رئيس التحرير
عصام كامل

عمال هدم!!


المقاول في بناء صرح ضخم يعيد للمكان مجده العريق كي يعود بالمبنى للسيادة والريادة في المنطقة، سعى بكل ما أوتي من قوة، حمل حياته على كفه، وسار وسط أكوام رماد، مكان مهدم محطم تربص به الأعداء من كل جانب، وأخيرا نجحت الخطة وخرج جموع البلد لتعضيد الرجل مقاول البناء الجديد على أمل جديد.


بدأ مقاول البناء في بحث الميزانية والتكلفة للبناء وجد مشكلات عديدة تتمثل في:

انقسام أهل الحى، واختراق أعداء البناء عشاق الهدم مؤسساته، واختراق فكر رجعى ضد البناء تحت مسميات خلابة مثل حماية التراث والحفاظ على سيرة علماء الأمة.. ولكن المقاول اتخذ قراره الذي لا رجعة فيه، فقام أولا بعمل يوحد شعب الحى، ونبه إلى أهمية تغيير الخطاب عند الأكثرية، بل قام بنفسه بالاعتذار للأقلية التي عانت من ويلات الأكثرية وتعاليمها التي أفرخت جيوشًا جرارة تربت على يد الإرهاب وقامت بالنيل منهم.

وأخيرا بدأ مقاول البناء في العمل ونجحت خطته الأولية في تكوين سياج يحمي منطقة البناء طبقًا للخطة المسبقة التي أطلق عليها خطة الطريق، وتم أخيرا تنفيذ المبادئ الأول والثانى والثالث وخلال تلك الفترات ظهر على السطح رجال في مؤسسات الدولة من يقف له بالمرصاد، بل قاموا بعملهم على نقيض الخطة الموضوعة فتحول مقاولو البناء معه إلى معاول هدم.

هدموا بخطط خبيثة، لتحطيم وإفشال خطة البناء فشوهوا العدالة وحطموا ميزانها.. ونكلوا بالآخر شريك الأرض والعرض فحكموا على صغارهم بالحبس خمس سنوات ووسط إعلام صفيق غير ناضج للتجربة سعى العديد منهم للتصفيق وانحازوا بشكل بهلوانى فأصبحوا أضحوكة وأساءوا بدلا من أن يصيبوا الهدف أصبحوا أداة ضد البناء وأصبحوا أداة هدم، انقسم المجتمع مرة أخرى وساد الهرج والمرج مؤسسات الدولة، مما منح الأعداء فرحة عارمة وسيفًا يطعنون به الدولة دائمًا.

ظهر بين مؤسسات الدولة من هو تابع ليس لمؤسسة الدولة بل لمؤسسات خارج القطر المصري تعمل على هدم مصر وتحاول بكل الطرق جعل مصر دولة تسير في فلكها وتسخر جيشها ومقدراتها لخدمة أهدافها الخبيثة..

ووسط كل هذه المشكلات لم يكل ولم يئن مقاول البناء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ما زال يعمل لهدف واحد إعادة مصر إلى مجدها، لتكن مصر منارة للمنطقة والعالم تقدم السماحة والجمال والرقي وسافر بلاد العالم بحثًا عن المساعدة واستقدام خبرات دول نجحت في هزيمة التخلف والفقر مثل اليابان وكوريا.. ليكشف الرئيس أن من سماهم إخوة تركوه في منتصف الطريق لأنه رجل لا يباع ولا يشترى.. فسحبوا وعودهم السابقة في المنح والمساعدات والمشاريع لرفض مصر أن تكون دولة تابعة تدار من خلال عواصمهم ووسط هذا كله ظهر الراقصون على أنغام الدول الخبيثة وهم من أطلق عليهم المؤلفون جيبوهم.

أخيرًا هذه مصر الآن وهذا هو رئيس مصر مقاول البناء الساعى لبناء مصر دولة حديثة، ولكن ترى ماذا سيعمل وسط اختراق منظومته مقاولو الهدم بفرض التفرقة والكراهية وظلم الوطن؟ هذا هو السؤال ؟

وهل سيعيد الرئيس حساباته مع دول المنطقة الساعية لهدم مصر؟ هل سيعيد الرئيس العدل؟ هل سيقوم الرئيس الأحكام الظالمة ويعدل كفة الميزان مرة أخرى ؟ هل وهل أسئلة عديدة تطرح نفسها ولكن سيبقى السؤال الأهم: هل تنبه الرئيس إلى مقاولي الهدم ومهرجي السيرك في مؤسسات الدولة ؟ وما هي المحصلة النهائية من تعب وجهد خارجى وداخلى.. مقاولو هدم ؟
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية