رئيس التحرير
عصام كامل

عزة الحناوي.. اعزلوها وامنعوها من السفر وحاكموها !


هل في قصة عزة الحناوي كلها أي اتصال بحرية الرأي والتعبير ؟ الإجابة لا.. فأي مرور سريع على صفحتها الشخصية يؤكد أن رأيها الشخصي -وهو متطرف وحاد بل مريب- لم يقترب منه أحد وبسببه لم يقترب منها أحد ولم يطالب واحد في مصر بمنعه ولا التدخل فيه ولا معاقبتها بسببه !


السؤال أيضًا: هل ما فعلته عزة الحناوي في الحلقة الأخيرة الشهيرة سبب الزوابع للمرة الثانية حق مشروع للمذكورة باعتباره حقا لها ؟ الإجابة أيضًا وبكل تأكيد لا.. ولمن يريد أن يعرف فالتعليمات بعد 25 يناير 2011 -وهذا حق- أن وسائل الإعلام الرسمية هي ملك للشعب المصري كله ولم تعد ملكًا لحزب حاكم أو لرئيس أو حتى لوزارة تتبع للسلطة التنفيذية إنما باتت مثل الصحف القومية ملكًا للشعب كله.. ولأن بين المصريين تختلف الآراء فكانت التعليمات صارمة وواضحة وصريحة وهي: أن يلتزم المذيعون مقدمو البرامج والمحررون بالحياد التام والمطلق وأن يكفلوا جميعهم حرية الرأي والتعبير لعموم المصريين، مختلفين حول موضوع ما أو مؤيدين وأن يتحروا الدقة فيما يقدمونه ويتمسكون بالمهنية وهي تعني مساحة مناسبة لكل الآراء والتوازن في الحلقات وتضم أطراف الموضوع ومنح حق الرد للجميع دون تمييز وبغير انحيازات ويستثنى من ذلك البرامج المتخصصة ذات الموضوع الواحد وفيها لا تمنع آراء الناس ولا يتعدى على حقوقهم الأدبية أحد !

بهذه التعليمات عمل ماسبيرو طوال الفترة السابقة.. من خالفها فقد خالف التعليمات ويستحق العقاب حتى لو كان يؤيد رئيس الجمهورية منفردًا ممتنعًا عن مناقشة الآخرين مانعًا إياهم من التعبير عن آرائهم.. وبهذه الصيغة فالتهمة الأساسية للسيدة عزة الحناوي ليست أنها قالت رأيا مخالفا.. إطلاقا إطلاقا.. إنما التهمة هي مخالفة التعليمات والخروج عن مقتضى الوظيفة واستغلال موقعها لفرض وصايتها وآرائها على الجميع قناة ومخرجا ومعدا وضيفا، فضلا عن إهانتها رئيس البلاد ووصفه بما لا يليق وكذلك طرد ضيفها على الهواء لمجرد ـ ورغم أنها تدعي الدفاع عن الديمقراطية ـ أنه اختلف معها وقال كلاما مغايرا رغم أنه موجود أصلا للكلام وللتعبير عن رأيه !

السؤال كذلك: متى يمكن لعزة الحناوي أن تعبر عن رأيها ؟ يمكنها أن تكتب مقالات في الرأي في مختلف الصحف والمواقع كما تشاء وكما يفعل عديد من الإعلاميين أو عندما تتحول إلى ضيفه في أي قناة تريد وعندئذ نتحول إلى مدافعين عن حقها في التعبير مهما اختلفنا معها ويبقى لنا فقط حق الرد والنقد.. والسؤال بعد السؤال هو: لماذا منعها من السفر بعد عزلها عن التعامل مع الجماهير على الشاشه ؟ الإجابة: لأنها متهمة بالاستغلال الوظيفي والانحراف به -مثل أي استغلال وظيفي في أي جهة حكومية- وإهانة زميل عزيز ومحترم هو الأستاذ أسامة شحاتة، نائب رئيس تحرير المساء وقد أهين -ولحقتنا جميعا الإهانة معه- في الحلقة وتم طرده على الهواء وهو في مكان المفترض أنه ملك الشعب كله..ةوثانيا: لأنها قد تسافر إلى العمل في قنوات الإخوان في تركيا.. السفر حق لها لكن بعد اتخاذ الإجراءات القانونية أولا ولا يصح أن نشجع أن يخالف البعض اللوائح ليتحول إلى بطل ويفتح باب عروض العمل لنفسه خارج البلاد !

ما جرى لم يكن يستحق لجنة لدراسته ولم يكن يستحق ـ وهو ثابت صوتا وصورة ولا يمكن إنكاره ولا يمكن تزييفه ـ إلا الحسم بقرار حاسم وخصوصًا أن سوء النية مبيت ويحدث للمرة الثانية..

المصريون لا ينقصهم إعلام معاد.. ولا يصح عندما يتم أن يتم بأموالهم.. والتليفزيون يستضيف أسماءً معارضة بل متطرفة في معارضتها وبعضهم لا يصدق الكثيرون أنه يظهر على شاشاتهم الوطنية الرسمية.. لكن هو حقهم لأنهم مصريون.. وكل هذا شيء.. وأن يقوم بذلك المكلف بخدمة وظيفية يحصل مقابلها على أجر والمفترض أن يؤديه بأمانة وهو ما لم يحدث.. فلا.. وألف لا !
الجريدة الرسمية