رئيس التحرير
عصام كامل

صالح جودت يكتب: عودة إلى الوراء

فيتو

 في مجلة «المصور» عام 1958 كتب صالح جودت مقالًا قال فيه: إن دار الأوبرا المصرية ليست ملهاة، وليست مجرد مبنى، وليست مجرد مسرح تقف عليه أي فرقة بغير هدف.


 إن لهذه الدار رسالة هي رسالة المسرح الثقافي الرفيع قبل كل شيء، وقد وقف على خشبة الأوبرا في تاريخها الحافل أعظم الفرق العالمية، وكان مديرو الأوبرا الراحلون حريصين على هذه الرسالة إلى حد أنها منعت أشهر راقصة في التاريخ «آنا بافلوفا» وكذلك «جوزفين بيكر» نجمة الموزيك هول لأن للأوبرا حرمتها وقداستها ورسالتها التي هي أرفع من هاتين الراقصتين.

 لكن انحدرت الأوبرا وأهملت رسالتها واقتصرت على الباليه، وقد دُعيت مؤخرًا لمشاهدة رواية قدمتها فرقة المسرح الحر على مسرح دار الأوبرا اسمها «مراتي بنت جن» بطولة مجموعة من الشباب من خريجي المعهد العالي للتمثيل.

 ذهبت لمشاهدتها ومعي الشاعر أحمد رامي، وتحدثنا في الطريق إلى الأوبرا عن العنوان المبتذل للمسرحية، وكيف يوضع على واجهة الأوبرا.

 شهدنا فصلين فقط من المسرحية، وخرجنا لنلتقي بالأستاذ محمد فتحي في ردهات الأوبرا المصرية، وأكدنا له أننا عدنا بالمسرح المصري أربعين عامًا إلى الوراء، إلى أيام مسارح روض الفرج.

 وأقول لهؤلاء: ما لهذا علمناكم، وما لهذا أنشأنا معهدًا عاليًا للتمثيل، إنكم لم تضيفوا شيئًا إلى فن روض الفرج، أرجوكم أولًا احترموا قداسة ووقار الأوبرا.
الجريدة الرسمية