رئيس التحرير
عصام كامل

قصة حصول مصر على «صفر» في مجلس الأمن.. تراشق كلامي بين مندوب مصر والسفيرة الأمريكية.. مقترح للولايات المتحدة لمعاقبة جنود حفظ السلام المتحرشين جنسيا.. ومعركة دبلوماسية بين القاهرة وواشنطن عل

فيتو

شهدت الأيام الماضية خلافًا حادًا داخل مجلس الأمن الدولي بين مصر وأمريكا، وصل حد تبادل التصريحات الكلامية بين سفيرة أمريكا سامنثا باور، ومندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا.


وترصد "فيتو" خلال التقرير التالي قصة الواقعة التي درات في الكواليس وانتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيال القرار الخاص المتعلق بمعاقبة قوات حفظ السلام المتورطون في اعتداءات جنسية، وانتهى بالصدور رسميا وحصلت مصر على "صفر" للتعديل المطروح.

1- بداية الأزمة

أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2272 الخاص بالتصدي لوقوع انتهاكات جنسية من قبل أفراد في بعثات حفظ السلام، بتأييد أربعة عشر عضوًا، فيما امتنعت مصر عن التصويت لتحفظها على إحدى فقرات القرار. 

وعبر القرار الدولي عن القلق البالغ إزاء الادعاءات الخطيرة والمستمرة بارتكاب أعمال استغلال وانتهاك جنسيين من قبل أفراد في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات غير تابعة للمنظمة، مشيرة إلى أن ذلك يقوض ولايات حفظ السلام ومصداقية بعثاتها.

وأيد الأعضاء قرار الأمين العام للمجلس، القاضي بإعادة وحدة عسكرية أو وحدة شرطة معينة من وحدات حفظ السلام إلى بلادها عندما يكون هناك دليل موثوق على ممارسة تلك الوحدة للاستغلال والانتهاك الجنسيين على نطاق واسع أو بشكل منهجي.

2- تعديل القرار

ومن جانبه، قدم مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا، قبل التصويت اقتراحًا بتعديل الفقرة الثانية من القرار والمتعلقة بشروط إعادة القوات في حالات الادعاءات بارتكاب أعمال الاستغلال والانتهاك الجنسيين.

ولكنه قوبل بالرفض من قبل الدول الأعضاء، وردت السفيرة الأمريكية "سامنثا باور" أن الاقتراح يقوض القرار، فامتنعت مصر عن التصويت.

وكانت أربع دول هي روسيا والصين وفنزويلا وأنجولا دعمت أولا طلب التعديل المصري قبل أن تؤيد المشروع الأمريكي في نهاية الأمر. 

3- أسباب الرفض

قال السفير المصري، عمر عبد اللطيف أبو العطا، إن القرار قد يكون له أثر خطر على معنويات القوات وتلطيخ سمعة بلدان تمد الأمم المتحدة بجنود لقوات حفظ السلام.

وأضاف: "لقد اختار وفد بلادي عدم التصويت ضد قرار المجلس بشأن الاستغلال والابتزاز الجنسي؛ نظرا لاقتناعنا بأهمية العديد من الفقرات الواردة به والتي تتناول سبل التصدي للحالات المتكررة لحالات الاستغلال والابتزاز الجنسي في عمليات حفظ السلام".

4- الرد الأمريكي

ردت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنثا باور على الرفض المصري قائلة إن التعديل المصري كان سيُسيء إلى الهدف من القرار، وهو التصدي لسرطان الانتهاكات والاستغلال الجنسي الذي يقع ضحيته أناس منحوا ثقتهم لراية الأمم المتحدة.

وأوضحت أنهم عندما يرون أحد جنود قوات حفظ السلام، فإنهم يعتقدون أنه سيحميهم، ولكنهم يهربون منه، لأنهم سيتعرضون لانتهاك جنسي، وهذا ما يجب أن نواجهه".

وأضافت: "نأتي إلى هنا كل يوم، ونتأسف وندين الاعتداء وندين غياب المساءلة، ومن ثم نذهب إلى الجمعية العامة ويحاول البعض منا تخفيف الأحكام في محاولة لتعزيز النظام، ما الأمر؟".


حرب على تويتر

وكتب المتحدث باسم الخارجية الرسمي على حسابه الرسمي على "تويتر"، موضحًا كلامه لسامنثا باور: "حزين لفرض قرار على مجلس الأمن من أجل الدعاية والطموح الشخصي".

وسخرت باور من الاعتراض المصري، قائلة: "اتهمت الولايات المتحدة بأنها لديها دوافع خفية في الضغط من أجل قرار مجلس الأمن، لدينا دوافع خفية وهي إنهاء الاعتداء الجنسي من قبل قوات حفظ السلام".

5- ردود عالمية

وعلق موقع بازفيد الأمريكي على الموضع قائلًا: إن مجلس الأمن شهد مسلسل درامي خلال التصويت على التصدي لوقوع انتهاكات جنسية من قبل أفراد في بعثات حفظ السلام.

وتمنت لمصر حظا آفضل في المؤتمرات القادمة للحصول على استجابة من قبل الأعضاء.

الجريدة الرسمية