رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار علاقة الشاعر الفلسطيني «محمود درويش» بـ«ياسر عرفات».. زعيم حركة «فتح» يستعين بـ«درويش» لكتابة خطاب إعلان الدولة الفلسطينية.. اقتحام مقر جريدة «شئون&#

محمود درويش ياسر
محمود درويش ياسر عرفات

«في كل منا ذكرى شخصية وقبلة وعنق، العرفاتية أمر لا تقوم إلا على صاحبها لأنها موهبة خاصة، وعرفات سيبقى يحتل جزءًا حميميا من تاريخ فلسطين في كل واحد منا، تأخرت في الحزن قليلًا لإني كنت أدرك أن سيد النجاة سيعود لكن الزمن الجديد لن يهتم بشاعرية الأسطورة»، بتلك الكلمات وقف الشاعر الكبير محمود درويش ينعي زعيم حركة فتح التاريخي ياسر عرفات، في مشهد اهتز له العالم أجمع في عام 2004.


الكلمة والسيف
سنوات قليلة عاشها «درويش» بعد أن ودع ياسر عرفات ليكون رحيله بمثابة مصيبة للفلسطينين الذين كان يجدوا في عرفات السيف، وفي درويش الكلمة.
وفي ذكرى ميلاد محمود درويش المولود في مثل هذا اليوم عام 1941، ترصد «فيتو» علاقة الشاعر الفلسطيني بزعيم حركة فتح.

الأب والابن
قال فواز طرابلسي أستاذ جامعي لبناني وأحد أصدقاء درويش: إن علاقة الشاعر محمود درويش بياسر عرفات كانت علاقة استثنائية، فهي عبارة عن علاقة أبوة مثلها الأب ياسر عرفات والابن المتشيطن محمود درويش.

وأضاف «طرابلسي» في تصريحات صحفية عن درويش، أنه كان لا ينصاع دائمًا إلى مواقف ياسر عرفات ووقعت بينهما الكثير من المشادات لكنها تنتهي في النهاية إلى علاقة حب بين الإثنين.

أول صدام
في عام 1979، كان أول صدام بين محمود درويش الذي كان يعمل في مجلة شئون الفلسطينية الصادرة عن مركز الدراسات الفلسطينية وبين ياسر عرفات حين أمر الأخير قوة من حرسه الرئاسي أن يقتحم المركز الذي يعمل به درويش بسبب مقالة لإلياس خوري، وهو ما أغضب درويش حتى إنه استقال بعد ذلك، ويرجح كثيرون أن تلك الاستقالة كانت بسبب ضغوط على الشاعر الفلسطيني أن لا يهاجم زعيم حركة فتح.

منظمة فتح
عاش درويش طوال حياته منغمسًا في الحياة السياسية بحكم طفولته التي رأى فيها النكبة، وانضمامه بعد ذلك إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وهو الأمر الذي دفع ياسر عرفات إلى الزج باسم محمود درويش ليكون أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لحركة فتح.

ويرى أصدقاء درويش أن انتخاب محمود درويش عضوًا في منظمة التحرير كان ضد قوانين المنظمة التي تشترط حضور درويش، وهو ما لم يحدث، فانتخب الشاعر الفلسطيني غيابيًا، ويرى فواز طرابلسي أن ياسر عرفات كان يريد ضم محمود درويش فهو شاعر بقيمة وطن.

إعلان الدولة الفلسطينية

في عام 1987، تم إعلان الدولة الفلسطينية من الجزائر في خطاب اعترفت به منظمة فتح بمبدأ التعايش مع إسرائيل وإقامة دولتين، وكان كاتب خطاب إعلان الدولة الفلسطينية هو محمود درويش أو ابن عرفات المدلل كما لقبه البعض.

اتفاقية أوسلو
كانت اتفاقية أوسلو بمثابة الصدام بين محمود درويش وياسر عرفات، بعد أن وصفها الشاعر الفلسطيني بأنها لا تفي الحد الأدنى من مطالب الفلسطينين، ومثلت كما وصفها مقربين «خيبة أمل له»، وعلى إثرها رفض درويش أن يتولى منصب وزير الثقافة، واكتفى بأن يقيم في رام الله حتى توفي عرفات، فعاد درويش إلى الواجهة يتحدث عن زعيم حركة فتح كونه أحد أسماء فلسطين الجديدة.
الجريدة الرسمية