رئيس التحرير
عصام كامل

النجار.. أسطوانة مشروخة !


يلوم البعض الرد على مثل هذه الترهات التي يطلقها بين الحين والآخر مصطفى النجار، طبيب الأسنان والناشط السياسي والبرلماني السابق، وأحد رموز كتيبة اقتحام مقر أمن الدولة والعبث به بحثًا عن ملفات تدينه وآخرين مثله، وواحد من هؤلاء الذين اعترفوا أنهم سافروا وتلقوا تدريبًا على كيفية هدم مؤسسات الدولة وتخريبها وحرقها بدعوى التغيير السلمي للنظام.


النجار لم يعد عنده جديد يقوله غير ما قاله ويردده بانتظام تطبيقا لأحد الدروس التي تعلمها في الخارج والتي تكرس المفاهيم المغلوطة والمعلومات غير الدقيقة، والشائعات المغرضة لتفتيت الدولة..

النجار يجيد لعبة الاختزال وهو درس آخر تلقوه وتعلموه أثناء التجهيز لعملية تغيير النظام في 2011، فيرى –النجار– أن الشباب هو فقط شباب الثورة الذي يصر على استمرارها في الشوارع والميادين، وباقي شباب الوطن لا قيمة لهم ولا دور، ويختزل النجار قضية الحريات في بعض الأسماء التي خلف القضبان بحكم القانون وأدلة اتهام !

النجار يقول: ( مصر تنتظر صباحًا مختلفًا يعلو فيه صوت العلم والموضوعية لا الأماني والخيالات)؛ ولأن النجار يعيش في أماني وخيالات هدم الدولة الذي كان يسعى إليه مع زمرته، فهو لا يرى كيف يخطو الوطن بخطوات ثابتة إلى الأمام وإن كانت صعبة وشاقة لكنها تحدث، ولا يرى كيف تعيد الدولة بناء نفسها من جديد، وكيف تحول حالها إلى حال آخر.. الذين يعيشون أوهام الثورة مستمرة لا يعملون ولا يقدمون شيئًا غير الكلام والتنظير !

النجار يقول: (مصر تنتظر صباحًا تشرق فيه ابتسامة (آية حجازي) التي كتبت لنا من خلف قضبان السجن قائلة: لا تتركونا هنا في السجون وتنسونا ولا تجعلونا نفقد الأمل في العدل والإنسانية، مصر تنتظر طفل التيشيرت (محمود محمد) الذي مر على حبسه عامان بسبب تيشيرت وطن بلا تعذيب).. النجار ينتظر من صباح مصر كلها أن يرى ابتسامة آية وطفل التيشيرت، ولا ينتظر صباحا مصريا ليس فيه قتل بدم بارد، وليس فيه حرق وتخريب.. هكذا تمت برمجة النجار فلا يستطيع النطق بغير ذلك، ورغم كل ما يقول لا يرى في مصر حرية !

النجار يقول: (مصر تنتظر أن يظهر مصطفى ماصوني لتعرف هل هو حي أم فارق الحياة ليهدأ قلب أمه المنفطر عليه) ولا يهتم بلوعة أمهات الضباط والجنود من الجيش والشرطة وأمهات الأبرياء حتى يعود أبناؤهم سالمين بعد تأدية واجب الوطن، ولا يخفق قلبه عندما يصل جثمان شهيد منهم إلى حضن أمه وقد غادرها من ساعات قليلة ملبيًا نداء الواجب وقد يكون وحيدها وسندها في الحياة، وقد يكون عائل أسرة وأملها في الحياة، وقد يكون أبًا لطفل أو طفلة لم تتبين ملامح وجه أبيها بعد !

النجار يقول: (ها نحن بعد أن مرت الشهور والأعوام هل صار حالنا أفضل؟ هل اطمأنت قلوبنا على بلادنا؟ هل نجحت دعايات التطبيل والأكاذيب والخرافة في محو الأسى والخوف من قلوب المصريين؟)..

بالقطع يا مصطفى صار حالنا أفضل فلا حرائق ولا تدمير ولا تظاهرات، واطمأنت قلوبنا فصرنا نمشي في الشوارع والطرقات وصرنا ننام في بيوتنا آمنين، واستطعت أنت أيضًا أن تكمل مشروعك الذي لا نعرف من أين أتيت بأمواله وتكاليفه، أما دعايات التطبيل والخرافة فهذه بضاعتكم التي تبيعونها لضعاف النفوس وأظنها كسدت.. ربما لا تحب أن ترى المصريين هكذا وربما أصابك اليأس من وقوفهم خلف دولتهم، وربما يصيبك الذعر من كشفهم لك ولأمثالك من دعاة الإحباط واليأس !

الصباح سيأتي بما يريده المصريون، وسيحمل لهم الكثير من الخير لأنهم يؤمنون بما فعلوا؛ ولأنهم مصرون على كشف أعدائهم.
الجريدة الرسمية