رئيس التحرير
عصام كامل

الرافضون لإقالة أحمد الزند.. نادي قضاة مصر يطالبون ببقائه لاستكمال التطوير.. وأحمد موسى «الحكومة أخطأت».. خالد الجندي: السوشيال ميديا تجرنا إلى ثقافة عنف.. وياسر برهامي«زلة لسان»

المستشار أحمد الزند
المستشار أحمد الزند وزير العدل


منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها مجلس الوزراء قراره بإقالة المستشار أحمد الزند وزير العدل، إثر تصريحاته المسيئة للرسول وظهر الكثيرون الذي يدافعون عن وزير العدل المقال مؤكدين أن تصريحه أنه سيحبس النبي إن خالف القانون ما هي إلا زلة لسان فقط.


نادي قضاة مصر
وكان من أوائل الرافضين لإقالة الزند مجلس إدارة نادي قضاة مصر والعديد من أندية القضاة بالأقاليم، الذين أعلنوا تمسكهم ببقاء المستشار أحمد الزند في منصبه وزيرا للعدل؛ ليستكمل مسيرة تطوير منظومة القضاء التي قام بها منذ توليه مهام منصبه وحتى الآن وبدأت بالفعل تؤتي ثمارها.

جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدوه، مساء أمس، قرار مجلس الوزراء بإقالة المستشار أحمد الزند، فيما أوضح مجلس إدارة نادي قضاة مصر أن اللفظ العفوي الذي صدر عن المستشار الزند في حوار تليفزيوني كان قد أجراه مؤخرا، اعتذر عنه في حينه، كما أوضح في مداخلات للعديد من الفضائيات في اليوم التالي أنه لا يمكن له من قريب أو من بعيد أن يصدر عنه لفظ قصدا يمثل مساسا بأي من الأنبياء أو الرسل، خاصة أنه من خريجي الأزهر الشريف ومن حفظة القرآن الكريم ويتمسك بالقيم الدينية.

أحمد موسى
وكان أبرز المدافعين عن المستشار أحمد الزند هو الإعلامي أحمد موسى الذي هاجم الحكومة قائًلا«الزند لم يخطئ في حق الرسول»، مشيرًا إلى أن هذا التصرف خطأ كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء شريف إسماعيل.

وأضاف «موسى»، خلال برنامجه «على مسئوليتي»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»: منظمات حقوق الإنسان مدفوعة الأجر حاولت التخلص من الزند لأنه كشف العديد من القضايا، وتعاونت مع الإخوان وشائعتهم لتشويه مقولة الزند بحساب النبي.

وتابع مقدم برنامج «على مسئوليتي»: على رجال القضاء الوقوف بجانب «الزند»، لأنه بطل قومي.

خالد الجندي
أما الداعية خالد الجندي فعلق على قرار الإقالة إن القرآن يقول ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، لافتًا إلى أن هذا الأمر متروك لله أمام البشر لا يؤاخذون أي فرد.

وتابع الداعية الإسلام في مداخلة هاتفية ببرنامج "على مسئوليتي" تقديم الإعلامي أحمد موسى أن الله يعلم الجميع كيف يسامحون بعضهم والنبي كان يسامح أصحابه على زلات اللسان، مستطردأ أن السوشيال ميديا تجر المجتمع إلى ثقافة عنف وتقضي على ثقافة التسامح والتماس العذر.

انتصار للإخوان
واعتبر الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم أن إقالة المستشار أحمد الزند انتصارًا لجماعة الإخوان وإهانة له.

وكتب «شاهين»، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مساء اليوم الأحد: «أقولها بصدق.. إقالة المستشار الزند انتصار للإخوان وليس للإسلام».

ياسر برهامي
وكانت المفاجأة في دعم ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية لوزير العدل المقال بعد أن أفتى ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن تصريحات المستشار أحمد الزند وزير العدل، وقول: «هحبس كل مخطئ ولو كان نبي»، لا يعد استهزاء بالنبي.

وقال برهامي: «لا يجوز بلا شك، وهو خلاف ما أمر الله به مِن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كون هذا سبًّا أو استهزاءً أو سخرية بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس بظاهر السياق الذي تـَكلم به، وقد سمعتُ المقطع الذي قال فيه ذلك، ولا يَظهر منه قصد الاستهزاء أو السب كما يقوله البعض، ويحملونه على أنه داخل في الآية الكريمة: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة:65)، وفي كلام أهل العلم في ردة الساب والمستهزئ».

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، في تصريحات صحفية: «ولا نزاع في أن الساب أو المستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم مرتدٌ، وإنما النزاع في قبول توبته ظاهرًا، ونحب أن نبيِّن أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم قبول توبته ظاهرًا مع قبولها باطنًا، وتحتـُّم القتل، ليس إجماعًا مِن أهل العلم، بل هو ترجيح شيخ الإسلام، لكن نقول: الكلام هنا على أن ما صدر منه: هل هو سب أو لا؟ وهل هو استهزاء أم لا؟ فالحكم الشرعي لا خلاف فيه، إنما الخلاف في التطبيق على الواقع بالنظر إلى نص العبارة وسياقها، والذي يظهر جدًّا، خصوصًا مع استغفاره».

وتابع: «ومِن سياق كلامه أنه ليس سبًّا ولا استهزاءً، وصيغة لو لا يلزم منها التحقيق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) (متفق عليه)، فهل هذا سب لفاطمة رضي الله عنها أو استهزاء بها أم تأكيد على أن الحدود والعقوبات الشرعية تقام على كل أحد مهما كان قدره».

واستطرد برهامي: «ولو كان مَن تكلم به مِن أصلح الناس، فالسياق مهم للغاية في ذلك، ومع كون السياق كان لا يصح ولا يجوز استعمال هذه العبارة المذكورة فيه، إلا أنه ليس سياق استهزاء وسب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز التكفير بمثل هذا، وأتعجب مِن الجرأة العجيبة مِن الكثيرين، وليسوا مِن أهل العلم والفتوى، على التكفير دون تثبُّت ومعرفة للاحتمالات ونظر في السياق، وخاصة مع تصريح الرجل بنفي قصد الاستهزاء أو السب تصريحًا لفظيًّا وكتابيًّا، ولا يعني ذلك الدفاع عن كل تصريحاته أو أفعاله، فهذا شأن والتكفير شأن، وكل يؤاخذ بما يقول ويفعل، لكن أمر التكفير عظيم، ولا بد مِن الاحتياط فيه، هدى الله الجميع إلى سواء السبيل.
الجريدة الرسمية