إسرائيل تكشف العواصم الأوروبية المستهدفة بعد بلجيكا.. محلل: داعش يفعل خلاياه النائمة في القارة البيضاء.. شبكة هجمات بروكسل تلقت التعليمات من الرقة.. وتنبأت بتفكيك الاتحاد الأوروبي وتصاعد أعمال الذئاب
تشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن الدول المرشحة للتعرض لهجمات إرهابية عقب بروكسل هي بريطانيا وألمانيا، وأنه إذا واصلت أوروبا التعامل مع الإرهاب الداعشي وكأنه أحداث مأساوية منفردة، وليس تهديدا إستراتيجيا، فإنها ستخسر.
وأكد المحلل الإسرائيلي، أليكس فيشمان، أن الأوروبيين يرفضون الاعتراف بحقيقة أنهم هم الهدف لداعش وليس الإسرائيليين، فهم موجودون في ذروة حرب معهم، وطالما لم يتحرروا من السياسة التي أملاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تقول: نحن لا نكافح الإرهاب الإسلامي، بل عنف المتطرفين، فإنهم سيواصلون دفن الرأس في الرمال، متوقعًا تعاظم العمليات الإرهابية في أوروبا خلال الفترة القادمة.
وقال المحلل الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس في بروكسل لم يفاجئ السلطات الأمنية والاستخباراتية الأوروبية، ومن الواضح أن تنظيم "داعش" يقوم بتفعيل إحدى خلاياه النائمة في أوروبا قريبا.
وأوضح أن بعضا من الانتحاريين في العمليات في فرنسا هو ما سينكشف أيضا في بلجيكا، كانوا مواطنين من الدولتين، وقد انتظرتهم في الديار جاليات عاطفة، مع خلايا أيديولوجية جاهزة للعمل، ولإنجلترا وألمانيا توجد مزايا مشابهة، وهما ستكونان، بلا شك، الهدفين التاليين.
وشدد على أن الشبكة التي عملت في ضواحي بروكسل وباريس تلقت الأوامر من الرقة، عاصمة تنظيم "داعش" في سوريا، فهناك يوجد جهاز ينسق العمليات الخارجية للتنظيم: يحدد الأهداف، ويسلح، ويوفر المال، ويجند الانتحاريين، ويطلق الخلايا إلى أوروبا.
لفت الأنظار
وأضاف المحلل الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن التنظيم يعيش ضغوطات صعبة جدا في معاقله الرئيسية في في سوريا والعراق، ووجد أن صورة داعش التي لا تقهر تصدعت لذا رأي أنه يجب عليه تعويض ذلك من خلال استخدام هجمات إرهابية تلفت الأنظار.
ورصد عددا من الصعوبات التي تواجه الأروبيين في محاربة "داعش" وهي أنه على الرغم من أنهم أعضاء في كيان سياسي واحد، لكنهم حتى الآن يتحدثون بلغات مختلفة ومختلفون من ناحية الاستعداد لمحاربة الإرهاب وتشريع قوانين وتعليمات مناسبة لهذه الحرب.
وأضاف أنه في دول الاتحاد الأوروبي خاصة الكتلة الغربية التي تضم فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، والدنمارك والسويد، السكان يعتبرون أنفسهم جزء من مجتمع متنور، يحتضن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، ونتيجة لذلك هم يمتنعون عن اتخاذ إجراءات وتدابير مثل إسرائيل.
شقوق بالاتحاد الأوروبي
ومن جانبها ذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن شلل السكك الحديد ومطار بروكسل عقب الهجمات الإرهابية في بلجيكا وزيادة مراقبة المعابر الحدودية تطرح علامة استفهام حول سياسة الحدود المفتوحة، وتعكس الشقوق التي تملأ الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة العبرية أن هجمات امس أدخلت القارة كلها تحت حصار، ولا يمكن عزلها عن اعتقال العقل المدبر لهجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الخلية التي لم تتمكن السلطات البلجيكية من الوصول إليها نفذت هجمات بروكسل خشية من أن يساهم اعتقال عبد السلام في كشفها.
وتابع بأن هذه الرياح السيئة تهدد بالتصويت ضد استمرار عضوية المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال الاستفتاء المقرر أن تشهده بريطانيا بعد 3 شهور.