أسرار هجوم أمريكا وأعوانها على الخارجية المصرية!
لهذا المقال سبب مهم.. فبعد أن انتهت حلقة الأمس من برنامج "حروب الجيل الرابع" على شبكة البرنامج العام بالإذاعة حتى انهالت الاتصالات والرسائل بين مطالب بإعادة الحلقة أو بأن يكون مقال الغد ( اليوم يعني ) عن الموضوع حتى يتم الاحتفاظ به والعودة إليه بعد جمع تفاصيل مهمة في مقال واحد..
الفكرة الأساسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بحالة من الهياج من المواقف المصرية المتتالية ولا تصدق أن هناك دولة تتحداها بهذا الشكل وبهذه الطريقة.. بالطبع يحاول إعلام الشر أن يقول العكس.. وأن يلمح إلى أنه لا شيء تغير في العلاقة بين مصر وأمريكا وأنها كما كانت قبل سنوات في زمن أغبر.. ما هو الدليل عند هؤلاء؟ لا شيء اللهم إلا السفسطة والفلسفة والفزلكة ومن هنا إليكم هذه الحقائق الفعلية التي حدثت بالفعل لا تفزلك فيها ولا إنشاء !
في الثالث والعشرين من يوليو 2014 ذكرى قيام الثورة المصرية الأم فوجئ العالم برجال الأمن المصري يفتشون وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل لقائه مع الرئيس السيسي، وأكد البعض أن التفتيش تم بتعليمات من الرئاسة المصرية لتكون أول الرسائل أن الحال لم يعد كما كان !
وفي السادس عشر من أكتوبر عام 2014 فوجئ رجال أمن مطار القاهرة بوصول أربعة دبلوماسيين أمريكيين على الرحلة رقم 852 القادمة من إثيوبيا في زيارة إلى القاهرة إلا أنهم ورغم جوازات سفرهم الدبلوماسية لا يحملون تأشيرات دخول إلى البلاد وبعد مراجعة مكتب وزارة الخارجية بمطار القاهرة صدر الأمر بترحيلهم إلى حيث جاءوا !
لم تمر سوى سبعة أشهر وفي الثاني من مايو 2015 وصلت إلى مطار القاهرة طائرة إثيوبية أخرى على متنها دبلوماسي أمريكي يحمل أيضًا جواز سفر دبلوماسيًا، ولكن لا يحمل تأشيرة دخول فصدرت التعليمات بإعادته إلى إثيوبيا مرة أخرى !
وفي الثلاثاء التاسع من يونيو من العام الماضي أيضًا فوجئ العالم بموقع قناة "روسيا اليوم" ينقل عن "رويترز" للأنباء أن السلطات المصرية استدعت السفير الأمريكي ستيفن بيكروفت وأبلغوه احتجاج مصر رسميًا على لقاء مسئولين أمريكان مع عناصر من الإخوان يزعمون أنهم أعضاء فيما يسمى برلمان الإخوان في تركيا وما تسرب عن الاستدعاء يقول إنه عومل معاملة لم يتوقعها !
ولم يمض إلا يومان حتى فوجئ العالم أيضًا بصحيفة "الديلي بيست" الأمريكية تقول إن مصر اعتقلت أحد ضباط الأمن بالسفارة الأمريكية بالقاهرة ووجهت له تهم القيام بعمليات إرهابية وأنه عضو بما يسمى "كتائب حلوان".. كان الرجل يدعى "أحمد علي" ويبلغ من العمر 42 عامًا ومتهمًا في 13 حادثًا إرهابيًا وكانت ضربة كبيرة للأمن المصري وخدشًا كبيرًا لكبرياء السفارة ومن فيها !
وقبل أن يختتم 2015 أيامه وفي الثامن من ديسمبر فوجئ أيضًا رجال مطار القاهرة بوصول رابان آندرو، مسئول الأمن بالسفارة الأمريكية بكوت ديفوار قادمًا على الخطوط الإماراتية بالرحلة 923 وبالاتصال بالسفير أحمد شطا، مسئول الخارجية بالمطار أمر بترحيله أيضًا لأنه كمن سبقوه لا يحمل تأشيرة دخول إلى القاهرة!
وباستثناء واقعتي استدعاء السفير واعتقال ضابط أمن السفارة الأمريكية يمكن القول إن كل الترحيلات التي تمت تخضع لمبدأ المعاملة بالمثل وقد صدر قبل سنوات بعد تدهور العلاقات مع أمريكا إلا أن ومع استدعاء السفير ورجل أمن السفارة فوجئنا بموقف سفيرنا المحترم عمرو رمضان مندوب مصر الدائم بمقر الأمم المتحدة بجنيف وتوبيخه المندوبة الأمريكية وقوله "إننا لا ننتظر نصائح ممن يخرقون كل قيم حقوق الإنسان وعليكم توفير النصائح لأنفسكم" وغيرها من العبارات القوية جدًا..
حتى جاءت واقعة وموقعة مجلس الأمن الأخيرة التي أصرت مصر فيها على رفض هيمنة الولايات المتحدة وطريقة عرضها أحد القرارات وإصرارها على التصويت العاجل وليس رفضها معاقبة القائمين بالانتهاك الجنسي -كما أشاعوا- في قوات الأمم المتحدة في الدول التي تذهب إليها بل أكد السفير عمرو عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية، أسباب أخرى ومعه السفير الشجاع المحترم عمر أبو العطا مندوبنا الدائم بنيويورك في حوار صحفي والذي قال إن الجمعية العامة وليس مجلس الأمن فهي صاحبة الاختصاص في ذلك..
كما أن إجراءات عديدة يجب أن تتم قبل أي عقاب جماعي للدولة التي ينتمي إليها المنتهك منها تقاعس دولته عن التحقيق معه وكذلك إبلاغ أمين عام الأمم المتحدة بالوقائع وغيرها من الإجراءات وأصر على موقفه رغم إدراكه أن كل الدول ستصوت للقرار الأمريكي ليسجل للتاريخ موقفًا شريفًا وشجاعًا وليكمل حالة الندية التي تدير مصر بها علاقاتها الخارجية !
لن نضيف كثيرًا عن الانسجام الكبير بين مصر وروسيا وهو ما يزيد من الغضب الأمريكي الهيستيري الآن وهو الذي تطلب تحريك عرائس الماريونيت في الداخل المصري لإدراكهم أن أي هجوم أمريكي على الخارجي المصرية بشكل مباشر سيكسب المسئولين المصريين تعاطفًا كبيرًا وستتزايد شعبيتهم جميعا من أسد الخارجية سامح شكري إلى أصغر دبلوماسي فكان ما كان من هجوم منظم على رجال الخارجية المصرية.. وهو ما يعني أن عليك أنت المصري الوطني الشريف أن تفخر برجال الدبلوماسية المصرية التي استردت عنفوانها وكبرياءها ويمثلها الآن من نثق بهم وفي قدرتهم على التعبير عن مصرنا الجديدة !