القومي للترجمة تطرح النسخة العربية من «مداخل إلى جرامشي»
صدر حديثًا عن القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب «مداخل إلى جرامشى..السيطرة السياسية،الثورة، الدولة»، والكتاب من تحرير أن شوستاك ساسون،ومن ترجمة سحر توفيق.
تشير المترجمة –في مقدمة الكتاب –على أنه يجدر بنا أن نلقى نظرة على اراء مفكر من أهم المفكرين السياسين في القرن العشرين،خاصة بعد ما مرت به مصر من أحداث في السنوات الأخيرة، وظهور الجدل بعد ثورتين،وعن مدى نجاح ثورة يناير أو فشلها.
وقامت محررة الكتاب بجمع مقالات مختلفة تتناول جوانب متعددة من فكر جرامشى،كما أضافت معجمًا صغيرا لتفسير بعض مصطلحات جرامشى،وتسرى في هذا الكتاب تيمة واحدة،ألا وهى فكرة السيطرة السياسية التي تقول أن أي طبقة حاكمة وضعت المجتمع في قوالب لا بد أن تمثل ما هو أكثر من مصالحها الضيقة.وهذا يسرى على كل من البرجوازية والبروليتارية على السواء.
ومن أهم الأفكار، أزمة الدولة الديمقراطية الليبرالية، والزيادة الهائلة للمثقفين في المجتمع المعاصر، والعلاقة الجديدة بين الدولة والاقتصاد، والحاجة لدراسة العلاقة العملية بين القادة والمحكومين، والسؤال الذي تثيره معظم هذه التيمات هو، ما العلاقة بين الديمقراطية وبناء الاشتراكية، فهو سؤال يثار اليوم على نطاق واسع، فالهدف من هذه المجموعة من المقالات هو اقتراح بعض الأسئلة التي قد تثار عن أعماله.
انطونيو جرامشى هو فيلسوف ومفكر ومناضل ايطالى، وهو مؤسس مفهوم «الهيمنة على الثقافة وسيله للابقاء على الحكم في مجتمع رأسمالى»، ولد في بلدة اّليس بجزيرة سردينا الإيطالية، فهو المثقف المرتبط بالجماهير والراغب في التغيير وهو صاحب مشروع ثقافي يتمثل في «الإصلاح الثقافي والأخلاقي» سعيا وراء تحقيق الهيمنة الثقافية للطبقة العاملة.
حيث شكل تجديدا جريئا داخل الفكر الماركسي استحق عليه غربة فكرية وسياسية وإخفاء لمعظم نصوصه لمدة ثلاثة عقود بواسطة قادة الحزب الشيوعي الإيطالي، فكر غرامشي بمرجعية جديدة أساسها الموضعة التاريخية لدور المثقف في التغيير ما دام أن الصراع بدول أوروبا الغربية_بعد فشل الأحزاب الشيوعية بهذه المنطقة في تحقيق أهدافها_ هو صراع على الأجهزة الثقافية والإيديولوجية وليس صراع على الجهاز السياسي للدولة وخاصة أجهزتها القمعية،وعانى من فترات اعتقال طويلة، وأمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره قيد الاعتقال قبل أن يموت تحت التعذيب في العام 1937.
الكتاب من تحرير اّن شوستاك ساسون،وهى أستاذ زائر بجامعة كينجستون لندن.
ومترجمة الكتاب هي سحر توفيق، روائية ومترجمة، ومن مؤلفاتها،(أن تنحدر الشمس)،(طعم الزيتون)و (رحلة السمان) ولها مجموعة كبيرة من الكتب المترجمة،(فلاحو الباشا)،(المذنبة)،(المرأة المحاربة)،(شهيرات النساء) و(العشب يغنى).