رئيس التحرير
عصام كامل

معركة هشام زعزوع الأخيرة !


هي الأخيرة لأنها معركة حياة أو موت.. وهي الأخيرة لأنها الخط الفاصل بين النجاح والفشل.. وهي الأخيرة لأنها خطوة قبل النهاية في ماراثون طويل لإعادة الحياة لشريان الاقتصاد المصري وهي السياحة.. أو إعلان انسداد الشريان نهائيًا والتعرض للسكتة الاقتصادية القاتلة!


ليس من مهامنا فقط انتقاد الوزراء أو المحافظين المخطئين، إنما أيضًا دعم من أوراق اعتماده إلى معسكر النجاح.. وهشام زعزوع هو الرجل الذي أعاد الحياة للسياحة المصرية قبل سنوات رغم الاضطراب الكبير في حكم الإخوان وقبله.. وهو الرجل الذي استقال تضامنًا مع ثورة الشارع المصري في 30 يونيو وانحيازًا لها.. وهو الرجل الذي تدهورت السياحة بعد رحيله عن تحمل مسئوليتها.. وهو الرجل الذي عاد ليتحمل مسئوليتها قبل أشهر لكنها كانت في العناية المركزة وتحتاج لمعجزة لتعود كما كانت !

وسط الأجواء التي نعرفها يعمل وزير السياحة.. وهي أجواء لم يتسبب فيها ولم يصنعها ولم تتسبب فيها أي سياسات له، حيث كان قد غادر موقعه وبينما هو ينتقل من عاصمة إلى أخرى يفتش عن الأمل ويسعى لصنع المستحيل بين أجواء متعصبة وعواصم غاضبة وشركات عالمية تتجاذبها عروض من الشرق والغرب وحكومات لها عند مصر ألف اشتراط واشتراط..

ومع ذلك استطاع أن ينجز خطوات مهمة منها تدشين صندوق دعم السياحة وذلك بهدف الاستثمار في الشركات السياحية بغرض تنميتها، وتدشين القرعة الإلكترونية للحج السياحي لموسم هذا العام، وكذلك رفع تحذيرات السفر إلى مصر من قبل عدد من الدول الأوروبية وجهوده لاستعادة السياحة الروسية بل الألمانية التي كان يزورها هذا الأسبوع، وأيضًا التعاون مع شركة "جوجل" لإطلاق خدمة "ستريت فيو"؛ وذلك للبحث عن الأماكن السياحية الدولية عبر الإنترنت وإطلاق مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، وكذلك إطلاق عروض "ديزني لايف" بالقاهرة وغيرها من الإنجازات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السياحة المصرية..

ورغم كوني غير متخصص في مجال السياحة ولا حتى الطيران فإنني ألمح كمواطن مصري جهدًا كبيرًا يحتاج تضامن الوزارات الأخرى مع الرجل مثل المالية والداخلية والخارجية بطبيعة الحال..

كان المشهد مزعجًا وندوة للسياحة بعاصمة أوروبية تنتهي بالفشل وينسحب بعض حضورها غاضبين مهاجمين الرجل ومنهم من قام بالتحريض عليه في مصر.. حيث نحتاج الآن إلى كل جهد وكل عمل وكل فكرة وكل خطوة وكل حبة عرق تعيد إلى الاقتصاد الوطني دولارًا واحدًا ضاع منه.. ادعموا زعزوع واتركوه يعمل حتى لو كان يعمل في ظروف استثنائية.. حيث إنه عندئذ يحتاج دعمًا استثنائيًا وعقولًا استثنائية أيضًا !
الجريدة الرسمية