«الإندبندنت»: الحكومة المصرية تخفي قسرًا 1840 شخصًا في 12 شهرًا
سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في تقرير لها الضوء على ادعاء جماعات حقوق الإنسان في مصر بأنه منذ مارس 2015 أصبح الاختفاء القسري سياسة أمنية غير رسمية للحكومة.
وقال كاتبا التقرير "روبرت ترافورد" و"ميس رمضاني" إن "الخوف ينمو في نفوس المصريين من حكومتهم، في الوقت الذي تزعم فيه جماعة تُعنى بحقوق الإنسان أن 1840 شخصًا "اختفوا" العام الماضي في عمليات خطف عقابية نفذتها الدولة".
ونقلت الصحيفة عن نور خليل، ناشط ومحام يبلغ من العمر 22 عامًا قوله: "كنت نائمًا عندما أتوا، استيقظت على أحدهم يسحبني من سريري ويصوب مسدسًا إلى رأسي، وتم تكبيلي وعصمت عيناي، ووضعوني في حبس إنفرادي لأربعة أيام".
ووفقًا للصحيفة، فإن قوات الأمن حطمت باب منزل الأسرة في الغربية شمالي القاهرة، واعتقلوا في تلك الليلة بشهر مايو العام الماضي خليل وشقيقه إسلام ووالده السيد.
وقال خليل، إن المسئولين الأمنيين حققوا في أدق تفصيل في حياته، وأصدقائه، وعلاقاته، وكل شيء، مضيفًا كل ذلك من دون مذكرة تفتيش أو محام، لم اتمتع بأي حق.
وأبرزت الصحيفة، تمرير البرلمان الأوروبي أمس الخميس قرارًا ضد مصر بسبب "الحملة الواسعة النطاق من الاعتقالات القسرية"، على حد تعبيرها، والتي بحسب التقديرات تفيد بأن 22 ألف شخص في السجن قبل المحاكمة".
وادعت أيضًا الجماعات الحقوقية في مصر، إنه منذ تولي اللواء مجدي عبدالغفار منصب وزير الداخلية في مارس 2015، أصبح الاختفاء القسري سياسة أمنية غير رسمية للحكومة ردًا على الاضطراب الاقتصادي وتمرد العناصر الإرهابية شمال سيناء.
وذكرت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" إنها سجلت 1840 حالة من حالات الاختفاء القسري في 2015.
وأشارت الصحيفة إلى إطلاق سراح نور ووالده بعد أربعة أيام من اختطافه مع عدم وجود أي أدلة تربطه بأي جريمة، فيما نُقل شقيقه "إسلام" إلى المقر الرئيسي للأمن الوطني في ميدان لاظوغلي.
ونقلت الصحيفة رسالة "إسلام" المهربة من السجن: "منذ لحظة دخولي هذا المكان ولم أشهد سوى انتهاك آدميتي"، في إشارة إلى التعرض للصعق بالكهرباء والضرب والبقاء لساعات في أوضاع مجهدة.
وزعمت "الإندبندنت"، أن المسؤولين يحصلون على الاعترافات من خلال التعذيب، وهو الأمر الذي تنفيه السلطات.
وتطرقت الصحيفة إلى وصول مناخ القمع، على حد وصفها، إلى الجامعات، لافتة إلى طلب رجل زعم أنه مسئول جامعي مقابلة الطالب "إسلام عطيتو" في مايو 2015 بعد أدائه امتحان، وفيما بعد شوهد عطيتو وهو يركض في مطاردة مع رجلين داخل الجامعة قبل دفعه داخل سيارة.
ولفتت الصحيفة إلى بيان لوزارة الداخلية، الذي أعلن أن عطيتو كان إرهابيًا وتُوفي أثناء تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة.