تطوير الموانئ قضية حياة أو موت!!
مقال الزميل عصام كامل، رئيس تحرير «فيتو»، المنشور تحت عنوان "وزير النقل انتبه الموانئ ترجع إلى الخلف" تناول فيه موضوعًا غاية في الأهمية، وهو ضعف أداء وعائد الموانئ المصرية.. والأستاذ عصام محق في كل ما ذكر فليس هناك أي مبرر للوضع الذي نحن فيه، حيث ارتضينا بالقليل والفتات من الموانئ وأصبحت مجرد تحصيل رسوم، وهذا ميراث عشرات السنين من الإهمال وعدم التطوير حتى وصلنا إلى هذه الحالة المخزية..
فعلى سبيل المثال ميناء جبل علي في دبي جاء هذا العام في المركز الأول الأسرع نموًا على مستوى العالم وعائده عشرة أضعاف جميع الموانئ المصرية ويعمل به حاليًا 5700 شركة دولية في كل الصناعات وإعادة التصدير والشحن والتفريغ والصيانة وتموين سفن وكذلك موانئ سنغافورة وكوريا..
هذا هو الوضع القائم والذي تناوله الزميل عصام كامل في مقاله، وأحب أطمئنه أن وزارة النقل المصرية حاليًا تعي حجم التدهور الذي وصل إليه حال الموانئ ولدى وزيرها د. سعد الجيوشي رؤية متكاملة لتطويرها وتحويلها إلى موانئ لوجستية تكون قاطرة للتنمية، ومضاعفة عائدها عشرات المرات عما هو قائم الآن، فهناك في الإمكان أفضل مما هو كائن والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال في سنغافورة وكوريا وهونج كونج.
الموانئ المصرية سوف تشهد تطبيقا عمليا لسياسية الشباك الواحد والتي أصبحت كلمة سيئة السمعة من كثرة تداولها قولا فقط دون تطبيقها، أيضًا هناك رؤية لوزير النقل لربط الموانئ البحرية بالنقل النهري والسككي لتنشيط نقل البضائع من أجل تخفيف الضغط على الطرق التي انهارت بسبب الحمولة الزيادة، وزير النقل يعلم جيدا أن الموانئ البحرية تستطيع أن تحقق لمصر دخلا يفوق السياحة وقناة السويس إذا أحسن استغلالها.. وهناك نماذج كثيرة لدول اقتصادها فقط قائم على الموانئ والخدمات التي تقدمها ومصر تحتاج إلى استراتيجية جديدة تعتمد على استغلال مواردها وأصولها المهملة فمشاكلنا الكثيرة لن تجدي معها الحلول التقليدية بل لابد من حلول إبداعية، وهذا ما يحاول وزير النقل تطبيقه حاليًا..
قد يواجه وزير النقل بعض الصعوبات والتحديات من مقاومي التغيير والتطوير، ولكن الجيوشي لا يعترف ولا يستسلم للفشل لأنها قضية حياة أو موت، ولن يسمح برجوع الموانئ المصرية إلى الخلف.
Egypt1967@yahoo.com