نص مرافعة النيابة في «خلية الرصد والردع»
استمعت محكمة شمال الجيزة برئاسة المستشار حسين قنديل، والمنعقدة بمعسكر الأمن المركزى بأكتوبر، لمرافعة المستشار محمد الطماوي، رئيس نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، وذلك في محاكمة 21 متهما في اتهامهم بتكوين خلية "الرصد والردع" الإرهابية بهدف ارتكاب أعمال عنف بمنطقة العمرانية.
واستهل محمد الطماوي مرافعته أمام النيابة قائلا "بسم الله الحق العدل.. بسم الله المنتقم الجبار.. بسم الله الرحمن الرحيم..
«قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 103 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 104».
وتابع المستشار محمد الطماوي "يتوجب على وأنا أقف في هذا المقام الجليل محراب العدالة امتثالًا ليمين الولاء الذي أديته والقسم العظيم الذي أقسمته أن استحضر في أذهان الهيئة الموقرة، وأذكر الحضور بإنى حضرت اليوم ممثل مجتمعًا مكلومًا لا يزال دماء ضحاياه من أبنائه الأبرياء تسيل دون ذنب أو جريرة، حتى هذه اللحظة التي أمثل فيها أمام عدلكم ضحايا الفكر البغيض والجهل والضآل..ضحايا الإرهاب الأسود على آيدى حفنة مارقة من بعض المنتسبين إلى وطننا وهو منهم براء، حفنة من فجرة ضلوا وأضلوا وجاسوا خلال الديار، طغوا وبغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، ولكن المولى عز وجل ومن بعده الشرفاء في هذا الوطن لهم بالمرصاد".
وأضاف ممثل الادعاء شارحا أسانيد الاتهام "قد اعترف المتهم طارق السيد أحمد إبراهيم، 22 سنة، طالب بكلية العلوم، بارتباطه بجماعة الإخوان منذ إدراكه واعتقاده من منطلق قناعته بضرورة بناء دولة إسلامية وصولًا إلى الخلافة إيمانًا بأفكار حسن البنا، وراغب السرجانى، واقتناعه بأن الثورة الشعبية التي انطلقت في كامل القطر المصرى بتاريخ 30 يونيو يمثل انقلابًا عسكريًا، يجب مواجهاته بأى وسيلة ومنها التفجيرات وأن ترتب عليها إزهاق الأرواح نظير تحقيق هدف الوصول إلى الخلافة، ومشاركته في اعتصام "النهضة" والمسيرات والفاعليات التي انطلقت منه بمنطقة العمرانية، وذلك لتكليفات جماعة الإخوان، وارتباطه تنظيمًا بالمتهم محمد فؤاد الذي يُعد بمثابة شقيقه الأكبر.
وأضاف أن المتهم تدرب على كيفية تصنيع العبوات المتفجرة على يد وسام مصطفى السيد، بعد أن لقنه خطوات تصنيعها وأمده بالأدوات والمواد التي تستخدم في ذلك، علاوة على إمداده بعبوات متفجرة، وتكيلفه باستخدامها في استهداف مركبات الشرطة حال قيامها باعتراض مسيرات الإخوان، إلا أنه فشل في تنفيذ تلك التكيلفات ضد أهداف متحركة، فتم تكيلفه برصد وتفجير أهداف ثابتة، واعترف بارتكابه وآخرين بواقعة محاولة تفجير إحدى سيارات البث الفضائى، وسيارات شرطة أمام قسم شرطة الطالبية بعد رصدها، وصحة واقعة ضبطه والمضبوطات، والتي ضبطت بحوزته وداخل مسكنه وسيارته اللتين اتخذهما مكانًا لتصنيع وإخفاء عبوات متفجرة".
وأضاف رئيس نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة "واعترف المتهم محمد فؤاد عبد الحميد حسن، بارتباطه بجماعة الإخوان منذ نشأتها ومشاركته أعضائها في أنشطتهم بالقسم المكلف بنشر الدعوة بمنطقة العمرانية، وهو ما أطلق النشاط الآمن، وأضاف أنه منذ عام 2000 غير نشاطه واتجه إلى النشاط غير الآمن، المتمثل في مزوالة النشاط السياسي للجماعة وتدرجه داخل هيكلها التنظيمى من عضو مُحب إلى عضو منتسب ثم عضو مؤثر.
وتابع «وأضاف بمشاركته في اعتصام النهضة ومشاهدته لبعض المشاركين فيه محرزين لأسلحة نارية آلية لاستخدامها في تأمين الاعتصام وفى أعقاب فضه شاركهم في مسيراتهم ومنها المسيرة التي حدثت خلالها الواقعة المشهورة إعلاميًا واقعة مقتل طفل العمرانية، وذلك حال إحرازه لسلاح ناري بندقية آلية»
وأكمل« علاوة على اشتراكه في تأمين تلك المسيرات باستخدام العبوات المتفجرة والأسلحة الآلية والخرطوش والشماريخ والحجارة، وقطع الطرق، وتعطيل حركة المواصلات، علاوة على اعترافه بارتكابه وآخرين بواقعتى تفجير عبوة متفجرة لدى منزل السفير البلجيكى ومحاولة تفجير أخرى أمام قسم شرطة الطالبية، وارتباطه تنظيمَا بالمتهمين طارق السيد أحمد، ووسام مصطفى السيد، وياسر محفوظ محمد، وسعيد عبد الظاهر حسن، وأسامة محمد حكمت، والشاعر مصطفى محمود موسى، ومحمد عبد الله محمد، وكريم حسن هريدى، وهانى الشحات جابر، ومحمد عبد الله أبو غنيم، بالإضافة إلى اعترافه بصحة واقعة ضبطه، وما ضبط بحوزته من مضبوطات».
وتابع "الطماوي" "كما اعترف المتهم محمد درى أحمد محمد، بأنه منذ عام 2005 أن اعتاد شرب الخمر وتعاطى المواد المخدرة وأدمنه لأخطر أنواعها الهيروين المخدر، ووفاة اثنين من أقرانه المدمنين بذات الجوهر المخدر، وترسخ فكرة أنه سوف تتوفاه المنية لا محال من إدمان المخدرات –على حد قناعاته– تمخض في ذهنة فكرة مسألة الجهاد في سبيل الله بأسوة بالتسجيلات الموثقة لخطب لمن يُدعى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وآخرين من المجاهدين والتي لالقت قبولًا وصدى في نفسه.
وأضاف «فاختمر في ذهنه مسألة ذلك الدرب، وسعى جاهدًا للالتحاق بمن أطلق عليهم المجاهدين وما أن سنحت له الفرصة بنهاية عام 2011 وعلم بمسألة وجود ميليشات مسلحة تقتال آنذاك بالجماهرية الليبية ضد قوات رئيسها السابق معمر القذاقى، حتى التحق بصفوفهم واشتراك في القتال إلى أن تم إلقاء القبض عليه، وإيداعه بإحدى السجون».
واكمل « ثم تم إطلاق سراحه بعد بضع وتسعون يومًا ليتم ترحيله إلى دولة تونس ومنها إلى القطر المصرى، ولوجود رغبة ملحة لدية في مواصلة الجهاد سعى إلى الالتحاق بإحدى معسكرات تدريب المجاهدين بمدينة العريش وشبة جزيرة سيناء»
وتابع « ولم سنحت له الفرصة للسفر إلى دولة سوريا للالتحاق بالكيان المسلح الذي أطلق عليها جبهة النصرة بقيادة المدعو محمد الجولانى، سافر وآخر من أقرناه إلى دولة تركيا، ومنها إلى دولة سوريا يلتحق آنذاك بإحدى معسكرات التدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة ومضادات الطائرات بكافة أنواعها، وليتنقل بين جبهات القتال الناشبة بين الكيان سالف الإشارة إليه وقوات دولة سوريا النظامية وليتخصص بالتخطيط للعمليات الاستشهادية والإشراف على إنفاذها، والاشتراك في وقائع اغتيال بعض عناصر الجيش السورى النظامى المكلفة بتأمين المنشآت التابعة للقوات المسلحة السورية ثم عودته إلى القطر المصرى»
وواضاف «واعترف بلقائه بكل من المتهمين سعيد عبد الظاهر عبد الرحمن، ووسام مصطفى، وعلمه بأن الأخير يشاطره ذات الأفكار والمعتقدات وسبق له الانضمام إلى إحدى المجموعات المسلحة بدولة سوريا واعتزامهم العودة إليها مرة أخرى، وأنه لم اكتشف والمتهم الأخير عدم مقدراتهم للسفر إلى دولة سوريا مرة أخرى دون مرور بضعة أشهر، تمخض في ذهنهما القيام بأعمال عدائية تستهدف رجال الشرطة لاعتقاده بمنطقة قناعاته وفكره وعقيداته أن النظام الحاكم الحالى كافر، ولا يحكم بكتاب الله، ووجب جهاده، فعرفه الأخير على 3 شباب من أصحاب ذات الفكر والمعتقد لحيازتهم لعبوات ناسفة التي وضعوها أمام سينما رادوبيس، وتفجيرها عن بُعد».
كان المتهمون البالغ عددهم 21 متهمًا بينهم 8 محبوسين، قد قاموا بتكوين خلية إرهابية تحمل اسم "الرصد والردع"، بهدف اثارة العنف واشاعة الفوضي.
واسندت النيابة للمتهمين قيامهم بتفجير قنبلة أمام سينما رادوبيس، وقتل مواطنًا مسيحيًا بالخطأ تصادف مروره، وأصيب ضابط وكذلك تفجير قنبلة أمام منزل السفير البلجيكى، بهدف الإضرار بالعلاقات المصرية الدبلوماسية، وتشويه صورة مصر خارجيًا، علاوة على محاولة تفجير قنبلة أسفل سيارة شرطة أمام قسم الطالبية، بتمويل من 4 أعضاء بتحالف دعم الشرعية.