رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل جلسة بين «الشعراوي» و«شنودة»

الشيخ محمد الشعراوى
الشيخ محمد الشعراوى والبابا شنودة

كان للبابا شنودة علاقات وثيقة مع علماء الأمة الإسلامية، وكان على رأسهم شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى وكانت تجمعهما علاقات وطيدة من المحبة والخير والسلام، بالإضافة إلى العلاقة القوية التي ارتبط بها مع الداعية الإسلامى الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى والتي على أثرها تحول الشيخ من مهاجم للمسيحية «في خطبة الجمعة الأسبوعية بالتليفزيون» إلى صديق للبابا، عقب قيام شنودة بالاطمئنان على صحة الشعراوى، إبان فترة مرضه، وإرسال وفد كنسى من كبار الآباء والأساقفة والكهنة للشعراوى وهو على فراش المرض، وكان شنودة دائم الاتصال بالشعراوى وتبادل أطراف الحديث والأطروحات الدينية وقصائد الشعر التي بدع كلاهما في نظمها.


ويتذكر الجميع كلمة البابا الشهيرة عقب وفاة الشيخ الشعراوي في رثاء الداعية الكبير «بأن الأمة العربية فقدت صديقا غاليا وعالما كبيرا قلما يجود الزمان بمثله» مما دعا إحدى كبرى المجلات الأسبوعية إلى تخصيص صفحات للعلاقة الوطيدة بين البابا والشعراوى.

جدير بالذكر أنه منذ عدة سنوات جمع لقاء يين فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى عندما قام بزيارة قداسة البابا شنودة بمقره في دير الأنبا رويس بالعباسية وكان لقاء طيبًا وألقيت فيه الكلمات الرائعة ومن بين ما جاء في هذا اللقاء المصور على شرائط فيديو.

قال فضيلة الشيخ الشعراوى: أنا بعتبر من منح الله لى في محنتى. أنه جعلنى أجلس مع قداسة البابا شنودة. وردا على سؤال: ما هو أثر هذه الزيارة قال سترونها فيما بعد لأن الأثر لا يكون في ساعة الحدث» وردا على سؤال عن المحبة بين المسيحيين والمسلمين قال «لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اللى «كذا» ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ذلك لأن منهم قسيسيين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون» وأضاف قائلا «هناك مبادئ بيننا وبين المسيحيين وبين الأديان الأخرى فنسأل الله أن يجعلنا ننفذ ما جاء في كتابه الكريم» وردا على سؤال عن مسألة زيارة القدس وحديث البابا شنودة في هذا الموضوع قال «سيادة البابا تكلم كلاما لا يوجد بعده كلام ونحن مصريين على أن تكون القدس في يد المسلمين» ورد قداسة البابا «وأنا مصر على ما قلته وألا ندخل القدس إلا وهى في أيد عربية».

وردا على سؤال: ما قولك في تحليل فئة العلمانيين للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين أجاب فضيلة الشيخ الشعراوى «ما نعملش حاجة تعطيهم الحجة أننا مختلفون فيما بيننا». وردا على سؤال موجه لقداسة البابا وفضيلة الشيخ الشعراوى عن رأيهما في حوار مشترك بين قداستكم وفضيلة الشيخ الشعراوى قال فضيلته «إن كان الحوار ما بيننا فيما أتسع لنا فمرحبا به. وإن كان الحوار فيما يؤكد فروع نختلف فيها فما أغنانا عنه» ورد قداسة البابا «الحوار الذي يرحب به الكل هو الحوار الذي يأخذ شكل التعاون فـي قضايا مشتركة ويكون الحوار كيف نعمل سويا في هذه القضايا ويكون الحوار هدفه زيادة الروابط وزيادة المحبة».

وقال قداسة البابا «أنا أرى أن هذا اللقاء يفرح به كثيرون لأنه لقاء به مودة ومحبة. وكل لقاء هو مقدمة للقاءات أخرى. اللقاء هو أول خطوة في طريق يمكن أن يطول. وإذا التقى الناس بالأجساد فمن الممكن أن يلتقوا بالأفكار» ورد فضيلة الشيخ الشعراوى قائلا «أنا أقول أن التقوا بالأفكار فلابد أن يلتقوا بالأجساد كما حدث بيننا» وهنا علق قداسة البابا قائلا «هذا حسن ومعناه أننا التقينا قبل أن نلتقى وهذا شىء تشكر عليه».

وقبل نهاية اللقاء قام قداسة البابا بتقديم هدية إلى فضيلة الشيخ الشعراوى قال له: «أنا أعرف أن فضيلتك فيما تنشده من تفسير يهمك اللغة وأنت فقيه في اللغة فأسمح لى أن أقدم لك علبتين فيهما كتاب «لسان العرب» لأبن منظور الإفريقى مكون من عشرين جزءًا.

في غالبية زيارات قداسته لبلاد الغرب كانوا يقدمون لقداسته شهادات دكتوراة فخرية وشهادت تقدير. شهادات علمية وشهادات لاهوتية بعضها مقدم من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية. وأغلب الشهادات يقدمها الـ ROYAM أي عمدة البلد مع شهادة تقدير واعتبار يوم زيارة قداسة البابا لهذه المدينة هو يوم البابا شنودة الثالث في تاريخ المدينة.

كما قدم كثير من رؤساء المدن مفاتيح مدنهم إلى قداسة البابا وأصبح لدى قداسته أعداد ضخمة من الشهادات ومفاتيح المدن ويعلق قداسته على ذلك فيقول «ليس المهم ما يشهد به أهل العالم لنا من الناحية العلمية أو التقديرية. وإنما ما يهمنا هو شهادة يشهد بها الرب لنا في يوم الدينونة الرهيب».
الجريدة الرسمية