رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أمريكي: السلطات المصرية كانت تعتبر «ريجيني» خطرا عليها

الطالب الإيطالي جوليو
الطالب الإيطالي جوليو ريجيني

أثار حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة جدلا واسعا وتوترا في العلاقات بين روما والقاهرة بعد توجيه اتهامات لقوات الأمن بالتورط في تعذيبه وقتله.


ونفت الداخلية أي صلة لها بالحادث، بينما ظلت إيطاليا تطالب الجانب المصري باستيفائها بنتائج تحقيقات الحادث بوضوح.

ورصد الباحث الأمريكي «جان أشابيل»، المرشح لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بجامعة تورنتو الكندية، الباحث الميداني في مصر منذ 2011، أسباب جعلت الطالب الإيطالي جوليو ريجيني يشكل خطرا على مصر من وجهة نظر السلطات باعتباره باحثا ميدانيا في مصر مثل ريجيني.

وأوضح «أشابيل» في تقرير نشره بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن جمعية دراسات الشرق الأوسط بعثت برسائل تحذيرية لأعضائها تحذرهم من السفر لمصر، مشيرًا إلى وجود خطر قائم ربما يواجه باحثين آخرين في وقت قريب.

وأضاف أن مقتل «ريجيني» أدى إلى صدمة عميقة لمن يجرون بحوثا بالقاهرة، وأشار إلى ضيق المساحة المتاحة للباحثين سواء المصريين أو غير المصريين.

وتساءل الباحث الأمريكي عن الأسباب الحقيقية التي جعلت السلطات المصرية تعتبر أبحاث «ريجيني» خطرًا وتهديدًا لها، خاصة أن أبحاثه فيما يخص النقابات العمالية في الغالب لا تمس أمن مصر أو تسبب لها ضررا كما أنه ليس الباحث الوحيد الذي يتطرق لتلك الموضوعات.

وقال الباحث الأمريكي إنه تمكن من خلال بحثه الميداني بمصر منذ عام 2011 التوصل لسببين ربما لهما علاقة باعتبار «ريجيني» خطرا على مصر، أولهما تركيز قوات الأمن مع أي محاولات لتسييس الحركات العمالية والتي كانت احتجاجاتها تقابل بالتجاهل منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك طالما أنها لم تطرق لمطالب سياسية.

أما السبب الثاني الذي توصل إليه الباحث الأمريكي يتمثل في اقتناع قوات الأمن بوجود صلة بين التعبئة الشعبية والمواطنين أو الجهات الأجنبية وهو ما سبق وتسبب في إشعال ثورة 25 يناير عام 2011 وقاد لإسقاط النظام.

وتوقع الباحث الأمريكي أن تكون أبحاث «ريجيني» وأهدافها أُسيء فهمها من قبل السلطات المصرية وهو ما دفعهم لاعتباره خطرا على الأمن الداخلي بعد اعتبارها محاولة لشحن الجماهير للقيام بثورة جديدة ربما تتسبب في إرباك الاستقرار في البلاد.

وأوضح أن تحدث «ريجيني» للعربية بطلاقة ومشاركته مؤتمرات العمال وإقامته علاقات مع جهات محلية متنوعة أثارت الشبهات حوله فضلا عن كتاباته بإحدى الصحف الإيطالية والتي كانت تعارض النظام الحالي.
الجريدة الرسمية