رئيس التحرير
عصام كامل

184عامًا على إصدار «الوقائع المصرية»


ظهر العدد الأول من جريدة «الوقائع المصرية» في 3 ديسمبر 1828 وهي أول صحيفة رسمية محلية تمثل مدرسة لأدباء الشرق عامة، ولمفكري مصر خاصة، وقد ظهرت فكرة الجريدة في الصحافة المصرية بفضل الحملة الفرنسية، حيث أصدرت صحيفة «بريد مصر» باللغة الفرنسية في 29 أغسطس 1798 ، وكانت تضم أخبار الجيش الفرنسي، والأحداث اليومية.

بعد جلاء الحملة الفرنسية وفي عهد محمد على أنشئت مطبعة بولاق كأول مطبعة للحكومة المصرية، التفت محمد على إلى الصحف الغربية، وأعجب بها فأنشأ أول جريدة مصرية، واعتبرها جريدة الحكومة الرسمية باسم «الوقائع المصرية»، وكانت الصحيفة توزع في الجيش مقابل رسوم بسيطة، أما بالنسبة لرجال الدولة، ورعاياها فكانت توزع مجانًا، إلا أنها فرضت على الموظفين، واستقطع ثمنها من رواتبهم.

لم تقتصر الوقائع المصرية على نشر الحوادث الرسمية في أول عهدها، بل احتوت على موضوعات شتى، منها: موضوعات محلية، وأخرى مترجمة، حيث إنه صدر العدد الأول منها الافتتاحية باللغتين العربية والتركية، وعين أول مدير لتحرير القسم التركي سامي أفندي، أما القسم العربي فكان شهاب الدين محمد إسماعيل.

واتخذت الصحيفة المكونة من أربع صفحات شعار لها شجرة القطن، وفي العدد الثامن تغير إلى رمز الهرم وخلفه شعاع الشمس.

تولى رفاعة الطهطاوي رئاسة تحرير «الوقائع المصرية» عام 1842 ، وجعل اللغة العربية هي الأساس بالجريدة، واللغة التركية هي الترجمة لموضوعاتها، وتنوعت موضوعاتها، واختلفت موادها المنشورة.

وفي عهد الخديو إسماعيل ارتفع ثمن الجريدة من 100 قرش إلى 120 قرشًا في السنة، وتقاضى مدير التحرير 3000 قرش، والمحرر 1500 قرش شهريًا.

في عام 1880 تولى الشيخ محمد عبده رئاسة «الوقائع المصرية»، وأصبحت تصدر يوميًا عدا يوم الجمعة، وبلغت الصحيفة عهدها الذهبي في عهد الإمام محمد عبده الذي كان حريصًا على أن تصدر باللغة العربية، وفي عهده عرفت الصحيفة نظام الإعلان الذي قدر بقرشين للسطر الواحد، رغم أن ثمن النسخة قرش واحد.

أصبحت «الوقائع المصرية» مدرسة لها أساتذتها، وتلاميذها، فتتلمذ على يد محمد عبده سعد زغلول الذي أصبح كاتبًا سياسيًا فيما بعد، أيضا إبراهيم الهلباوي الذي أصبح أول نقيب للمحامين وغيرهم.

في عام 1911 اتخذت الجريدة علم مصر وبداخله تاج الملك شعارًا لها، وكتب تحتها جريدة رسمية للحكومة المصرية، وعين أحمد صادق بك مديرًا للمطبعة الأميرية، ومشرفًا على «الوقائع المصرية» عام 1917 ، وأصبحت الجريدة تابعة لمراقبة مطبوعات الحكومة بوزارة المالية.

وفي 17 يناير 1924 أصبح المسيو إميل فورصيه مديرًا للجريدة، وذلك في عهد الملك فؤاد، وفيه نشرت مضابط البرلمان في الوقائع على هيئة ملاحق مرفقة بالجريدة، وفي عهده أصدرت الجريدة اعدادًا غير اعتيادية باللون الأخضر داخلها برواز بنقوش فنية تحمل أمرًا ملكيًا بميلاد الأمير أحمد فؤاد.

وحين قامت ثورة يوليو 1952 لم تتضمن أي شيء يخص قيام الثورة حتى 16 يناير 1954 اتخذت الجريدة شعار لها جمهورية مصر وفوقها «بسم الله الرحمن الرحيم»، وأصبحت الجريدة تصدر يوميًا باللغة العربية، ويوم الخميس باللغة الفرنسية، وارتفع سعرها إلى خمسة قروش، مضافًا إليها مصاريف إدارية تصل إلى خمسة قروش.

وفي عام 1974 ونظرًا لارتفاع الورق والخامات انخفض سعر الجريدة ووصل ثمن السطر في الإعلان عام 1988 إلى 6 جنيهات.

ورغم مرور 184 عامًا على إصدار «الوقائع المصرية» إلا أنها مازالت تصدر وتنشر القرارات الرسمية، والقوانين التي تنظم العمل داخل الدولة.

الجريدة الرسمية