المصرية للحقوق والحريات تكشف «كواليس استعدادات سجن بورسعيد قبل زيارة وفد القومي لحقوق الإنسان».. نقل المساجين إلى جمصة وبرج العرب لإخفاء زحام الزنازين.. إنشاء ملاعب كرة قدم في 24 ساعة..وسجين
«وفد سيذهب يسأل السجناء كيف أحوالكم فيجيبوا نحمد الله ويبتسم مدير السجن الذي يقسم طيلة الوقت أن سجنه 5 نجوم، نعلم أنهم يكذبون وهم يعلمون أنهم يكذبون ونجيب محفوظ كتب قبل ذلك أنهم كاذبون وأحمد زكي جسد المشهد بعبقرية والجميع يصر على تكرار المشهد».
المشهد تكرر أثناء زيارة وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء الماضي، إلى سجن بورسعيد برئاسة جورج إسحاق لفحص عدد من الشكاوى.
التنسيقية المصرية للحقوق والحريات تكشف ما حدث قبل زيارة الوفد في مشهد يعيد إلى الأذهان مشهد فيلم «البريء» حين اطمأن رئيس وفد حقوق الإنسان على «رز» المعتقل الذي مورست فيه انتهاكات لحقوق المساجين.
الرسالة
كشفت الرسالة أنه تم إخطار إدارة سجن بورسعيد بهذه الزيارة منذ أكثر من شهر، وتبعها عدة إجراءات أولها ترحيل ما يزيد عن 130 مسجون سياسي إلى سجون جمصة وبرج العرب لتخفيف كثافة الزنازين من 8 أفراد إلى 5 أفراد، فضلًا عن طلاء السجن كله من الداخل والخارج ووضع أواني الورد والزرع بدلا من القمامة التي كانت تملأ السجن.
ملاعب كرة القدم
وأكد السجناء في رسالتهم أن إدارة السجن أنشأت ملاعب لكرة القدم والكرة الطائرة وتنس الطاولة، التي لم يرها ولم يلمسها أي مسجون طوال مدة سجنه،كما نظمت معرضا لمنتجات بعض المسجونين من الرسومات على الأطباق والخرز والخشب، ووعدت أيضا بحل مشكلات السجناء عقب الزيارة، وضغطوا على بعضهم بمعاقبتهم بالتأديب والسجن الانفرادي والتغريب في سجون أخرى في حال التحدث عن مشكلاتهم أمام الوفد.
شهادة سجين
ويروي أحد السجناء خلال الرسالة التي نشرتها التنسيقية المصرية تاريخ سجن بورسعيد، أن الحقيقة هي أن مساحة الزنزانة 2.5متر ليس بها دورة مياه ويقومون بقضاء حاجتهم في أكياس، يتم حبسهم داخل الزنازين 23 ساعة يوميا وتُفتح ساعة واحدة فقط يوميا للاستحمام وغسيل الأطباق وقضاء الحاجة وملء المياه اللازمة للإعاشة 23 ساعة يوميا مما نتج عنه إصابة معظمنا بضمور وتيبس في العضلات لقلة الحركة وعدم الخروج للتريض بالإضافة لأمراض العظام والأمراض الجلدية.
وقال السجناء وفقًا للرسالة أن الزيارات المقررة لهم 15 دقيقة أسبوعيا في ممر ضيق للغاية يستوعب 8 مساجين فقط، ولكن الواقع أن إدارة السجن يحشر 30 مسجونا به، وعندما يعود المسجون من جلسات المحاكمة يجبر على دخول دورات المياه لقضاء حاجته عاريا أمام المخبرين حتى يتم التأكد من عدم بلعه لشيء أثناء المحاكمة.
