رئيس التحرير
عصام كامل

راية الاستسلام بانتظار «أحلام»


أراد تليفزيون "دبي" التكفير عن سقطة برنامج "ذا كوين" الموقوف فاستبدله ببرنامج عن أمهات الشهداء، وحسن فعل عله يستعيد ثقة المشاهدين التي خسرها بعد مهزلة "الملكة"، فلم تمر أكثر من 48 ساعة على عرض الحلقة الأولى من برنامج "ذا كوين" للفنانة الإماراتية أحلام، حتى استجاب تليفزيون "دبي" لرغبة المشاهدين، وأعلن عبر موقعه الإلكتروني عن إيقاف بث البرنامج، ليصبح أسرع البرامج رفعًا لراية الاستسلام والرضوخ للرأي العام الغاضب من الصيغة والإطلالة المبالغة للفنانة الإماراتية، التي عاشت دور "الملكة" وتعاملت مع المشتركين في برنامجها على أنهم ثلة من الجواري والعبيد.


البرنامج تعتمد فكرته على أن تختار أحلام صديقها المفضل من بين المشتركين، وهم بالطبع من المعجبين بها "الحلوميين"، تخضعهم لمجموعة من الاختبارات، ومن يستطيع التحمل أكثر، تختاره أحلام كـ "صديق" لها، لكن ما حدث أن البرنامج خيب الظنون وجاء عكس التوقعات.

تضمنت الفقرات الكثير من الذل والإهانة للمشتركين الذين ارتضوا بالعبودية لنيل رضا وقبول "الملكة" أحلام التي عاملتهم بفوقية وعنجهية أن كان في أسلوب الكلام أو نظراتها المتعالية وأسئلتها الغريبة هي والمحقق أو مستشارها الخاص الذي يستجوب المشتركين وهم معصوبو الأعين بشكل مهين ويسأل إحدى المشتركات: هل لديك استعداد للخيانة من أجل أحلام؟! فأي قيم وفضائل يروج لها البرنامج؟ ومن تكون أحلام حتى يخون من أجل صداقتها الناس؟!

أنفق تليفزيون "دبي" ببذخ على الديكور وتجهيز مواقع التصوير وتلبية طلبات أحلام حتى تبدو "ملكة" في البرنامج، لكن الغريب أن تليفزيون "دبي" يعرف أكثر من غيره كم النرجسية والغرور والفوقية في شخصية أحلام، فعمل على ترسيخها وزيادتها بالنفخ فيها عن طريق برنامج مستفز من عنوانه لآخر مفردة في تكوينه.

لا ننكر أن أحلام فنانة ناجحة وعصامية، بدأت من الصفر وصنعت نفسها حتى باتت من أغنى الفنانين في العالم العربي، لكنها أيضًا أكثرهم اثارة للجدل بالتصريحات المستفزة وافتعال المشكلات مع زملائها والإعلام، وليس ما حدث مع راغب علامة وشمس ونوال الكويتية وغيرهم عنا ببعيد، وإذا أراد تليفزيون "دبي" استثمار نجوميتها وإثارتها للجدل في برنامج، كان بإمكانه إيجاد عشرات الأفكار البعيدة عن ترسيخ العبودية والإهانة وإذلال المشتركين، حتى يربحوا "خاتم الملكة" الذي تضعه أحلام في أصبع المشترك المقبول بطريقة منفرة تؤكد مجددًا أنها لا تبحث عن "صديق" بل عن "جواري وعبيد".

ورغم أن البرنامج خلا من المشاركة الإماراتية، فإن أهل الإمارات رفضوا أن تنفق إحدى قنواتهم ملايين على إنتاج برنامج يرسخ العبودية والإذلال ويهين المشتركين حتى تعيش "مغنية" إماراتية دور "الملكة"، من هنا انتفضوا بعد عرض الحلقة لإسقاط "عرش أحلام" بهاشتاج "إيقاف ذا كوين مطلب شعبي" الذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر تفاعلا في الإمارات، فرضخ تليفزيون "دبي" للضغط الشعبي وأعلن عن إيقاف البرنامج مكتفيًا بعرض حلقة واحدة.

لم ترد أحلام على الترحيب الجارف بإيقاف برنامجها واكتفت بنشر صورة غاضبة لها وعلقت عليها بصورة تاج وبعد فترة كتبت "اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول"، لكن قوة وتماسك أحلام في التغريد على "تويتر"، تختلف عن الواقع الذي كشف عنه غيابها عن حضور حفل ختام بطولة "اليولة" في اليوم التالي مباشرة لإيقاف البرنامج، رغم الإعلان المسبق عن مشاركتها في الحفل مع حسين الجسمي وعيضة المنهالي، وغياب أحلام غير المبرر يعكس أنها تعاني أزمة نفسية وتخشى مواجهة الجمهور الحاضر في البطولة.

صدمة إيقاف برنامج "الملكة" بالضغط الشعبي لم تقف عند حدود أحلام، بل تجاوزتها إلى فنان العرب محمد عبده، الذي لا يترك مناسبة دون أن يشيد بأحلام ويلقبها بـ "فنانة العرب"، لكن هذا لم يحدث قبل يومين حين استضافته "إم بي سي" ساعة كاملة على الهواء وتلقى اتصالا من أحلام فتركها تتحدث دون أن يمدحها أو يذكر ألقابها كما اعتاد دائمًا.. وهكذا سقطت أحلام في فخ الغرور والعنجهية وستجد نفسها مضطرة للرضوخ ورفع راية الاستسلام، وإما أن تلتزم بحدودها كمغنية فقط أو تعيش "ملكة" في بيتها.
الجريدة الرسمية