رئيس التحرير
عصام كامل

رفقا بالصالونات ياسادة!

فيتو

برغم ضراوة الهجوم على الزواج التقليدى أو ما يعرف بزواج الصالونات، ظللت على الحياد وتمسكت به، حتى يتسنى لى فهما عميقا وكاملا ﻷبعاده، فبعض الشباب يعترضون عليه من حيث الشكل، والمبدأ فيما يخص بعض إجراءاته، والتي قد تجعل الشاب أشبه بعانس! وفشل في إيجاد شريكة حياته، والفتاه سلعة يتم الترويج لها عبر أشخاص، ولم يعد غير هذا الباب مفتوحا أمامهم ﻹحداث ارتباط، وجميعها اعتبارات شكلية لا تعد طريقة للحكم عليه، ولا تتعلق بالجوهر! فقط لا تتعدى كونها مجرد تصورات أو هواجس لا تمت بصله للتحليل الوافى للأمر ودراسة أبعاده.


بعد تفكير طويل قررت التجربة، وتبين لى أنه خطوة جيدة وإيجابية يمكن بسهولة أن تكون انطلاقة لقصة حب لم تفرضها علينا الأقدار في السابق لظروف معينة، باﻹضافة إلى أن الزواج سيكون قائما على اﻷعجاب والذي يتبعه اهتماما ثم حبا ويأتى الارتباط كنتيجة حتميه لهذه المراحل الثلاثة. 

إذن فالزواج تم عن حب وليس جبران خاطر أو مجاملة! أما إذا استخدم الزواج التقليدى ﻷغراض أخرى فهذا يعيب من استخدمه ولا يمس قيمته وخاصه إذا لعبت المصالح أدوارها وهنا سنكون بصدد عمل تجارى بحت..

هناك وجهتا نظر، أولهما اعتبار الزواج التقليدى أو زواج الصالونات أسلوب تسويقى للفتاه أو الشاب! وهذا الوجهة الرخيصة أغفلت حقيقة هامة وهى أنك غير مطلوب منك الاختيار إلا بعد استفتاء قلبك نهيكم عن فترة الخطوبة وما بها من اختبارات ودراسات طويلة فالموضوع ليس إجباريا  على اﻹطلاق ولن يأتى الارتباط على طريقة كن فيكون!..

وثانى وجهات النظر تتفق مع ماقلته أخيرا وهى أن تتقدم دون سابق معرفة، أو علاقة بالفتاة وتختار بناء على رغباتك ومتطلباتك وهى كذلك أيضا، ويدور الخلاف حول نقطة المعرفة أو العلاقة السابقة بين الشاب والفتاة حيث يرى البعض أن وجود علاقة سابقة أو قصة حب بينهم أفضل بكثير وتفرز جوازا ناجحا، وهذه الرؤية لم تضع في الاعتبار أن العلاقة الغرامية السابقة ليس شرطا أن تكون سببا في إنجاح الزواج ولكنى أشارك هذا الاتجاه في رأيه بشرط عدم ربط الزواج بهذه العلاقه فإذا أتت فأهلا بها وإذا لم تأت فعلينا عدم الاعتماد عليها.

واعتبار زواج الصالونات نقطة لبداية تعارف طويل وليس نقطة للزواج المتسرع، والتوقف عن تشويه هذه الطريقة فكثيرا من الشباب لا تضعهم الظروف أن يكونوا على موعد مع إبرام علاقات عاطفيه بالفتيات فربما يأخذ البعض منهم فكرة غير جيدة عن هذه العلاقات العاطفية الطويلة التي تسبق الارتباط، ومن هنا يطلبون السير في خطوط مستقيمة، ومعهودة، ومتعارف عليها، وهذا بعدم إنكار لقيمة الحب أو الإساءة للغراميات الجميلة ولكنهم لا يتعاطون مع هذا الاتجاه قبل الارتباط وهذه رؤيتهم.

وبحسب اﻹحصائيات فإن أغلب حالات الطلاق الموجودة كانت ﻷزواج عاشوا قصص حب طويلة قبل الارتباط، ومن هنا وجب علينا أن نسأل أنفسنا: هل تعد فكرة الحب الراسخة عند البعض ضامنا لنجاح العلاقة الزوجية؟ وأرى أن نجاح العلاقة غير مشروط بهذا الحب، وفى نفس الوقت لا أدعى أن الزواج التقليدى لا يتمخض عنه مشكلات قد تطيح بالعلاقة جانبا، فهدم العلاقة الزوجية ليس مقرونا بحدوث ارتباط عاطفى بين الطرفين من عدمه..

ونهاية أشدد على ضرورة إنهاء تشويه هذا النوع من الزواج اتفاقه مع عينه لا بأس بها في المجتمع، فهو بمثابة الطريق اﻷوحد لهم من أجل الظفر بشريكة العمر، فالاعتبارات الشكلية المأخوذة عن زواج الصالونات لا تؤثر على قيمته وجوهره واقتناع الكثيرين به، كما أنها ليست مبررا لهذا الهجوم الشرس عليه من قبل البعض.. فموجات الانفتاح والتطور مع احترامنا الكامل لها لن تفد في عضد المنطق والعقل والرؤية الثاقبة للأمور.
الجريدة الرسمية