رئيس التحرير
عصام كامل

هل يكره السيسي التليفزيون المصري ؟!


ما قصة مداخلات الرئيس السيسي لبرنامج عمرو أديب؟ ولماذا عمرو أديب تحديدا؟ رغم أن الطباع والمزاج الشخصي لكل من الرئيس والمذيع وكما نعرفهما غير متطابقين ولا حتى متشابهين.. فلماذا إذن عمرو أديب ومداخلات باتت منتظمة من رئيس هادئ إلى مذيع منفعل وبشكل دائم حتى على نفسه ؟!


يمكن تخيل أسباب عديدة منها انفعال الرئيس بما يقدم وبما يدفعه للتدخل المباشر من سيادته ومنها أن تكون المداخلة إشارة قوية تؤكد متابعته اليومية لوسائل الإعلام ومنها-أيضا- رغبة الرئيس في أن يستحي كل من يتجاوز في حق بلده وشعبه بتجاوزات وطنية أو أخلاقية ومنها-كذلك- جمهور القناة نفسه وغالبيته- في مصر- من النخبة القادرة على الاشتراك في القنوات المشفرة ( رغم اختراق ذلك في الريف البعيد من خلال الوصلات غير القانونية ) وقطاع كبير منه-خارج مصر- من مشاهدي دول الخليج العربي..

صحيح تبدو الفائدة الأساسية من المداخلات هي قدرة السيسي على صناعة الحدث بنفسه حيث تتحول مداخلته إلى مادة أساسية للتناول وتتحول في دقائق إلى عناوين للأخبار ومادة للتناول على شبكات التواصل الاجتماعي مشفوعة بقدرة الرئيس الفائقة على حشد الأرقام وترتيب الأفكار والتأكيد على متابعته الممتازة للمشروعات بتفاصيل تفاصيلها وخصوصا أنها مشروعات عملاقة وعظيمة وستغير في الأشهر القادمة وجه مصر ويبدو ملخص المداخلة أن مصر الساعد لزرع سيناء وما حولها بالبشر بما يؤمنها نهائيا !

وهنا والنقطة الأخيرة السابقة تفتح الباب واسعا للسؤال: إن كان ذلك كذلك.. وإنه وفي كل الأحوال سيتابع المصريون كلام ومداخلة الرئيس في أي قناة وعلى أي شاشة تتم عليها ومع أي مذيع كان.. فلماذا أيضا عمرو أديب تحديدا؟ لماذا مع مذيع لا يعرف ماذا يجري في بلاده ويملأ الدنيا ضجيجا دون أن يكلف خاطره أن يعرف وبدقة ما يجري حوله وفي بلاده ؟ واستكمالا ضروريا وأساسيا نسأل:

لماذا لا يجري الرئيس ذلك على شاشة التليفزيون الرسمي؟ أو على الإذاعة الرسمية؟ هل يراهما الرئيس بعافية؟ فلماذا لا يضخ فيهما كهرباء النشاط و أشعة الأمل بمداخلاته؟ هل هو اعتراف دائم بفشل الإعلام الرسمي؟ أن كان ذلك كذلك فلماذا يصمت عليه؟ وإن كان ذلك كذلك فلماذا التمس له الأعذار في خطابه الأخير؟ وإن لم يكن ذلك كذلك فلماذا إذن لا تكون هذه المداخلات عليه وهو ملك للشعب المصري ؟ وخصوصا أن من بين الإعلام الرسمي من يقول نفس كلام الرئيس وبالأرقام الدقيقة ؟!

كثيرون على شاشات التليفزيون الرسمي قد يصيبهم الإحباط وكثيرون-غيرهم- في الإعلام الخاص محترمون شدوا الرحال مرارا إلى جبل الجلالة وإلى الفرافرة وإلى العلمين الجديدة وإلى محور قناة السويس وغيرها وغيرها وقد يصيبهم الإحباط أيضا وقد يراودهم الشيطان عن أدائهم ويوسوس لهم بأن الدولة بقياداتها لا تهتم إلا بمن يهيل التراب ويصرخ في الناس ولا يعتمد الحقيقة كمادة أساسية لمعالجاته !!

ورغم أن النفس إمارة بالسوء إلا أن الثقة في هؤلاء الإعلاميين الوطنيين كبيرة ولن يفلح معهم الشيطان بوسوساته وهنا يطل السؤال من جديد: هل يكره السيسي التليفزيون المصري؟

نعرف الرئيس ونعرف الإجابة ولكن ننتظر أن يجيب الرئيس بنفسه !
الجريدة الرسمية