السيسي وانفجار الحليم
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي عرض في مصر فيلم أمريكي باسم "انفجار الحليم" بطولة الممثل العالمي (تشارلز برونسون) والفيلم يدور في مدينة ذات معدلات عالية من الجرائم، سرقات، ضرب، اغتصاب، ترويع مواطنين، والشوارع تعج باللصوص والمجرمين تثير الرعب ليل نهار بلا رادع قوي حتى الشرطة لم تسلم من العصابات الإجرامية وتبذل ما في وسعها ولكن بلا جدوى.
تسكن في هذه المدينة أسرة مكونة من زوج وزوجة وابنة وحيدة، والزوج رجل مسالم ويرى تلك الأشياء ويمضي في طريقه سواء للمنزل أو لعمله دون رد فعل لأن الأمر لا يخصه.. وفجأة تنقلب الأمور حيث تقوم عصابة باقتحام منزله واغتصاب ابنته وقتل زوجته..
يحدث التغيير بدرجة كبيرة يتحول الرجل المسالم إلى قاتل محترف للصوص، يحصل على سلاح ويبدأ بالخروج ليلا وللأماكن التي يرتع فيها اللصوص ودائما يفاجهم بأنه مسلح حين يريدون سلبه تحت تهديد السلاح كما اعتادوا ولا يتركهم إلا قتلى، وتبدأ سلسلة قتل اللصوص وتنخفض معدلات الجريمة في الشارع بنسبة كبيرة خوفًا من اللصوص ذاتهم وهو ما فشلت فيه الشرطة..
الرجل يتعاطف معه سكان المدينة رغم أنه مجهول، حتى أن المسئولين الكبار بطريقة غير معلنة يطلبون من رجال الشرطة المتولين ملف هذا الرجل تخفيف إجراءات البحث عنه.
ويتعاطف رجال الشرطة معه حتى عندما أصيب أخفوا سلاحه الذي قتل به اللصوص.
استرجعت أحداث هذا الفيلم وأنا أستمع لقسم السيسي في خطابه الأخير (هاشيله من على وجه الأرض) وعلى الفور أدركت أن هذا الرجل الحليم الصبور جدًا قد وصل إلى حافة مرحلة انفجار الحليم وهناك مثل يقول حذار من الحليم إذا غضب.
احذر أعداء مصر سواء في الداخل الذين يتولون بحكم مناصبهم في مفاصل الدولة ومؤسساتها مهما علا شأنهم والذين ولاؤهم خارج مصر أو يعملون على إفساد كل ما يعمله السيسي لمصلحة مصر.. الرئيس السيسي وصل إلى مرحلة الانفجار لأن الكيل طفح.. ولو قام باتخاذ قرارات ليست معتادة وليست على الهوى لحماية شعب مصر من أن تصبح مصر سوريا أو العراق سيؤيده الشعب.. ولن يرحمكم.
حذار من انفجار الحليم.. حذار من السيسي إذا غضب!