رئيس التحرير
عصام كامل

إمبراطوية العبودية الحديثة في بريطانيا.. فريق متطوع ينقذ 45 مجريا يعملون قسرا في ظروف مزرية بالمملكة المتحدة.. أرباب العمل يسرقون جوازات سفر العمال لاستعبادهم.. والمتطوعون يخبرون الشرطة بالتفاصيل

فيتو

حرر فريق شرطي متطوع يعمل لصالح تحقيق العدالة في المجتمع البريطاني، ضحاياه الذين أنهكهم التعب إثر العمل قسرا في ظروف مروعة بالغة الصعوبة، في شركة «كوزي سليب» لصنع الأسرة غرب يوركشاير.


الإتجار بالبشر
وكشف فريق من الضباط والجنود السابقين العاملين تطوعيا لمكافحة الاتجار بالبشر، معاناة 45 رجلا حبيسا يعملون بالسخرة، وتمكنوا من إطلاق سراحهم بعد أسابيع من البحث والتدقيق.

وكان الفريق الشرطي تشكك في تورط شركة "كوزي سليب" لصنع الأسرة في غرب يوركشاير بالإتجار بالبشر واستعباد العمال، فبدءوا في مراقبتهم والتواصل سرا مع العمال المجريين داخل مصانع الشركة، وتمكنت من الوصول للمنزل الذي يتم احتجازهم به في مدينة برادفورد غربي إنجلترا.

مهاجرون ضعفاء
وكشف الضباط أن العمال المستعبدين هم من ضعفاء مهاجري المجر الذين تم استدراجهم إلى المملكة المتحدة بوعود زائفة، بالحصول على عمل براتب جيد ولكن الأمر برمته لم يتعد كونهم وقعوا في أيدي عصابة تستعبد وتتاجر بالبشر.

وسرق أرباب العمل البريطانيين جوازات سفر العمال من أجل إجبارهم على العمل لمدة تتعدى 16 ساعة يوميا مقابل 10 جنيهات إسترليني فقط أسبوعيا، مقابل تصنيعهم للأسِرَّة التي تباع في كبرى محال المملكة بأغلى الأسعار بما فيها متاجر جون لويس.

فرار مرعب
وأنقذ الفريق التطوعي ثمانية رجال ممن وقعوا في فخ العبودية لدى هؤلاء التجار، ولكن بصعوبة بالغة حيث يعاني العمال خوفا شديدا من أرباب عملهم والذين يخشون أن يتعقبونهم ويعرفون مكان تواجدهم ثم يعاقبونهم على محاولة الهرب.

وكان الفريق التطوعي أخبر الشرطة المحلية بتفاصيل العملية وتمكنت بعد ذلك من التوصل إلى أن هؤلاء العمال جاءوا إلى المملكة عبر عصابات تتاجر في البشر وتؤجر العمال لصانعي الأثاث المحليين مقابل 3 جنيهات إسترليني في الساعة، بينما يدفعون للعمال مبالغ زهيدة فضلا عن إمدادات ضئيلة جدا من الطعام والسجائر.

ظروف مروعة
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الشرطة عثرت على العمال المشار إليهم يقيمون في منزل واحد في ظروف مروعة، يكتظ عدد كبير منهم في منزل ذي ثلاث غرف قذرة، موضحة أن مالك مصانع "كوزي سليب" البالغ من العمر 60 عاما أُدين بتهمة الإتجار بالبشر وإدارة عصابة لاستعباد العمال داخل المملكة المتحدة ليصبح أول مدير شركة بريطانية يدان بالإتجار بالبشر.
الجريدة الرسمية