رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف سالمان.. الوزير السوبر


أدهشنا السيد أشرف سالمان -وزير الاستثمار- بجولته الافتتاحية التي استطاع من خلالها أن يطل على الجماهير العريضة، وهو يزف إليها البشرى العظيمة والخبر اليقين، خاصة أن سيادته بدا في الصور مبتسمًا من داخل كشك سجائر بالمعادي؛ حيث المشروع العظيم الذي تشارك فيه عدة وزارات، من بينها بالطبع وزارة التنمية المحلية.


ابتسامة الوزير تنم عن ثقة في المشروع العظيم -على وزن سور الصين العظيم- الذي يتبناه سيادته لتطوير أكشاك السجائر على مستوى الجمهورية بدءًا من القاهرة الكبرى وحتى الوصول جنوبًا إلى أسوان، وشمالا إلى السلوم.. وحتى لا يتصور البعض أن المشروع –ولا مؤاخذة- مجرد كشك سجائر، فإن فخامة الوزير قال إن التطوير يستهدف تطوير هذه القناة التجارية المهمة والمهملة من خلال ركن ثقافي يطرح مبادرات اجتماعية.. أي والله.. ومبادرات أخرى ربما غير اجتماعية.

وحسب مشروع وزارة الاستثمار والوزارات الأخرى المشاركة بالمجهود أو التخطيط أو الدعم أو المباركة أو "الزق"، فإنها ستنقل بلادنا من خانة «البلمونت» إلى «السوبر»، وليس بعيدًا أن تتحول البلاد بقدرة قادر إلى «مارلبورو» أحمر أو أبيض، أضف إلى ذلك، فإن المنتج المحلي من الكليوباترا والسوبر والأنواع الأخرى الشعبية، قد يصل إلى آفاق مستقبلية تتوافق مع الاستراتيجيات الموضوعة من قبل الدولة، وذلك وفق الإطار الباذنجاني عميق التأثير في محيطه الاقتصادى والسياسي و… شد نفسين وانفخ الثالث.

ولكي يصبح المشروع مقنعًا ومبهرًا ومؤثرًا في العامة؛ فإن سيادة الوزير ربط بينه وبين عام الشباب وربط بين المشروع وما يتبناه سيادة الرئيس.. خلاصة القول إن السيد وزير الاستثمار يتبنى مشروعًا قوميًا لإحياء أكشاك السجائر، وقد يصبح هذا المشروع هو عماد الاقتصاد المصري وبداية انطلاقته، ولن يكلف الدولة مليمًا واحدًا حسب تصريحات سيادته، كما أنه لن يكلف أصحاب الأكشاك.

ومفاجأة المشروع أن تكلفته ستكون على نفقة شركات الدعاية والإعلانات، أي ببساطة كدة سبوبة من سبابيب الصداع الإعلاني الذي غلفه سيادة وزير الاستثمار بغلاف الشباب والرئيس والمشروعات القومية.. باختصار سنكون بصدد تلوث إعلانى يزحف إلى كل شيء محيط بنا، دون رغبة منا.. الأمر ليس مجرد شكل جديد لأكشاك السجائر وإنما سقوط أخلاقي لمحاصرة الناس لصالح الإعلان الذي لا ينقصه إلا الوصول إلى غرف نومنا في فوضى مذهلة وتحرش إعلاني ضد كل القيم.

والمثير أن متابعي الوزير داخل غرف مجلس الوزراء المغلقة يصفونه بأنه جريء وشجاع.. ولأن الجماهير تتابع أخبار مشروع السجائر في الصفحات الأولى؛ فإنه سيكون من الجرأة أن يعلن سيادة الوزير في المرة القادمة عن النوع الذي يفضله، وإن كان البعض قد سرب إلينا خبرًا أن سيادته وزير بلمونت قديم!!
الجريدة الرسمية