أخدنا إجازة
أخيرًا أخذت إجازة بعد إرهاق عمل متواصل بين زملائي في "فيتــو" نلهث جميعًا وراء الأخبار والأحداث وتفاصيل التفاصيل وما يدور في الكواليس وما أكثر ما في الكواليس في ظل غياب الشفافية واعتقاد المسئولين أن حق المواطن في معرفة كل شيء من توافه الأمور على عكس العقيدة الراسخة لدى أي مسئول في الدول الديمقراطية أن تداول المعلومات حق مقدس.
هنا في نويبع البديعة لم يتغير شيء منذ وطأتها قدماي لأول مرة منذ عام.. ما زال صديقي السيد الدمرداش يشكو من تجاهل الدولة مشكلات البدو ومطالبهم المشروعة في توفير أبسط الخدمات.. ويصر على مواصلة نشاط جمعية سياحة مصر وتنمية البيئة التي يرأسها في التواصل مع البدو وتقديم ما يتيسر من خدمات تظل غير كافية في ظل غياب المؤسسات الرسمية فلن تستطيع جمعية أهلية مهما أوتيت من إمكانيات أن تحل مشكلات متراكمة من عقود بمفردها.. ومع ذلك نجحت في تحقيق العديد من الإيجابيات للمجتمع البدوي بجهود ذاتية.
ومازال أصحاب المنشآت السياحية يشكون تخبط الحكومات المتعاقبة وفشلها في إنقاذ السياحة مما دفعهم إلى إغلاق عدد كبير من الفنادق والقرى بنويبع وطابا؛ بسبب انعدام الحركة السياحية لهذه المنطقة رغم تميزها بطبيعة خلابة على مدى العام.
وأهالينا من بدو نويبع مازالوا يطرحون تساؤلهم: هل نويبع خارج خريطة جمهورية مصر العربية؟ وإذا كانت الأنظمة طوال العقود الماضية تعتبرها جزءًا من مصر.. فلماذا تعمدت تجاهلها وإسقاطها تمامًا من حساباتها؟ ولماذا نعاني من عدم وجود مدارس أو وحدات صحية أو طرق أو مياه شرب أو أي مقومات أخرى من ضروريات الحياة؟
نفس التساؤلات تلاحقنا ولا نجد لها إجابات رغم مرور عام كامل ظن البعض أن شيئًا ما تغير وأن أيدي المسئولين قد تمتد لهذه البقعة الساحرة التي يقتلها التجاهل الحكومي.
وإذا كانت الحكومة تتعلل بالأحداث الإرهابية في بعض مناطق شمال سيناء فما الذي يمنعها من تقديم الخدمات لنويبع وطابا ودهب وغيرها وهي آمنة تمامًا ولا وجود لأي عناصر إرهابية فيها.. فالوضع الأمني هنا يشجع كل المؤسسات والوزارات على تنفيذ حزمة مشروعات خدمية وإنتاجية وسياحية إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك.
عندما أعود لزملائي في "فيتــو" بعد الإجازة ويسألونني عن نويبع سأخبرهم بأن أهلها يحملونني السلام ويسألون: متى تعترف بنا الدولة؟!