إثيوبيا تتحدى دراسات فنية عن انهيار سد النهضة..أديس أبابا تطيح بتقرير المكاتب النرويجية وتصر على تخزين 74 مليار من المياه..معهد أمريكي «السرج نقطة ضعف سد النهضة».. وغرق «الخرطوم» أ
أيام قليلة ويتم توقيع العقد القانوني للمكاتب الاستشارية لسد النهضة لتبدأ الدراسات التي تستغرق ثمانية أشهر تظهر فيهم مدى الضرر الواقع على دولتي المصب «مصر والسودان»، هذا في الوقت الذي يحذر فيه عدد من الخبراء من إمكانية انهيار السد الذي بلغت نسبة تنفيذه 50% بسبب عيوب فنية.
تقرير اللجنة الثلاثية
ونشرت مجموعة حوض النيل تقرير اللجنة الثلاثية الدولي الصادر في 31 مايو 2013 عن سد النهضة، والتي وضعت فيه بعض الخطوات الواجب اتخاذها حتى لا ينهار السد مستقبلًا، فيما يؤكد عدد من الخبراء أن إثيوبيا عارضت هذا التقرير مما يجعل انهيار السد أمرًا ممكنًا وهو ما دفع مجموعة حوض النيل إلى بدء إعداد دراسة عن تداعيات انهيار سد النهضة.
وتقول الدراسة أن التصميم الإنشائي لسد النهضة الخراساني لا يتناسب مع طبقة الأرض الصخرية لموقع السد مما يعرضه للإنزلاق والانهيار، مضيفة إن هناك احتمالين لانهيار السد أولهما يتعلق بسد السرج الذي تقيمه إثيوبيا من أجل تخزين مياه سد النهضة.
سد السرج
ووفق دراسة اعدها معهد ماساتشوستش للتكنولجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، في ورقة بحث وضعها أكثر من 100 خبير مائي عالمي. فإن هناك مناطق ضعيفة ستكون بنية السد نظرًا لإن أساس السد من الصخور وهو ما قد يؤدي إلى زيادة تسريب المياه من خلال الأساسات، بالإضافة إلى إمكانية تشقق سطحه وزيادة التسريب، لافتًا إلى أن هناك مخاطر من سد السرج، خاصة أن بناءه لم يتم تقييمه أو تحليله بشكل كامل.
سعة السد
أما الاحتمال الثاني سيكون سببه سعة سد النهضة الكبيرة مع انشاءاته التي لا تتحمل ذلك، ويكشف الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق أن هناك تقرير اعدته عدة مكاتب استشارية نرويجية تعمل لحساب الحكومة الإثيوبية أشار إلى أن سعة سد النهضة الحالية ستؤثر عليه كما ستؤثر على مخطط إثيوبيا في بناء سدود أخرى.
ويضيف علام أن التقرير خلص إلى أن هناك بديلين فنيين لتجنب تداعيات السعة الضخمة لسد النهضة، أولهما تقليل ارتفاع سد النهضة من 145 متر إلى 120 متر فقط، والبديل الثاني هو الاحتفاظ بالسعة الكبيرة لسد النهضة مع ترحيل سد مندايا «أحد السدود التي تريد إثيوبيا بناءها» نحو 9 كيلو متر.
إنتاج الكهرباء
وتابع أن بعد دراسة اقتصادية قامت بها المجموعة النرويجية أكدت فيها أن تقليل ارتفاع سد النهضة هو الأفضل خاصة أن متوسط إنتاج الكهرباء السنوى لسد النهضة بسعته الكبيرة لن تزيد على 15000 جيجاوات، بينما في حالة تقليل سعة السد إلى النصف فإنه يستطيع توليد 12600 جيجاوات في السنة (85% من إنتاج السد بكامل سعته)، مع الاحتفاظ بسد مندايا، وكذلك سد ديديسّا، وهو أمر لم تفعله إثيوبيا حتى الآن.
انهيار السد العالي وخزان أسوان
أما عن تداعيات انهيار السد فوفق دراسة لمجموعة حوض النيل فإن انهيار سد النهضة سؤي إلى انهيار سدي الروصيرص وسنّار على النيل الأزرق في السودان وغرق مدينة الخرطوم بموجة فيضان عاتية، يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار، ثم تنطلق الموجة الفيضانية إلى شمال السودان لتُحطّم سد مروى، وقد تُسبب انهيار السد العالى وخزان أسوان، مما يُسبب فقدان أرواح ملايين من البشر وإحداث خسائر مادية بعيدة عن الحسبان.