السيسي والترميم العاجل لكتلة 30 يونيو !
انتهى موضوع المستشار الزند ونقف الآن على مشارف مرحلة جديدة ومعها بل قبلها نسأل:
هل يتخلى السيسي عمن وقفوا -مثله- بشجاعة ضد العصابة التي حاولت في غفلة من الزمن ومن الناس سرقة مصر؟ هل يمكن أن يكون سببًا في شماتة الإخوان فيهم واحدًا بعد الآخر؟ هل يمكن أن يستجيب كل مرة لضغوط مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي؟ هل هذا جزاء من تصدى وببطولة لإرهاب الإخوان؟ هل هذه هي الطريقة التي كان يستحق أن يخرج بها المستشار أحمد الزند من موقعه ؟ لماذا لم تنتظروا ليخرج الزند بشكل كريم ولائق مع التعديل الوزاري؟ أو حتى لماذا لم تقدموا التعديل الوزاري ليتم خلال يومين أو ثلاثة وبما يحفظ للرجل صورته؟ هذه الأسئلة وغيرها هي خلاصة ما يدور في أذهان أنصار السيسي وحدهم القلقين على مستقبل البلاد والخائفين المتخوفين على وحدة الكتلة العريضة التي تدعم السيسي وتسانده وتقف إلى جواره وهي لم تزل ورغم أي أقاويل وبشهادة كل استطلاعات الرأي لكل مراكز البحث في مصر كبيرة كبيرة..
الإجابة العاجلة من السيسي على الأسئلة السابقة بالطريقة التي يراها هي الخطوة الأولى لعملية ترميم واسعة يجب أن تتم.. كتلة 30 يونيو تتفكك منذ وقت مبكر بعد أن تصارعت قوى ومجموعات لتكون هي ووجهات نظرها الأقرب للرئيس.. ولم تكن حلقات الهجوم من فريد الديب على "صدى البلد" على تيار بعينه بعيدة عن ذلك.. وقد حذرنا منه في حينه وكان تعبيرنا وقتها عن "تآكل كتلة 30 يونيو" وقد أدى ذلك بالضرورة إلى دخول الفريق الآخر إلى المعركة بالرد على الديب وموكله وما يمثله ويدافع عنه.. ومن وقتها بدأت خلخلة الكتلة الكبيرة القوية المتماسكة وبقيت عمليات الخلخلة إلى اليوم لا يحفظ توازنها إلا الرئيس السيسي نفسه والمعارك والاختبارات الصعبة التي تتعرض لها البلاد، وبما يتطلب التجمع كل حين حول قضية وطنية تؤجل الخلافات البينية التي لم يكن لها- أصلا- أي معنى ولا أي لزوم اللهم إلا إن كانت هناك لأصحابها مصالح لا نعرفها !
الآن.. يحتاج الرئيس وفورًا إلى عمل كبير وعاجل يرمم هذه الكتلة.. لا نمتلك اقتراحات محددة والانتظار -مثلا-لاحتفالات تحرير سيناء في أبريل ومعها افتتاحات لمشروعات مهمة سيكون طويلا وبعيدا.. فهل يمكن أن يكون لك عبر لقاءات مع فئات مختلفة وممثلين لكل التيارات والأحزاب والتجمعات والنقابات والهيئات التي تتشكل منها كتلة 30 يونيو؟ ربما.. لكن هل هناك اقتراحات أخرى ؟
قد يتوصل الرئيس ومن حوله للصيغة المناسبة لكن يبقى إحساس أغلب أنصار السيسي حتى من يوافقوه على قرار إقالة الزند بأن الإخوان انتصروا بأعلامهم الإلكتروني المنظم والموحد، والذي يسوق قطاعات واسعة من الناس لا تنتمي إليه دون شعورهم وفقا لنظرية القطيع -السلوك الجماعي الواحد أو التأثير النفسي المباشر من المحيطين على شبكات التواصل- ولم يكن ذلك الانتصار الأول لهم بل يبدو تفوقهم في الانتشار حتى بالبذاءة على التعليقات على كل الصحف والمواقع والمنتديات الإلكترونية، في حين تبدو أدوات وأسلحة الرئيس السيسي غائبة..
فلا إعلام قوي يخوض المعارك معه بما فيها معارك التنمية ومواجهة الفساد ولا لجان إلكترونية موازية ولا حزب يمثل الرئيس ولا مجموعات نشطة من المتحدثين غير الرسميين ولا حتى وجوه مقبولة جماهيريًا -في عدد منهم-تتولى تبني وجهات نظر الرئيس، بل ربما العكس هو الحاصل وبما يلقي أعباءً ثقيلة على السيسي نفسه ويفرض عليه تحديات إضافية لا يستحقها وهو في غنى عنها.. لكن يفرض كل ذلك على أنصار الرئيس مزيدًا من دعمه والاحتشاد حوله وليس العكس وإلى حين أن ينجز الرئيس بنفسه مهمة الترميم العاجلة المطلوبة !