رئيس التحرير
عصام كامل

روشتة «خبراء الأمن» للتخلص من حوادث الأكمنة.. «الشاهد» يقترح إلغاء «ثقافة الأكمنة» واستبدالها بعربات أمن مركزي.. «نور الدين» يرجح إخلاء 3 مناطق بسيناء من المدني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في تمام السادسة والنصف، مساء أمس السبت، تعرض كمين الصفا الأمني بجنوب العريش، لهجوم إرهابي بقذائف الهاون والآر بي جي، ووقعت اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، أسفرت عن استشهاد 13 من رجال الشرطة، وسط عجز من سيارات الإسعاف للوصول إلى مكان الحادث لتعرض السيارات إلى إطلاق النار الكثيف عليها.


حوادث الأكمنة
وشهدت الفترة القليلة الأخيرة، عددا من حوادث الأكمنة، والتي كان أقربها وقوع 3 إصابات جراء انفجار مدرعة كمين الميدان بالعريش في أول فبراير الماضي، وحادث كمين "العتلاوي" بوسط العريش في 21 يناير الماضي، وارتفاع عدد ضحاياه إلى 5 شهداء و10 مصابين.

ثقافة شرطية فاشلة
وعن طرق مواجهة العمليات الإرهابية التي تستهدف الأكمنة، قال مجدي الشاهد، الخبير الأمني، إن حوادث الأكمنة تعتبر عرضا مستمرا لم نسلم منه ولو مرة، واصفًا جهاز الشرطة بالصياد الذي وضع الإرهاب كهدف أمامه لصيده واجتثاث جذوره، إلا أنهم تمكنوا منه بشكل غادر.

وذكر الخبير الأمني، أن الجهاز الشرطي يسير على نهج تقليدي وقواعد مغلوطة، في إشارة إلى أن الكيان الشرطي يعتبر الأكمنة العمود الفقري لها، ولكنها ثقافة خاطئة يجب مراجعتها، خاصة أنها لا تتناسب مع ما تشهده البلاد من محاربة للإرهاب، موضحًا أنها تمثل دورًا فعالًا في ضبط المطلوبين في أحكام غيابية وغير مدركين لها.

وأضاف «الشاهد» أن الأشخاص المطلوبين فيعرفون جيدًا أماكن تمركز الجهات الشرطية والأكمنة، ولا يمرون عليها وينتقلون عبر دروب مختلفة يعلمونها جيدًا، فلا يمكن ضبط أشخاص على مساحة مفتوحة متماثلة الأطراف، قائلًا: «كأن جهاز الشرطة يقول للجماعات الإرهابية أنا أهوه، وعددنا قليل ونتمركز في أماكن ثابتة».

وطالب «الشاهد» بتفعيل نظام الشرطة الاجتماعية والتي تنظر للجانب الأمني من المنظور الاجتماعي، فضلًا عن الشرطة الاستشرافية التي تنظر إلى المجتمع من الناحية المستقبلية، كذلك تفعيل نظام الضربات الاستباقية، ولم يكن المقصود منها الاشتباك والسلاح، إنما التعامل مع الشخص قبل الاتهام لمجرد تمثيله صورة في القضية، وتفكيره في الجريمة.

روشتة
كما قدم الشاهد روشته لكيفية تفادي الهجوم على الأكمنة، فيقول: «يجب التخلص من الثقافة المغلوطة بجهاز الشرطة، والتي تعتبرتها الدولة ميراثًا لا يصح الاقتراب منه، ولكن لكل زمان ظروفه»، مركزًا على 4 نقاط لمواجهة أزمة الأكمنة، متابعًا: «للتخلص نهائيًا من هذه الحوادث لابد من إلغاء الأكمنة واستبدالها بعربات أمن مركزي تسير في الشوارع».

واستكمل: «لو تمركزت في أماكن معينة ينبغي أن تكون بأعداد كبيرة، فضلًا عن اتخاذ موقف جاد مع أهالي سيناء، فقد حان الوقت للمصارحة والمكاشفة والوقوف مع أهالي سيناء، والتخلص من نغمة الوطنية وعدم افتراض حسن النية، أما المحور الثالث مواجهة الإهارب، فهو أعنف من ذلك وبالقانون، وأخيرًا استقواء الشرطة بطريقة حاسمة في تنفيذ القانون، وخلق ثقافة أنها ذات قوة مهولة لتوصيل رسالة بأن من يواجهها سيحاكم محاكمة عادلة وبالقانون».

إخلاء المراكز
وفي نفس السياق، يقول محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إنه من المهم إخلاء الـ3 مراكز الأساسية والمتمثلة في الشيخ زويد والعريش ورفح والقري المجاورة لهم نهائيًا من المدنيين، وجعل مسارح العمليات مكشوفًا للتعرف على أماكن الذخيرة والمخدرات، واصطياد كل من يظهر في هذه المراكز، حتى نتمكن من مواجهة تلك الحوادث.

وأشار «نور الدين» إلى أن هناك جماعات طائفية في سيناء تقوم برصد للأكمنة يحددوا من خلالها أعداد أفراد الأمن وأسلحتهم، ويعودوا مرة أخرى لتفجير هذه الأكمنة، وسط صمت الأهالي دون أن يأخذوا أي إجراء بالإبلاغ عن منفذين للعملية، موضحًا أن ذلك يدل على أنهم أولاد هؤلاء الأهالي أو أنهم يدفعهون لهم أموالا.

وأضاف: «يمسكون الجهاز الشرطى من يده التي توجعه، وخوفه من الاقتراب من المدنيين، حتى أصبح أشبه بعامل السيرك الخائف من الهجوم لتفادي إيذاء المدنيين، لذلك لابد من إخلاء المنطقة فورًا من المدنيين، الأمر الذي أثبت نجاحه قبل ذلك».
الجريدة الرسمية