رئيس التحرير
عصام كامل

محمد طلعت يكتب: في عام الشباب يا «سيسي» قلبي داب

فيتو

فوجئت منذ الصباح الباكر بوصول عدة رسائل عبر البريد الإلكتروني من عدة محافظات تحتفل بانطلاق «منتدى الحوار الوطني للشباب» وتؤكد كافة المحافظات على الانطلاق تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن عام 2016 عام للشباب.


فتذكرت الرئيس المصري فورًا ومن هنا بدأ قلبي ينبض بأحاسيس غريبة ودق سريعًا في عجالة من أمره، ومرت على ذاكرتي التي أحتفظ بجزء منها بعد التعدي علي بالضرب في أحداث مجلس الوزراء، ومرت أمامي وسمعت بأذني كلمات «الشباب» التي تتكرر دومًا بفم الرئيس وعبر صوته لأتذكر الطفل الجبار، رجل المهام الصعبة «ياسين» الذي اعتدى على ما لا يقل عن 10 أفراد ودمر سيارات ترحيلات ومدرعات.

كما تذكرت فجأة والدة المعتقل، «أحمد أيمن»، الذي كان يعيش مسالمًا وهي تقول لدى مرور الرئيس بميدان التحرير «حسبي الله ونعم الوكيل» ابني محبوس ظلم وهو مش داري، وتذكرت «عبد الرحمن موكا» الرجل المشاغب، صاحب الأدب الرفيع والثائر على أي ظلم واقع على أي فرد وإن كان مختلفًا معه.

وهنا جاء في بالي زوجة «عمر عبد المقصود» العروسة التي لم تهنأ بمحبوبها فقط لأنه اتهم وحبس ظلمًا هو وإخوته، دون أي سبب أو مخالفة، على الرغم من نفي كافة الشهود صلته بأية أحداث، وهو ما يضع أمامي عشرات علامات الاستفهام حول مبدأ العدالة.

كما خطف عقلي وألغى فكرة شرائي تيشيرت «الدنيا لو جارحة»، الذي كنت أرغب فيه بشدة الطفل «محمود محمد» الذي كبر داخل جدران السجن فقط لأنه ارتدى تيشرت كتب عليه «وطن بلا تعذيب».

وهنا توقفت قليلًا مع نفسي متحديًا دموعي لأتذكر صديقي «فهمي» الذي تم الحكم عليه في أحداث مجلس الوزراء بالسجن 25 عامًا ومعه «هند نافع» وهما الآن هاجروا إلى أمريكا وكلاهما لا يعلم عن الآخر شيئًا ويبعدون عن وطنهم الذي أشهد أنهم يعشقوه وأنهم يعانون من فراقهم له.

وهنا حال فهمي ونافع لا يختلف كثيرًا عن حال 269 متهم بقضية أحداث مجلس الوزراء التي بدأت أحداثها برفض تولي رئيس حكومة «مبارك» الدكتور «كمال الجنزوري» لرئاسة الوزراء والمطالبة بتجديد الدم، ومهما كان ما حدث من أفعال من أي من الطرفين، إلا أنها تظل وستظل هذه الأحداث هي جزء ثوري من أحداث الثورة لا يمكن نسيانه أو تركه للزمن ينهيه.

فالآن يحاكم المجني عليهم فقط من أجل دفاعهم عن وطن وحياة وحرية، على الرغم من وجود قرار جمهوري منذ عهد الرئيس المعزول «محمد مرسي» بالعفو عن كافة المتهمين في القضايا المناصرة للثورة ،ولكن لم ينفذ القرار دون وجود سبب حقيقي لذلك.

وهنا أعود إلى رئيس الجمهورية لأؤكد له أن قلبي داب من الألم، وانعصر من الحزن، ومات من ما رأيته من غياب للعدل بين أبناء الوطن الواحد، والأم الواحدة.

فقبل أن يكون هناك منتدى حوار للشباب أو عام مخصص لهم، وجب على الرئيس أن يبحث في مظالم الآلاف منهم داخل السجون يعدهم الآمر بأمرهم بأن يصبحوا «عبء» على المجتمع، حيث أنني أتوقع أن ينتقموا لظلمهم، وأن ينشروا العدل بأيديهم، وهو ما سيكون إيمانا في عقولهم، ولا تسأل عن السبب فإن صناعة الإرهاب تأتي من العدم، عدم العدل والكرامة والحب، ونشر الكراهية والبغض والتعذيب تحت قامة «الظلم».
الجريدة الرسمية