ليست عزبة وموسى في حماية المصريين يا حكومة!
أمثلة حية وحقيقية ضربها أمس الكبير المحترم ثروت الخرباوي في مقاله على "فيتو" وعنوانه "الحكاية فيها إن" ونماذج عن المستوى الفكري والثقافي والسياسي لعدد من الوزراء.. واليوم يصدمنا وزير الزراعة الدكتور عصام فايد بقرار عجيب ومثير بل مريب.. ففي ظل الاحتفاء شعبيًا بهزيمة صفقات القمح المسرطنة التي تحتوي على فطر "الأرجون" الخطير بنسب ضارة وتزيد عن المسموح به دوليًا وصحيًا وإعادتها إلى بلادها بعد جدل كبير واتهامات بقبولها وتمريرها ومرورها عبر المنافذ المصرية ومنها إلى المطاحن ومنها إلى بطون المصريين الذين يسجلون نسب أمراض خطرة مرتفعة قياسًا إلى النسب العالمية نقول وسط ذلك يفاجئنا وزير الزراعة بإقالة الرجل الذي قاوم الصفقات ورفضها وأصر على رفضها وعلى إعادتها وإعادة تصديرها !
أمس أصدر وزير الزراعة قرارًا بإقالة الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي وعندما تململ البعض وتابعت وسائل الإعلام والصحف القرار أصدرت وزارة الزراعة بيانا تؤكد فيه أنه لا علاقة لقرار الإقالة بالصفقات التي رفضها الدكتور موسى وأن القرار يأتي ضمن إعادة هيكلة الوظائف داخل الوزارة !!
الآن نسأل: أي حنكة سياسية تلك التي تدفع وزيرًا لإقالة رجل قاوم الفساد رغم إغراءاته التي سقط البعض أمامها وبعد ساعات من آخر إجراءاته ضد صفقة مهمة؟ وأي حكمة تلك التي تدفع وزيرًا -أي وزير- لإقالة مسئول مهم من منصبه رغم تأكيد بعض المستوردين أنهم لن يتركونه في موقعه؟ وأي معنى يريد وزير الزراعة توصيله للمصريين بعد أن وجدوا -أخيرا - من يقف في وجه الفساد بشرف وأمانة وشجاعة في أكثر وزارات مصر تعرضا لهجمات الفساد بمختلف أشكاله ؟ وأي رسالة يمكن أن يفهمها الناس وهناك من يقول لهم إن من سيقف ضد الفساد ستتم إزاحته؟ وهل بلغ الاستعجال بإعادة هيكلة الوزارة حد هيكلتها في الأسبوع نفسه الذي يخوض الدكتور موسى معركته؟ وماذا لو تم استثناؤه من أي إجراءات؟ فإن لم يكن يستحق الترقية والتكريم ـ حتى لو كان يقوم بواجبه ـ فعلى الأقل لا يستحق العقاب أو الإهانة أو التجريح أو يشعر ونشعر معه بخيبة الأمل!
ما جرى يستحق تدخل رئيس الحكومة فإن لم يكن فليتدخل الرئيس السيسي نفسه الذي أقال وزيرًا للوزارة نفسها وأحاله للمحاكمة باتهامات تخص أموال المصريين وصحتم بالضرورة أولى وأهم.. وبين تدخل الحكومة وتدخل الرئيس يجب أن يبقى الدكتور سعد موسى في حماية المصريين ويطالبون بعودته بكل الطرق الممكنة وإلا سنفقد كل يوم محاربا من أجل المصريين ضد الفساد.. مرة بالتصفية وأخرى بالإحباط !
تضامنوا مع الرجل -الذي لا نعرفه ولا يعرفنا- واحموه الآن وفورا بالهاشتاجات والنداءات للرئيس وللحكومة وبالكتابة في صحفكم وعلى صفحاتكم.. وإلا فتحملوا النتائج وانتظروا ـ للأسف ـ خيبات كبرى!