مصر وضغوط كيرى!
علينا أن ننتبه إلى أن واشنطن قررت أن تمارس ضغوطا علنية على الإدارة المصرية.. ولن يكون سلاحها هذه المرة كما فعلت من قبل تجميد المساعدات العسكرية فقط «ملاحظة المساعدات الاقتصادية مجمدة منذ عام ٢٠٠٩» وإنما سيكون أيضا التشهير السياسي خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، خاصة المنظمات الحقوقية منها التي تقدم لها التمويل.
صحيح أن بيان الخارجية الأمريكية وما قاله كيري مؤخرا بخصوص التحقيق مع بعض المنظمات الحقوقية جاء لحماية هذه المنظمات من أية مساءلة قانونية سواء فيما يتعلق بالتحايل على القانون المصري المنظم لتأسيس الجمعيات الأهلية أو فيما يتعلق بالحصول على تمويل من الخارج بدون علم الجهات المصرية المسئولة، وواشنطن تريد حماية كل من تموله أو يرتبط بها سواء كانوا أشخاصا أو أسسوا جميعات ومنظمات وحركات.. إلا أن كيري يوجه طلباته للقاهرة بعد طلبات شبيهة مماثلة قدمها البرلمان الأوروبي.. وهذا ليس من قبيل المصادفات.. فإن الأوروبيين لا يفعلون عادة شيئا إلا بالتنسيق مع واشنطن.
وفي ذات الوقت فإن صوت وكلاء الأمريكان في داخل مصر صار عاليا.. ولم يعد أصحابه بالمناسبات ليوجههوا انتقاداتهم للحكم المصري كما كان يحدث من قبل، وإنما هم يخوضون الآن تحركا هجوميا ممنهج ضده..
وهكذا.. كما يبدو فإن فترة السماح التي منحها الأمريكان للحكم في مصر قد انتهت وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة الضغوط المتزايدة.