديثا القيام بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، وكل هذه الأفعال لم تكن معروفة عند الشيخ أحمد الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان يولى كل عناية للحيوانات الضالة والمريضة.
عندما بلغ الإمام أحمد الرفاعي 66 عامًا من عمره مرض بداء البطن «الإسهال الشديد» وبقي على فراش المرض أكثر من شهر، وكان مع خطورة مرضه يتحمل الآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوى، مستمرا وثابتا على تأدية الطاعات والعبادات التي اعتاد عليها بقدر استطاعته إلى أن وافته المنية يوم الخميس الـ12 من جمادى الأولى عام 578 هجرية، ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة بالعراق.
ورغم أن الشيخ الرفاعى، لم يسبق له زيارة مصر، إلا أن المنتمين إلى الطريقة الرفاعية بنوا له مشهدًا بغرض الزيارة والتبرك، وأقاموا حوله مسجدًا حمل اسمه ويحيون في كل عام ذكرى الاحتفال بمولده.