رئيس التحرير
عصام كامل

عزة الحناوي ورشوة موظفة الداخلية !


عشرات النشطاء ينشرون بكثافة وبحماس بالغ خلال الساعات الماضية فيديو لا تزيد مدته على ربع دقيقة تقريبا تم تسجيله خلسة لموظفة مدنية بمرور حدائق الأهرام تقول لأحد المواطنين "ما صبحتش عليا"، ثم منحته ورقة رسمية يريدها وذهب لاستخراجها.. الفيديو هكذا لا أكثر ولا أقل ولم نر فيه أموالا تمنح ولا أموالا لا تمنح ورغم أن المعنى أقرب إلى طلب الرشوة فعلا طبقا للغة الشارع إلا أنه يمكن أن يتم تأويله تأويلات أخرى، وخصوصا أن الأمر يتطلب إثباتا ماديا لطلب الرشوة، فضلا عن قانونية التسجيل ومشروعيته لكن الفيديو في كل الأحوال مفيد لردع الكثيرين!


النشطاء ممن ينشرونه في أكثريتهم يريدون التدليل على فساد دولة "السيسي" بوجود الرشوة في الجهاز الإداري الحكومي، ورغم الإدراك التام أن الرشوة تكاد تكون فعلا مستقرا في العديد من الأجهزة الحكومية منذ أربعة عقود كاملة تحولت فيها من استثناء إلى أصل ورغم أن قضايا محاربة الفساد عديدة، ولكن لا ينشرها أحد وآخرها كبير مهندسي بنك الإسكان والتعمير وسقوط رئيس لجنة التظلمات بإسكان محافظة الجيزه بتهمة الرشوة وبالصوت والصورة إلى مدير فندق شهير للتلاعب باختام مزورة ولا لـ1083 موظفا - حتة واحدة - أحالهم محافظ البحيرة للتحقيق، منهم عدد كبير للنيابة مباشرة ومثله محافظا كفر الشيخ ودمياط إلى مدير مصنع الأغذية الشهير في الإسكندرية والقبض عليه وهو المصنع الذي لم يكن يجرؤ أحد في الماضي على مجرد التفتيش على منتجاته أو حتى التلميح بذلك إلى ثلاث قضايا تموين ضد مسئولين كبار تلاعبوا بقوت الناس في نجع حمادي والإسماعيلية وأسيوط وما سبقها من القبض على أحد عشر من كبار رجال الأعمال لم يكن يتخيل أحد الاقتراب من أحدهم وبتهمة الاستيلاء على أراضي الدولة وغيرها وغيرها من قضايا الأموال العامة ولا يلتفت إليها أحد ولا يهتم بها أحد إلا أن ما يعنينا في هذه السطور أن وزارة الداخلية أحالت أمس وفورا الموظفة المذكورة صاحبة الفيديو إلى التحقيق العاجل!

أغلب هؤلاء النشطاء هم أنفسهم ممن لا يرون فيما فعلت عزة الحناوي مذيعة قناة القاهرة لا إخلالا بواجبها ولا خروجا عن التعليمات الخاصة بدور المذيع أو المذيعة في قنوات ومحطات ماسبيرو، ولا خروجا عن الأدب واللياقة في التعامل مع ضيف محترم ومعتبر تم طرده على الهواء ولا استغلالا لمساحة تلفزيونية في غير محلها ولا كأنهم رأوا شيئا ولا كأنهم هم أنفسهم من تربصوا بموظفة المرور لخروجها - ظنا حتى اللحظة - عن الأمانة الوظيفية، ولا كأنهم هم أنفسهم الذين يطالبون ليل نهار بالعقاب الفوري لكل خارج عن اللوائح والنظم والتعليمات ولا كأنهم كانوا هم أنفسهم كانوا سيصمتون إن قام مذيع ما بطرد معارض للسيسي من أي برنامج حتى لو في قناة خاصة.. بل وفعلوها مرارا وقلبوا الدنيا بالفعل على تجاوزات في قنوات خاصة لا شأن للدولة بها بل وتعاني أجهزة الدولة من أدائها (أوضحنا في مقال الأمس حق الحناوي في التعبير عن رأيها بوسائل أخرى كالمقال الصحفي أو المؤتمر الشعبي أو الصحفي أو الظهور كضيفة في أي قناة أو على صفحاتها الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى أثناء إدارة حلقاتها دون إخلال بآراء الآخرين)!

الآن.. أي صنف من البشر هؤلاء؟ وأي ازدواجية مريضة يعيشون فيها؟ وأي عقد نفسية تملكتهم وسيطرت عليهم؟ وأي بجاحة باتت توجههم وتوجه آراءهم؟ وأي وقاحة تقودهم وتقود نشاطهم؟ وأي تردد هذا في ماسبيرو الذي يجعل التعامل مع عزة الحناوي يختلف عن حسم الداخلية مع موظفتها؟ رغم أن الجرم على شاشة القاهرة ثابت وباليقين ولا يقبل أي تأويل ولا يحتاج إلى أي تحقيق؟!

أماكن كثيره تحتاج إلى التطهير الفوري والحاسم.. افعلوها يرحمكم الله.

الجريدة الرسمية