رئيس التحرير
عصام كامل

الكيد السياسي بين «أوباما ونتنياهو» يعكر صفو العلاقات «الأمريكية - الإسرائيلية».. غضب في البيت الأبيض بعد إلغاء «بنيامين» زيارته إلى واشنطن دون إبلاغها.. أوباما: إهانة وق

باراك أوباما و بنيامين
باراك أوباما و بنيامين نتنياهو

بلغت الخلافات بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو ذروتها في الأيام الأخيرة، على خلفية إلغاء نتنياهو زيارته إلى واشنطن دون إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اعتبرت بمثابة إهانة شديدة لـ"أوباما".


إهانة وقحة
وعلقت صحيفة "معاريف" العبرية، قائلة إن ما قام به نتنياهو بمثابة إهانة وقحة لأوباما على الملأ، مضيفة أن هذا الأسبوع يعد دراميًا يمكنه أن يتحول إلى عاصفة قريبًا، موضحًا أن ما فعله نتنياهو مع أوباما وشركائه الجمهوريين حطم الرقم القياسي في الخداع والإبداع السياسي.

و«نتنياهو» كان من المقرر أن يصل قريبًا إلى واشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي لمجموعة الضغط الأمريكية لصالح إسرائيل، أيباك، لكنه ألغى الزيارة من جانب واحد، ما أثار غضبًا كبيرًا في البيت الأبيض، الذين علموا بالقرار من وسائل الإعلام.
من جانبه، تحدث الرئيس الأمريكي، في مقابلة مع الصحفي جفري جولدبيرج، قائلًا إنه خلال اللقاء الذي أجراه مع نتنياهو، في الغرفة البيضاوية قبل عدة سنوات، وقعت مواجهة شديدة مع نتنياهو وذلك عندما أجري رئيس الوزراء الإسرائيلي "محاضرة" حول المخاطر التي تواجه إسرائيل.

نتنياهو يتحدث بتعالٍ 
وأكد «جولدبير» أن أوباما شعر بأن نتنياهو تحدث إليه بشكل متعال، وأنه حاول تحييد النقاش من موضوع عملية السلام إلى قضايا أخرى، وروى أوباما كيف قاطع المحاضرة التي قدمها نتنياهو وهاجمه بشدة.

وقال أوباما لنتنياهو: "بيبي، عليك أن تفهم شيئا، أنا ابن لأم أفرو - أمريكية وهي سيدة أحادية الوالدين، وأنا أعيش هنا في البيت الأبيض، نجحت في الانتخابات للبيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، هل تعتقد أنني لا أعرف عما تتحدث عنه، ولكني أفهم جيدًا".
ويعتمد التقرير الذي أعده جولدبيرج على مقابلة من 6 ساعات مع الرئيس الأمريكي ومع مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، والتي أجراها معهم خلال الأشهر الأربعة الماضية، وتنشر في عدد شهر أبريل المقبل من مجلة أتلانتيك.
ويحاول التقرير أن يلخص نظرية العلاقات الخارجية للرئيس الأمريكي منذ أن دخل إلى البيت الأبيض عام 2009.

الدفاع عن إسرائيل
ويتطرق التقرير أيضا لسياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، السعودية، ليبيا، إيران وإسرائيل، وقال أوباما أيضا إنه ملتزم بالدفاع عن إسرائيل وأنه: "سيكون هناك فشل أخلاقي إذا لم أقم أنا كرئيس للولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل".

وفي المقابل، كشف ليون بانيتا الذي شغل منصب وزير الدفاع في ولاية أوباما الأولى، أن أوباما أجرى مداولات حول مسألة ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تستمر في سياسة الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط. وقال بانيتا إن السياسة الأمريكية أتاحت لإسرائيل الحصول على منظومات أسلحة أمريكية متطورة أكثر بكثير من تلك التي زودت فيها الولايات المتحدة الدول العربية. إلى ذلك، لم يلحق أوباما أي ضرر بالمساعدات العسكرية لإسرائيل، وفي هذه الأيام يقترح أيضا زيادة حجم المساعدات المقدمة لإسرائيل.

إسرائيل سبب المشكلات
وشرح أوباما ما توقع أن يحصل عليه خلال الخطاب الذي ألقاه في القاهرة عام 2009، وأضاف: "ادعائي كان – تعالوا نتظاهر أن إسرائيل هي السبب لكل مشكلات الشرق الأوسط"، وأضاف: "نحن نريد أن نساعد في التوصل إلى دولة فلسطينية، ولكني تمنيت أن يثير خطابي النقاش في الشرق الأوسط وأن يؤدي إلى توجيه العرب إلى معالجة مشكلاتهم الحقيقية - المشكلات المتعلقة بالسلطة وحقيقة أن جزءا من التيارات الإسلامية لم تمر بإصلاحات تساعدها على إعادة ملائمة الشريعة الإسلامية للعصر الحديث".

وروى جولدبيرج أنه سأل أوباما في نهاية يناير ما إذا كان ينوي فعلا ضرب المواقع النووية الإيرانية في حال حاول النظام الإيراني الحصول على سلاح نووي، وقال: "عمليا كنت سأهاجم، إذا كنت سأرى أن الإيرانيين حققوا اختراقا باتجاه الحصول على قنبلة نووية"، إلى ذلك أضاف أوباما أن النقاش بينه وبين نتنياهو تركز في مسألة ما هي الخطوة التي سينظر إليها كمحاولة إيرانية للحصول على سلاح نووي، "كان بالإمكان التصديق أنني كنت سأهاجم إيران وذلك لأن حصول إيران على قنبلة نووية هو موضوع يصطدم مع المصالح الأمريكية".

حرمان من الفيتو
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه ردًا على خطوة رئيس نتنياهو، بإلغاء زيارته إلى واشنطن من دون إبلاغ البيت الأبيض، فإن الرئيس الأمريكي يعتزم اتخاذ عقوبات ضد الاحتلال تتمثل في حرمان إسرائيل من "الفيتو"، وطرح مبادرة سلام جديدة وربما قرارات دولية.

وأوضحت الصحيفة نقلًا عن "وول استريت جورنال"، أن أوباما قد يضغط على نتنياهو لوقف بناء المستوطنات، ومطالبة إسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين.
وأضافت الصحيفة العبرية أن البيت الأبيض يعتزم استئناف مفاوضات الصراع "الإسرائيلي-الفلسطيني"، قبل أن تنتهي فترة ولاية الرئيس أوباما التي تقل عن عام.

مبادرة السلام
ووفقا لمسؤولين في البيت الأبيض، فإن الغرض من المحادثات الداخلية في واشنطن هو الدفع بالمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل تعزيز مبادرة السلام، التي لم يطرأ عليها أي تقدم خلال ولايتي أوباما في الرئاسة.

وكان من المقرر أن يصل نتنياهو قريبًا إلى واشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي لمجموعة الضغط الأمريكية لصالح إسرائيل، أيباك، لكنه ألغى الزيارة من جانب واحد ما أثار غضبًا كبيرًا في البيت الأبيض، الذين علموا بالقرار من وسائل الإعلام.
الجريدة الرسمية