لا تلوموا إلا أنفسكم !
من المؤكد أن التفجيرات التي شهدتها بلجيكا قد أزعجت الأوروبيين وبشدة، ولكن مع ذلك أخشى ألا يؤدي ذلك إلى انخراط أوروبا وأمريكا في حرب جادة فعلا ضد الإرهاب.. دعك من تلك الغارات التي تشنها أمريكا وحلفها في سوريا، وإعلان أكثر من طرف أوروبي خطورة الوضع في ليبيا والاستعداد لتنفيذ غارات مماثلة فيها، فهذا يتصل أساسًا بخطط أخرى تنفذ لترتيب أوضاع دول المنطقة وإعادة تقسيمها إلى دويلات صغيرة مهيضة الجناح وسهل السيطرة عليها.
فحتى الآن مازالت أوروبا تمنح المتطرفين ملاذًا آمنًا وفرصة عمل بحرية لتجنيد المزيد من الشبان وإعدادهم كإرهابيين محتملين مستعدين للقيام بالتفجير والتدمير والتخريب.
ومازالت أوروبا لا تنسق بشكل جاد مع دول عربية في مقدمتها مصر في المعلومات الاستخباراتية ضد الجماعات الإرهابية.. ومازالت أوروبا أيضًا ماضية في تنفيذ المخططات الأمريكية في منطقتنا والتي تستهدف إعادة صياغة أوضاع منطقتنا، وبالتالى تسهم في ترسيخ المناخ المشجع على التطرف الديني والمحرض على الإرهاب.
وكذلك مازالت أوروبا مترددة في حسم الموقف تجاه جماعة الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية أخرجت لنا كل التنظيمات الإرهابية الأخرى.. بل تشجع استثماراتها مثلما تفعل ألمانيا وتحتضن قادتها وكوادرها مثلما تفعل بريطانيا
وهكذا أوروبا تتذوق الآن مرارة ما صنعت يداها!
