رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة أمريكية تكشف الحرب الخاسرة لأمريكا ضد «داعش» على «تويتر».. تشديد الرقابة لا يكفي لمواجهة الانتشار السريع.. واشنطن تفشل في استغلال نقاط ضعف التنظيم.. ووهم «جنة الخلافة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 سلطت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية الضوء على تفوق تنظيم «داعش» الإرهابي على تقنيِّي الولايات المتحدة في استخدامها لموقع «تويتر»، وقدرته على التمكن من الترويج لنفسه، ومتابعة عملياته من خلاله.

 فرق مراجعة
 في فبراير 2016، قرر «تويتر» زيادة حجم فِرق مراجعة المحتوى وتوظيف برامج جديدة للمساعدة في تحديد أنصار «داعش» قبل خرقهم شروط الخدمة عن طريق نشر مواد دعائية لهم.

وعلى الرغم من المحاولات المستمرة، فإن الحد من قدرات «داعش» على استغلال الساحة الافتراضية باء بالفشل، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية بالمطالبة بإجراءات مماثلة لمواجهة وجود «داعش» المكثف على وسائل الإعلام الاجتماعية.

أداء ضعيف
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه على الرغم من أهمية التصدي لنمو «داعش» الإلكتروني، فإن ذلك ليس كافيًا لمعالجة أداء الحكومة الأمريكية الضعيف في ساحة المعركة، مشيرة إلى إقرار وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا بشعورها بالإحباط من مستوى الجهود الحالية لمكافحة النشاطات المتطرفة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.

الزوايا الأربعة
وأوضحت المجلة أن تحليلًا لخمسة وستين تغريدة على «تويتر»، كشف أربعة موضوعات عامة تمثل الزوايا الأربعة لرؤية «داعش» لنفسه وللصراع الأوسع في سوريا.

وتتضح النقطة الأولى في وصف لقوة داعش عبر الحديث عن النصر والأسلحة المتقدمة التي صُنعت في الخلافة لحصد الغنائم، أما النقطة الثانية فتكون عبر إظهار الأراضي التي تسيطر عليها الدولة كمكان مزدهر، وثالثًا إظهار ورع جنود الخلافة، كما يصفونهم، وأخيرًا وصف ما يقوم به التنظيم على أنه معركة ضد أعداء الله.

نقاط الضعف 
ووفق الصحيفة، فإن الولايات المتحدة فشلت في استخدام «تويتر» بشكل فعال لاستغلال نقاط الضعف حول ادعاءات القوة العسكرية وازدهار دولة الخلافة، وهو ما ينبغي أن يكون جزءًا حاسمًا من محاولة أوسع للحد من مزاعم التنظيم محليًا وعالميًا.

وأوضحت أن واشنطن أهدرت فرصة مواتية لاستغلال نقاط الضعف في دعاية «داعش» على وسائل الإعلام الاجتماعي وإظهار الخسائر الهائلة التي لحقت بدولتهم المزعومة.

وأكدت أن تحليل الأحداث على أرض الواقع قد أثبت أن «داعش» فقدت الكثير من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، ولكنها في المقابل تنشر تقارير عن المعارك المظفرة ضد النظام والقوى الكردية، بما في ذلك صور واضحة لمقاتلي التنظيم وهم يطلقون نيران المدفعية الثقيلة والصواريخ والمدافع الرشاشة، فضلًا عن صور مروعة وأوصاف لقتلى العدو.

جنة الخلافة
وسلطت إنترست الضوء على وهم جنة أرض الخلافة الذي يروج له عناصر التنظيط الإرهابي عبر تصوير الأراضي الخاضعة لهم في صورة مزدهرة من خلال صور للطبيعة والشوارع المنظمة، والأسواق المزدحمة، أو الخدمات الاجتماعية التي يقدمها التنظيم.

وأكد أن الحقيقة هي أن «داعش» لم تعد قادرة على تقديم الخدمات إلى مواطنيها كما كانت في السابق، مشددًا على أن أمريكا كانت تملك فرصة لتسليط الضوء واستغلال الثغرات الكبيرة بين الدعاية والواقع. 

وخلص التقرير إلى ضرورة مشاركة أمريكا بفعالية في حرب وسائل التواصل الاجتماعي حتى تنجح حملتها على «داعش»، كما ينبغي لها استغلال نقاط الضعف الأساسية فيما تروجه «داعش» من خلال التقارير العربية المصورة التي تعتمد على الشفافية.

الجريدة الرسمية