يسري راغب.. أول شهيد مصري في حرب فلسطين
دفعت مصر بالكثير من رجالها للدفاع عن الأمة العربية، وأهم القضايا التي ارتوت بدماء شهدائنا، قضية فلسطين الغالية.
الشهيد يسري راغب أول شهيد مصري في حرب فلسطين، تم إطلاق اسمه على أهم شارع في مدينة أسيوط، وذلك في شهر مارس عام 1956م بمعرفة عبد اللطيف البغدادي بناء على طلب المشير عبد الحكيم عامر القائد العام القوات المسلحة في ذلك الوقت.
مولده
ولد البطل يسري راغب فهمي في 17 ديسمبر 1930 بمدينة أسيوط، والده هو القائم قام راغب (بك) فهمي الذي كان ضابطًا بالجيش المصري وعمل في السودان لمدة 17 عامًا ثم أُبعد من الجيش المصري بالسودان عقب مقتل السردار الإنجليزي ضمن 23 ضابطًا رفض الإنجليز بقاءهم بالجيش لوطنيتهم، وعمل بعد ذلك بالبوليس ومدرسة البوليس والإدارة حتى طلب إحالته للمعاش.
حياته العسكرية
بعد تخرجه في مدرسة أسيوط الثانوية عام 1946 التحق يسري راغب بالكلية الحربية في نفس العام، وتخرج فيها ملازمًا عام 1948، وأُلحق بسلاح المشاة بالكتيبة الأولى بنادق مشاة، وكان محمد فائق صديقًا عزيزًا، كما كان زكريا محيي الدين أركان حرب الكتيبة، وكانت الكتيبة موزعة على منطقة بفلسطين تشمل تبة الكويري.
وكان هناك هدنة بين القوات المصرية وإسرائيل سبقتها معارك شديدة اشترك فيها الشهيد يسري، واستولى بقواته على بلدة المحجز ثم تسلمتها القوات السعودية، وقام الإسرائيليون بإعادة اقتحام البلدة فأعادها مرة أخرى للقوات السعودية، واستولى على أسلحة وذخائر من الإسرائيليين استعملها ضدهم.
وفاته
في يوم 15 أكتوبر 1948 اخترق الإسرائيليون الهدنة مستعملين الطائرات المقاتلة لأول مرة والهاون والمدفعية على موقعه الذي يتحكم في الطرق الموصلة بين الفالوجا وعراق سويدان وعراق المنشية، فقاوم بقواته المكونة من 19 فردًا فقط، واستمر يقاتل وأصيب ولم يسقط الموقع، وصلت القوات المصرية لتعزيز الموقف وبذلك أمكن استمرار الموقع بيد القوات المصرية، ونقل البطل إلى المجدل إلا أنه استشهد يوم 16 أكتوبر 1948، ضاربًا المثل الأعلى في البطولة والفداء.