بالفيديو والصور.. في شبرا.. حب «روميو» يشفي «جوليت» من الشلل.. نظرة «بلكونة» وحدت قلبيهما.. «العوازل» سبب شلل «سلمى».. الأطباء أكدوا أن شفاءها ميئوس م
دافعا عن حبهما.. تحديا كل من حاول تفريقهما.. حتى المرض الميئوس منه تغلبا عليه، فانطبقت عليهما عبارة «الحب يصنع المعجزات»، لتمسى قصة الحب التي جمعت «حسن» و«سلمى» أو روميو وجوليت شبرا الخيمة، واحدة من روايات العشق التي سيقف عندها التاريخ كثيرًا.
نظرة وابتسامة
تلخص قصة العاشقين نظرة اختلسها «حسن» - دون قصد - من شرفة منزله إلى «سلمى» بنت الجيران، وفجأة تلاقت عيونهما وتبادلت شفاههما ابتسامة صافية، فطارت القلوب بأجنحة النظرات إلى عالم الحب الأفلاطونى، لتشهد منطقة المطرية منذ وقتها واحدة من روايات العشق التي ظن البعض أنها انتهت منذ رحيل عنتر وعبلة وقيس وليلى ومن على شاكلتهم من رواد العشق.
«حسن» شاب لم يتجاوز عمره العشرين ربيعًا بعد، يعمل مع والده في محل صغير لبيع مستلزمات البناء يمتلكه والده في شبرا الخيمة، وكثيرًا ما كان يترك عمله ويجلس في «سوبر ماركت» اعتادت «سلمى» التردد عليه لشراء ما يحتاجه منزلهم، وبين زجاجات الزيت وأكياس الشيبسى والسكر والأرز كان يختلس الحبيبان النظرة تلو الأخرى ويتبادلان حديث الحب عبر أثير أرواحهم المتيمة.
صغيرة على الحب
وكانت «سلمي» بطلتها التي تشبه نسائم الربيع المنعشة، ما زالت كما يقولون «صغيرة على الحب»، فهى طالبة بالمرحلة الإعدادية ليست على دراية كافية بما يريده الرجال من أمثالها، ولا تستطيع الجزم بأن ما تتبادله هي وحسن، حب طاهر أم أنه مقدمات لأغراض أخرى، لذلك قررت أن تقص على والدتها الحكاية كلها.
قالت سلمي «كنت بقفل السكة في وشه لما يتصل بيا، وأقوله أنت فاكرني واحدة من اللي تعرفهم.. كلامي كان ناشف معاه بصراحة» بهذه العبارة تصف سلمى، بداية سماعها لصوت حسن، في الهاتف، مؤكدة: «كنت حاسة إني بسرق، وعشان كده قررت أقول لماما حكايتنا، وأول ما حكيتلها قالتلى: لازم أشوفه وأعرف هو عايز منك إيه».
والتقى «حسن» ووالدة «سلمى»، وكانت فرصة ليبوح العاشق بما يدور في خاطره من مشاعر تجاه محبوبته، مؤكدًا للأم أنه يريد الزواج من ابنتها، والسبب: «إن سلمى، بعيدة عن الشارع، ولسه صغيرة، ومالهاش تجارب، وحسيت إنها عجينة هشكلها زى ما أنا عايز».
وشاية العوازل
ازداد العاشقان ارتباطًا ببعضهما البعض بعد هذا اللقاء، ولكن العوزال حاولوا بكل ما حوت جواربهم من أساليب مكر إفساد علاقتهما، وبالفعل نجحوا في إقناع «سلمى» بأن حبيبها ارتبط بفتاة أخرى غيرها، لتسقط الفتاة المولعة بالحب - أثناء مواجهتها لـ«حسن» بهذا الأمر - على الأرض وتصاب بشلل نصفى.
«حسيت وهي بتقع على الأرض إن روحي اتسحبت مني.. حسيت إني اتكسرت.. «سلمى» مش مجرد حبيبتى أو مراتى بس.. دى حتة منى»، بهذه الكلمات وصف «حسن» شعوره وهو يرى حبيبته تسقط أمامه على الأرض وتفقد القدرة على الحركة.
أما رواية «سلمى»، لهذه اللحظات الحرجة في علاقتهما فهى أكثر رقة وإحساسا: «حسيت إنى اتشليت عشان أكسب حسن.. إزاى ما أعرفش، وفى أيام مرت على حسيت فيها إن ظروفي الصحية هتأثر على علاقتنا بالسلب، بس اكتشفت إننا قربنا من بعض أكتر من الأول، وما عدناش قادرين نبعد عن بعض يوم واحد».
وتجاه نهر الحب المتدفق من قلبى «سلمى»، و«حسن»، قرر العاشقان الزواج في أسرع وقت، ودون انتظار الشقة وتجهيزها أو حتى إقامة الفرح ومستلزماته، فكل ما كان يشغل بالهما أن يرتبطا برباط مقدس لا يستطيع بعده أي شخص تفريقهما، وحددا موعد الفرح في أول يوم تستطيع فيه «سلمى» الوقوف على قدميها مرة أخرى، وهو يوم سيأتى قريبًا بحسب تأكيد الأطباء الذين شخصوا مرض سلمى في بدايته بأنه مزمن ولن يفارقها ولكنهم فوجئوا بعد عودة علاقة العاشقين إلى طبيعتها بأن ما ألم بالفتاة مرض عارض ستزول آثاره خلال أيام معدودة.. وهذا هو الحب الذي دومًا «يصنع المعجزات».