رئيس التحرير
عصام كامل

النفايات الطبية تحاصر الكتل السكنية بأسيوط.. المحافظة تضم نحو 4 آلاف منشأة طبية تتعامل مع 13 محرقة.. إغلاق 30 مركزا مخالفا شهريا.. والجامعة تواجه التلوث بـ«مفرمة» صديقة للبيئة

فيتو

 سجلت محافظة أسيوط المركز الأول بين محافظات الصعيد في عدد المنشآت الطبية الخاصة والعامة، وسجلت كذلك المعدل الأعلى من حيث انتشار النفايات الطبية التي تشكل خطورة بالغة على صحة المواطنين، وخاصة في حال تسربها خارج المستشفيات وبين مخلفات الكتل السكنية؛ ما يجعلها أحد أهم مصادر انتشار الميكروبات والملوثات من خلال سُمِّية بعض الأدوية وإصابة المتعاملين بها بأورام سرطانية.

المنشآت الطبية 
تحتل محافظة أسيوط المركز الأول بين محافظات الصعيد والرابع على مستوى الجمهورية من حيث عدد المنشآت الطبية حيث يوجد بها أكثر من أربعة آلاف منشأة ما بين العام والخاص، منها 246 منشأة تابعة لوزارة الصحة تضم 11 مستشفى مركزيًّا وعامًا، و32 مركز صحة الأسرة، و11 مركزًا صحيًّا عامًا، و167 وحدة صحية وطب أسرة، وثلاثة مستوصفات، وثمانية مستشفيات تابعة لوزارة التعليم العالي بجامعة أسيوط، و47 مستشفى خاصًا، و1249 معمل تحاليل وأشعة خاصًا، و300 مركز طبي خاص، وأكثر من 2000 عيادة خاصة بجميع مراكز المحافظة، فضلًا عن مستشفيات النقابات والتأمين الصحي حسب تصريحات إدارة العلاج الحر بأسيوط.

البؤر الملوثة
ويشتكي الكثير من سكان محافظة أسيوط، وخاصة بالقرب من المستشفيات والعيادات الخاصة، من إلقاء المخلفات والنفايات الطبية وسط أكوام القمامة ما يعد كارثة في حق المواطنين.

وقال المهندس مايكل عزيز، مقيم بالقرب من مستشفى المبرة: «إن المستشفى تلقي يوميًا مخلفاتها بالقرب من شارع الجمهورية دون التخلص منها بالمحارق المخصصة لها، ما يجعل "النباشين" كل صباح يتعرضون للمخاطر عند فرزهم المخلفات، كما تنتشر بالمنطقة الحيوانات الضالة التي تنقل العدوى والأمراض، وكثيرًا ما نجد الصغار يتعاملون مع نفايات المستشفى دون أي رقابة، ويلحق الضرر أيضًا بعمال الحي من الذين يتعاملون بشكل مباشر مع النفايات ما يساعد في انتشار الأمراض الوبائية والخطيرة».

ويشاركه الرأي مصطفى عبد العليم، مدرس، حيث أكد أن النفايات الطبية تنتشر بشكل كبير بجانب المنشآت الخاصة من العيادات، وحتى إنه يرى دائمًا مستشفى الزراعين بأسيوط يلقي مخلفاته في الأكياس الحمراء والسوداء بالطريق العامة، رغم تأكيد الكثيرين على خطورة تلك الأفعال التي أضحت بؤرها تحاصر المباني السكنية، وخاصة الحقن والإبر والشاش والغيارات الملوثة بالدم وضمادات الجروح؛ ما يعد مخالفات جسيمة ترتكبها مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة التي من المؤكد أن تتسبب في كارثة بيئية مروعة.

طرق التخلص الآمنة
من جانبها أعلنت مديرية الصحة أسيوط برئاسة الدكتور أحمد أنور عن طريقة تخلصها من النفايات الطبية العادية والخطيرة من خلال المحارق المجهزة لها بعيدًا عن الكتل السكنية وذلك بتطبيق منظومة التخلص اﻵمن من المخلفات الطبية الخطرة، حيث يوجد بكل مستشفى غرفة لتخزين هذه المخلفات لمدة لا تزيد عن 48 ساعة لحين توصيلها للمحارق المخصصة لها للحد من مخاطر التلوث، مع إلزام المستشفيات بنقلها عبر سيارات خاصة إلى أحد محارق أسيوط التي تضم محرقتين إحداهما تم افتتاحها العام الماضي، وتقع بالكيلو 2 بطريق «أسيوط-القاهرة» الغربي، تستقبل نفايات مدن أسيوط ومنفلوط والإيمان وصدفا وديروط، وبها تسع محارق، ويُعد أول مجمع للمحارق الطبية خارج الكتلة السكنية في صعيد مصر.

وأضافت أن المحرقة الأخرى بها سبع محارق بمستشفى حميات الغنايم، وتبعد خمسة كيلومترات عن التجمع السكني، وتضم تلك المجمعات ماكينات فرم ومحارق آمنة للتخلص من تلك النفايات تخدم جميع المنشآت الطبية التي تواجه سيلًا جارفًا من النفايات الخطرة يصل إلى 11 طنًّا يوميًا، منها نحو سبعة أطنان من المستشفيات التابعة للصحة، وثلاثة أطنان من مستشفيات الجامعة والمنشآت الصحية الخاصة.

فصل النفايات الطبية
وقال الدكتور طارق الذهبي، مدير إدارة العلاج الحر بمحافظة أسيوط، إن النفايات الطبية تشكل خطورة بالغة في حالة تسربها خارج المستشفيات، وتجنبًا لإعادة تدويرها واستخدامها، وتوجد بكل مستشفى لجنة مسئولة عن فصل المخلفات العادية عن الخطرة داخل أكياس بلون مختلف مثلًا «المخلفات العادية داخل أكياس سوداء، وشديدة الخطورة داخل أكياس حمراء»، مشيرًا إلى أن الإدارة لديها خطة كاملة للتخلص من النفايات الطبية بشكل كامل وآمن تمامًا يشترك فيها الأطباء والتمريض والإداريون والعاملون. 

وأضاف الذهبي أن إدارة العلاج الحر تقوم بدوريات يومية على المنشآت الطبية لرصد أي مخالفات، وخاصة إلقاء النفايات في الأماكن غير المخصصة لها وتقوم على الفور بإصدار قراراتها ضد أي منشأة، مشيرًا إلى أن الإدارة تمر شهريًا على أكثر من 90 منشأة ما بين عيادات ومستشفيات ومراكز طبية وفي المتوسط تغلق 30 منشأة ولا تتراجع عن القرار إلا إذا أزيلت المخالفة مع التنبيه على رفع الغرامات المالية على العيادات والمستشفيات غير الملتزمة بتطبيق المعايير الصحية التي قد تصل إلى الإغلاق في حالة التكرار المستمر ونشر الوعي الصحي للتخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة وعدم الاقتراب منها. 

وشدد مدير الإدارة على المواطنين بسرعة إبلاغ الحي والجهات المختصة والشرطة فور رؤيتهم أي تجاوزات من المنشآت الطبية وخاصة عدم تطبيق إجراءات مكافحة العدوى وعدم فصل النفايات الطبية عن المخلفات العادية، وعليها تقوم الصحة والمحافظة بإبلاغ شئون البيئة التي تحرر محاضر وجنحًا وعقوبات صارمة، وخاصة إذا تم رصد أكياس حمراء تابعة للمنشأة لما لها من خطورة نظرًا للأعداد الهائلة من المرضى والمترددين على مختلف مستشفيات المحافظة.

أول مفرمة صديقة للبيئة 
وفي سياق متصل كان لجامعة أسيوط السبق في إنشاء أول وحدة فرم وتعقيم للنفايات الطبية الخطرة بالمستشفى صديقة للبيئة بمستشفيات أسيوط الجامعية حيث يقوم الجهاز بفرم ثم تعقيم النفايات الخطرة والتي تتضمن أكياس الدم، والآلات الحادة وتحويلها إلى منتج نظيف للبيئة.

وأكد الدكتور حسن صلاح نائب رئيس الجامعة لقطاع تنمية البيئة، أن المفرمة تحول النفايات إلى منتج نظيف صديق للبيئة من خلال جهاز ذي قدرة عالية يستطيع التعامل مع 50 كجم كل دورة.

فيما أكد محافظ أسيوط في أكثر من تصريح صحفي أنه لا تهاون بصحة المواطنين وأرواحهم مهما تطلب ذلك من إجراءات، وأنه سيحاسب كل مسئول كبيرًا كان أو صغيرًا في حال التقصير أو الإضرار بصحة المواطنين، وكلف مديرية الصحة بتكثيف اللجان الطبية للمرور على جميع المنشآت الطبية بالقرى والمراكز والنجوع واتخاذ كل الإجراءات للحفاظ على حياة المواطنين.

الجريدة الرسمية