تشكيل الحكومة على الهواء إهانة لمصر!!
بلا شك أن حكومة المهندس شريف إسماعيل مقاتلة وتحملت الكثير وتعمل في ظروف غاية في الصعوبة وورثت مشكلات كل الحكومات السابقة ومطلوب منها خلال ستة أشهر فقط أن تقدم حلولا لهذه المشكلات، وأنا أقدر تماما جهود هذه الحكومة المطروح تغييرها خلال الأيام القادمة، ولكنني حزين جدا لقيام أحد الإعلاميين يوميا وعلى الهواء بتشكيل الحكومة وهو جالس في تكييف الاستوديو..
يُنصب الإعلامي المذكور من نفسه رئيسا للوزراء ثم يختار بعض الشخصيات لتولى المناصب الوزارية أو يقوم بترشيحها إلى المهندس شريف إسماعيل لاختيارها في التشكيل الوزاري المرتقب، ما يفعله هذا الإعلامي هو إهانة للمنصب وإهانة للشخصيات التي يختارها وإهانة للحكومة وإهانة للأجهزة الأمنية والرقابية بل إهانة للبلد كلها وتسفيه من المنصب وأهميته في عيون المواطنين، والسؤال الذي يفرض نفسه:
لماذا تصمت الدولة عن هذا ؟ وهل هناك أي شخصية محترمة تقبل بمجرد طرح اسمها لتولي المنصب بهذه الطريقة؟ وهل هناك دولة في العالم يقوم إعلامها بتشكيل حكومته على الهواء؟ وهل هناك دولة في العالم فيها حكومة كل ستة أشهر؟
تغيير الحكومات بهذا الشكل لا يمكن أن يبني بلدا أو يحقق تقدما خاصة ونحن دولة ما زلنا نعمل بلا رؤية والوزير لدينا مطلوب منه أن يفكر ويخطط وينفذ لو أننا دولة لديها رؤية ثابتة والوزير فيها مجرد منفذ كنا تقبلنا كثرة تغيير الحكومة والوزراء، أنا لا أعرف كيف يفكر أولى الأمر هل تغيير الأشخاص هو الحل؟ أم المطلوب أن يكون التغيير في الرؤى والسياسات؟ وهل من مصلحة البلد وتعاملاتها الخارجية أن يكون هناك وزراء كل ستة أشهر؟
المستثمر الأجنبي هل من المنطقي أن يجد أمامه وجها مختلفا كل 180 يوما؟ أو يتفاوض مع شخص ثم يتعاقد مع آخر وينفذ التعاقد مع ثالث ما هذا التهريج؟
النتيجة الأخطر في هذه القضية هي عزوف أهل الكفاءة والخبرة عن تولي المناصب العامة طالما أنها سوف تكون حقل تجارب وفي مرمى نيران الإعلام في الحق والباطل، وسوف نصل إلى مرحلة أن من يقبل المنصب الوزاري إما أن يكون شخصا كفء ومقاتلا يعشق تراب هذا الوطن وسوف يتحمل هو وأولاده وأحفاده تطاول الإعلام عليهم من أجل خدمة البلد أو شخصا غير كفء وليس لديه عملا خاصا فيقبل المنصب على أنه مجرد وظيفة بدلا من الجلوس في منزله، وهذا نتائجه كاريثية على البلد لأنه سوف يصل بنا الحال إلى تولى أنصاف وأرباع الكفاءات المناصب العامة.
إذا كان الوزراء الحاليون أكفأ فلماذا يرحلون؟ وهل يرحلون لمجرد التغيير؟ وإذا كانوا فاشلون فلماذا تم اختيارهم؟ ومن يضمن لنا أن الجدد سوف يكونوا أفضل؟ طالما أن طريقة الاختيار لم تتغير؟ حكومة كل ستة أشهر لا تحقق تقدما وتنمية ولا تصنع مستقبلا أفضل، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
egypt1967@yahoo.com